يعتمد هذا الموضوع على الجراة فالطرح مثلا وضح كريكتير مقال المهم اشاياء جديدة والتي تستحق النقاش المهم ان تعبر عن شيئ بماتجده مناسب رسم او كتابة المهم انه لايتعلق بك شخصيا بالتحديد لكنه يؤثر فيك بشكل مباشر او غير مباشر
نقلا عن الخبر http://www.elkhabar.com/images/key4press3/171103.jpg
عدل سابقا من قبل Spirit DZ في الأربعاء 30 يونيو - 13:35:18 عدل 1 مرات
محمد الجزائري مشرف
عدد المساهمات : 1251تاريخ التسجيل : 13/06/2009 العمر : 40 المزاج : الحمد لله
الاستبداد والتَّسلطُ والزّيف ظاهرةٌ عربّية وعلامة مسجلة في هذا العصر كرستها فئات مستلبة ومبتورة عن ماضي أمتها، ووصلت إلى الحكم بنيَّة الانتقام من شعوبها لأنها لا تمثلها ولا تستمد شرعيتها منها، ولذلك لا يهمها أن تبقى هذه الشعوب في وضع متخلف ومزر ومترد، بل وتحاول بكل الطرق أن يطول هذا الوضع ويستمر لعقود من الزمن بالتحالف مع قوى خارجية كانت وراء وجودها.
ومن الطبيعي في ظل أوضاع بهذه الصور المخزية والريبة أن يستشري الفساد السياسي والاقتصادي ويطال كل القطاعات ويتواصل نهب المال العام وتغيب سلطة القانون الذي وجد أساسا لإحداث توازن داخل المجتمع حتى لا تتفكك وتنهار أسس الدولة.
وحتى المعارضة التي من المفروض وهذا هو دورها أن ترجح الكفة عندما يحدث أي اختلال لصالح الطبقات الشعبية التي تدّعي تمثيلها تمَّ تهجينها وتدجين زعامتها، وأصبحت جزءا لا يتجزأ من الأنظمة المرتشية، بل وتتسابق إلى تقديم آيات الولاء والطاعة لرموز هذه الأنظمة للفوز ببعض الامتيازات بدليل أن المعارضة بجميع أطيافها هي الوجه الآخر للسلطة في صورتها البشعة وممارساتها اللامشروعة.
والخطير في هذه الممارسات هو أنها تتم في وضح النهار وأمام الملأ وعلى رؤوس الأشهاد بلا حسيب وبلا رقيب وبطرق مشينة في زرائب تسمى دولا، ولها الجرأة للحديث عن قيم الحرية والعدالة والمساواة، وتجعل منها شعارات لخطاباتها الجوفاء طالما أنها المستفيدة مما تبقى من المال الحرام على موائد الفساد ولا غرابة في أن تستخدم كل الوسائل والطرق للدفاع عن وجودها المحاط بكل ماهو خزي وعار ونجاسة، وهي مستعدة لإشعال نار الفتنة وإزهاق الأرواح والدوس على حقوق الشعوب.
وفي مقابل كلّ هذا الأخطبوط ورغم وجود قدر من الوعي لدى الشعوب العربية وإحساسها بالظلم والقهر لا أثر يذكر لتحرك فاعل يضع حدا للوباء السياسي والداء الاقتصادي والعلل الاجتماعية في كل المفاصل.
ولعل السبب الحقيقي يكمن في انعدام تضامن قوي وتآزر متين على المستوى الشعبي وخاصة الطبقات المتضررة أساسا من التجاوزات الحاصلة، لأن الأنانية وحب الذات والتعلق بالأوهام التي تقوم على الأفكار البالية ومنها أنا وبعدي الطوفان، هي التي مكنت الاستبداد من أن يعمّر لعقود طويلة من الزمن، ويكرس حالة التخلف.
وما يقع في العراق كنموذج يكشف إلى أي مدى يمكن الاستخفاف بالشعوب التي وقعت ضحية سياسات فاسدة تُشتم منها رائحة العمالة، هذا بالإضافة إلى ما أصبح يعرف في بعض الجمهوريات العربية بسياسة التوريث بمباركة وتزكية من القوى الغربية التي تزعم أنها راعية الديمقراطية والحرية وحقوق الإنسان.