حذرت صحيفة تايمز البريطانية من (سيناريوهات سوداء)تنتظر دول حوض النيل إذا فشلت فى التوصل إلى اتفاق بشأن كيفية تقاسم مياه النهر.
«سحب الحرب تتجمع مع مطالبة الدول بجزء من النيل» هذا هو عنوان التقرير الذى نشرته الصحيفة البريطانية لمراسلها فى كل من كينيا وإثيوبيا تريستان ماكونيل حول الأزمة الراهنة بين دولتى المصب مصر والسودان ودول المنابع السبع بشأن الاتفاقية الإطارية الجديدة لحوض النيل
.
وبدون النيل ستصبح مصر صحراء جرداء، على حد وصف ماكونيل، الذى أشار إلى أن النيل هو المصدر الوحيد تقريبا للمياه العذبة فى مصر، ومصدر لثلاثة أرباع المياه العذبة فى السودان، و«لكلا الدولتين حقوق تاريخية فى المياه لكن ليس لهما أى سيطرة على منابعها».
وعلى مدى آلاف السنين دافعت مصر بضراوة عن حقها فى مياه النيل لكن يبدو أن موازين القوى بين دول حوض النيل قد تغيرت فى السنوات الأخيرة وأصبحت دول المنابع قادرة على تحدى الحقوق المصرية على حد قول الصحيفة البريطانية مشيرة إلى توقيع 5 دول من بين دول المنابع السبع على الاتفاقية الإطارية الجديدة رغم رفض مصر والسودان لها.
وينسب ماكونيل إلى الرئيس الراحل أنور السادات قوله قبل أكثر من 30 عاما إن «القضية الوحيدة التى يمكن أن تخوض مصر حربا جديدة من أجلها هى المياه» وكذلك إلى بطرس بطرس غالى وزير الشئون الخارجية الأسبق والأمين العام للأمم المتحدة سابقا قوله فى ثمانينيات القرن العشرين قوله «الحرب المقبلة فى منطقتنا ستكون بسبب المياه وليس السياسة».فى المقابل فإن رئيس وزراء إثيوبيا ميلس زيناوى، وبعد فوزه فى الانتخابات التى جرت الشهر الماضى بفترة حكم ثانية يبدو أشد إصرارا على الدفاع عن حق بلاده فى استخدام مياه النيل لدفع جهود التنمية.
وفى تصريح صحفى قبل أيام قال زيناوى مهاجما مصر «هناك بعض الأشخاص فى مصر لديهم أفكار عفا عليها الزمن تفترض أن مياه النيل ملك لمصر وأن مصر تمتلك حق تقرير من يستخدم هذه المياه».
الصين أحد أخطر العناصر فى المشكلات الدائرة حول المياه فى أفريقيا الآن» على حد قول بيتر جلايك الباحث فى معهد الباسيفيك للدراسات البيئية والاقتصادية بالولايات المتحدة مشيرا إلى أنها تمول العديد من مشروعات الرى والسدود فى دول حوض النيل بما يسحب من مصر ورقة مهمة تتمثل فى استخدام حق الفيتو على تمويل مثل هذه المشروعات من جانب مؤسسات التمويل الدولية مثل البنك الدولى.
وفى إشارة إلى تزايد أهمية النزاع بين دول حوض النيل نشرت الصحيفة البريطانية فى العدد نفسه تقريرا ثانيا تحت عنوان «مياه النيل.. نبع الحياة ومصدر للصراعات على مر السنين».ويرى جوناثان كلايتون كاتب التقرير ضرورة عودة كل الأطراف إلى مائدة التفاوض بدون مواقف مسبقة من أجل التوصل على اتفاق عادل بشأن السيطرة على منابع المياه فى حوض النيل «بما يضمن الحفاظ على مصالح الجميع».