فوجئ أبناء مدينة القدس المحتلة اليوم الثلاثاء بمنشور إسرائيلي يتم توزيعه في أنحاء المدينة، يدعو الفلسطينيين للاستسلام لحملة تهويد القدس ومقدساتها وتفريغها من أهلها وثقافتها العربية، وأدعى المنشور أن تخلي الفلسطينيين عن أرضهم العربية في فلسطين هو أمر ألهي مأمورون به في القرآن!!
وأستخدم المنشور آيات من القرآن ومن التوراة لتدليل على صحة إدعاءاتهم، ناصحاً العرب بالخروج من فلسطين والذهاب لأي بلد آخر في العالم، مع الاقتراح عليهم بالسعي لدى الحكومة الإسرائيلية للحصول على تعويض.
ويبدأ المنشور بآية من القرآن الكريم :" ولا تجادلوا أهل الكتاب إلا بالتي هي أحسن إلا الذين ظلموا منهم وقولوا أمنا بالذي انزل إلينا وانزل إليكم وإلهنا وإلهكم واحد ونحن له مسلمون".
ثم يتابع المنشور:
نداء إلى جميع المسلمين الساكنين في ارض إسرائيل....
نريد أن نشرح لكم هذه الرسالة رأي التوراة بالنسبة لسكن غير اليهود في ارض إسرائيل ، نقول أولا انه حسب التوراة كل إنسان خلق من نفس الله، ويجب التعامل مع كل إنسان مؤمن باحترام، ولذلك نظرة الدين اليهودي ليست عنصرية أو غير إنسانية، فهو ديني فحسب.
الأصل في ديننا ودينكم هو الإيمان بالله، ملك العالم، وحسب إيماننا وإيمانكم أعطانا الله التوراة وفيها الواجبات والرسالات ويجب علينا القيام بها.
حسب مقولات القرآن الكريم لا يوجد أي تناقض بين ما أمرتنا التوراة القيام به وبين ما أمركم القرآن به، كيهود مؤمنون يجب علينا القيام بواجبات التوراة، وفي التوراة مكتوب في عدة أماكن أن ارض إسرائيل وعدت لإبراهيم واسحق ويعقوب و أحفادهم ولا غيرهم، الكل يجمعون بأننا أحفاد شعب إسرائيل القديم، أحفاد إبراهيم واسحق ويعقوب.
ومكتوب في التوراة أيضا بان ارض إسرائيل ، هذه الأرض الصغيرة، هي ملك الشعب اليهودي فقط، ومن الممنوع سكن غيرهم فيها بصورة دائمة.
مكتوب أيضا في أسفار الأنبياء انه بسبب عدم قيامنا بهذا الأمر الإلهي، الشعب اليهودي طرد وبقي خارج بلاده 2000 سنة، الآن وبعد عودة شعب إسرائيل إلى ارض إسرائيل، كما وعدونا الأنبياء، حان الوقت ليقوم الشعب الإسرائيلي بتنفيذ هذا الأمر الإلهي، ولذلك نطلب منكم مغادرة ارض إسرائيل.
نحن نقول ذلك من وجهة النظر الدينية، لنضمن السلام في ارض إسرائيل، نحن نشرح لكم المقولات التوراتية والقرآنية، ونحن نعتقد انه حين تفهمون أننا لا نكرهكم ولا نريد محاربتكم بسبب إيمانكم بالإسلام، ستفهمون سبب إرادتنا القيام بأمر الل ، كما قال الإسلام لا اله إلا الله.
هذا الأمر الرباني قاله الله لموسى) التوراة، سفر العدد 33 . 56- 50 (:
كلم الرب موسى في عربات مواب على أردن أريحا قائلا: كلم بني إسرائيل وقل لهم أنكم عابرون الأردن إلى ارض كنعان، فتطردون كل سكان الأرض من أمامكم وتمحون جميع تصاويرهم وتبيدون كل أصنامهم المسبوكة وتخربون جميع مرتفعاتهم، تملكون الأرض وتسكنون فيها لأني قد أعطيتكم الأرض لكي تملكوها وتقتسمون الأرض بالقرعة حسب عشائركم الكثير تكثرون له نصيبه والقليل تقللون له نصيبه حيث خرجت له القرعة فهناك يكون له حسب أسباط آبائكم تقتسمون، وإن لم تطردوا سكان الأرض من أمامكم يكون الذين تستبقون منهم أشواكا في أعينكم ومناخس في جوانبكم ويضايقونكم على الأرض التي انتم ساكنون فيها، فيكون أني افعل بكم كما هممت أن افعل بهم.
وفي القرآن الكريم :
سورة الإسراء : "وقلنا من بعده لبني إسرائيل اسكنوا الأرض فإذا جاء وعد الآخرة جئنا بكم لفيفا".
سورة الأحقاف : "ومن قبله كتاب موسى إماما ورحمة وهذا كتاب مصدق لسانا عربيا لينذر الذين ظلموا وبشرى للمحسنين".
سورة المائدة: "إنا أنزلنا التوراة فيها هدىً ونور يحكم بها النبيّون الذين اسلموا للذين هادوا والربّانيون والأحبار بما استحفظوا من كتاب الله وكانوا عليه شهداء فلا تخشوا الناس واخشون ولا تشتروا بآياتي ثمنا قليلا ومن لم يحكم بما انزل الله فاؤلئك هم الكافرون".
بعدما رأيتم الأقوال السماوية ولأن الدين الإسلامي هو دين أخلاقي، ولأن لا تكون بيد الشعب اليهودي أي ارض أخر، لذلك يجب أن لا تكون لكم معارضة لهذا – ولديكم بلدان واسعة يمكنكم السكن فيها - وتفهمون بأن علينا القيام بالأمر المكتوب في التورا ، ولأنه من غير السهل مغادرة ملايين الناس بدون مساعدات مالية، فإننا نقترح عليكم أن تفاوضوا دولة إسرائيل ( التي تجسد وعود الأنبياء)، على أن تحصلوا على مساعدات اقتصادية للسكن في مكان آخر.ويختم المنشور بعبارة :ولما نطيع الله نحن وأنتم، يمكننا العيش بسلام، نحن وأنتم وأولادنا وأولادكم لسنوات طويلة، كما قال النبي يشاعيه
: ( لا ترفع امة على امة سيفا ولا يتعلمون الحرب في ما بعد).وفي نهاية المنشور تنبيه للاحتفاظ بالورقة لاحتوائها على كلام مقدس.