ما الذي حدث .. لا أعلم أين أنا الآن ..
ضاقت بي الدنيا .. إلى أن أصبحت أدقُ مِن رأس الدبوس ..
وسارت بي خطاي إلى نفس المكان .. حتى الأمواج كانت هي نفسها ..
منذُ جُرحي السابق ..
صديقي ذاك الكهلُ "الحزن" يسيرُ إلى ..
بخُطى بطيئة .. وابتسامة شاحبة ..
على الرغم مِن أن الكرسي الأسمنتي بداء عتياً ..
ولم يزدادَ إلا احافيرُ العشاق عليه ..
ولم تتغير ملامحهُ .. بل زادهُ الشيبُ وسامةً ..
أما الأمواج فانحسرت وابتعدت خائفة ..
من ثمالتي بالحزن .. إلى أن بكى البحر ..
وتناثرت دموعه على الصخور الوفية له ..
وبالرغم مِن أن لقائنا كان صامتاً ..
إلا أن ضجة حُزننا أسمعت من كان به صممٌ ..
وأطفال الفرح بكوا .. وهم يتقافزون على جدار قلبي ..
وصرخ البحر قائلاً ..: يا روحي تحبكـ يبدو أنك وحيد ..
فقلت ..: ليست الوحدة هي التغريب في بلادٍ غير وطنك ..
وليس الوحيد من يعزل نفسه عن من حوله ..
ثم إن الانطواء لا يمت بصلة للوحدة ..
ولا حتى العزلة لم تتعرف أو تصادق الوحدة ..
بل إن الوحدة .. هي أن تعيش وأنت في وطنك ..
وبين أحضان غرفتك ..ولا تجد من حولك ..
حبيبٌ أو خليل .. ثم تجد نفسِك لا أخوه ولا أخوات من حولك ..
والأصدقاء والأقران يكتضون بك ..
ولكن للأسف أنهم جميعاً يتمسكون بفكرةٍ واحده ..
وهي أنك ملكهم .. ناحرين ذاتك .. مضحين بشخصيتك ..
هاتكين لعرض كرامتك ..
فهاج وماج البحر .. وغضب وزمجر صارخاً ..
أبتعد .. أبتعد ايها المجنون ..
فأنت لا تعشق إلا الحُزن ..ولا تهوى إلا الهموم ..
فسحقاً لك ولحُزنك .. فقد أبكيتني إلى أن أوجعتني ..
م
ن
ق
و
ل