سادساً: مزايا الأسلحة الحيوية
1.
عدم الإلمام بطرق العدوى، وخصائص الميكروب، وانتشاره، ومدة الحضانة،
وكيفية الوقاية، وحماية المستعمل لها،فكل عدوى تحتاج إلى تشخيص معين ودقيق
ويجب أن تجرى جميع التشخصيات في جو معملي خاص لأن تلك العدوى من السهل
جداً انتشارها في الظروف الحيوية المناسبة وعلى مساحات شاسعة. وقد يزداد
الأمر تعقيداً عندما يخلط المعتدي تلك العوامل جميعها ببعضها وفي هذه
الحالة تكون العملية أصعب تعقيداً لأنه ليس من السهل تشخيص المرض وحصر
الجرثومة المسببة.كل هذا بجانب صغر حجم الميكروب المتناهي والذي يكون قطره
ميكروناً واحداً (0.001 مم) فقد يكون من المحتمل أن يجعل المواطنين
الخاضعين إلى حرب جرثومية غير قادرين على التعرف على مسبباتها قبل انتشار
العدوى أو قبل أن يتسع مداها. ومن جهة أخرى فان تلك الكائنات الحية
الدقيقة هي مواد حية ويمكن إنتاجه ومن الممكن أن تحدث سلسلة من العدوى بين
شخص سليم وآخر مريض بسهولة، وخاصة في حالة العدوى بالتنفس، إذ انه ليس من
السهل السيطرة على الذرات الصغيرة التي يفرزها الشخص المريض، فتنقل إلى
الأشخاص المجاورين له.
2. القدرة العالية للأسلحة
الحيوية على مقاومة العوامل الخارجية، فيمكنها أن تبقى ساكنة، ولكنها نشطة
وفعالة لعدة سنوات، وأهم مثال على ذلك، جرثومة الجمرة الخبيثة Bacillus
Anthrax، والتي بقيت جرعتها نشطة لمدة عام أو اكثر في جزيرة جرينارد
Gruinard الاستكلندية وذلك عندما جربت قنبلة مملوءة بـAnthrax على قطيع من
المواشي في تلك الجزيرة في عام 1880 ولم يكشف عنها إلا التقارير السرية في
عام 1979.
3. لا تتطلب أجهزة معقدة وغالية
لإنتاجها واستعمالها، بل أي معمل حيوي ممتاز يستطيع أن يخرج علماء
إحصائيين قادرين على إنتاج سلالات جيدة من تلك الكائنات الدقيقة لتي لها
المقدرة على أحداث العدوى بسهولة، وكل ما يحتاجه العالم المتخصص في هذا
المجال، أن يتحصن حصانة جيدة ضد مختلف أنواع الجراثيم، وبهذا يكون بعيداً
عن الخطر.وسرية استعمال العامل المعدي تكمن في حقيقة إخفاء خصائصه
الطبيعية التي تجعل التعريف بالعدوى ليس بالأمر السهل، وأنها تأخذ وقتاً
طويلاً حتى تجعل على المدعين الصعوبة للبرهنة أو عدمها في الاستعمال. ومن
زاوية أخرى فانه يصعب معرفة ماذا إذا كان العمل الحيوي خالصاً لأعمال
دفاعية بحتة أو كان من أجل أعمال عدوانية، ولذا يلجأ المتحاربون بتلك
الأسلحة إلى بناء المعمل الدفاعي على أساس من المعرفة التي تجعل من السهل
تحويله إلى أعمال عدوانية إذا دعت الحاجة إلية، ومن هذا المنطلق فجميع
المؤسسات الحربية تقوم بهذا العمل تحت ستار الدفاع لا العدوان، ولذلك يمكن
أن تستخدم الحرب الحيوية كعذر عندما لا يصل الطرفان المتنازعان إلى موافقة
عامة لنزع السلاح، خصوصاً في حالات الهجوم المبكرة، حيث لا يستطيع
المحققون بسهولة الكشف عن استخدام الأسلحة الحيوية خلال أولى أيام الحرب.
4.
هذه الأسلحة موجهة مباشرة ضد الأحياء فقط (إنسان، حيوان، نبات). لا تسبب
أي تدمير مادي في الأشياء الأخرى كالمباني والطرق وسائر المنشآت، ولذا فهي
لا تشارك الحرب النووية التي تؤدي إلى القضاء على العديد من الأفراد،
وكذلك تترك اثر عميقاً في معنويات من نجا من الأفراد هذا خلاصة ما يدعيه
مؤيدو الأسلحة الحيوية التي تجعل منها أسلحة خطيرة جداً ومن زاوية أخرى
فان تلك الخصائص المميزة للأسلحة الحيوية هي التي شدت انتباه القوى
المهاجمة تحت ظروف خاصة لأن تستخدمها وتبني المعامل من اجلها.
سابعاً: عيوب الأسلحة الحيوية
1.
نشاط تلك الأسلحة يعتمد كلياً على العامل الحيوي المستخدم في تلك الحرب،
وكذلك على الهيئة التي يظهر فيها، والعوامل الجوية المحيطة به، والتي ليس
بمقدور المهاجم السيطرة عليها.
2. البطيء النسبي في
الحصول على النتائج وظهور تأثير هذه الأسلحة، بالمقارنة بالعملية
التكتيكية الفورية التي يحتاج فيها المهاجم الحصول على نتائج فورية
كالقنابل الذرية.