وعندما تتعرض الأجسام
البشرية بصورة كبيرة إلى الإشعاعات النووية بشكل عام تؤدي إلى حروق وأمراض
سرطانية مختلفة، كما تؤدي إلى اختلال بناء الجسم وإلى فقر الدم. وفي حالة
تعرض الجسم لكمية عالية جداً من الإشعاع النووي فإنه يؤدي إلى الموت. ويصيب
الإنسان الإشعاع النووي إما بعد الانفجار النووي مباشرة أو من الغبار
النووي المتخلف عن الانفجار النووي. والغبار النووي هو مجموعات هائلة من
الرقائق المشعة المختلفة الحجم والصفات منها ما مصدره مادة القنابل نفسها
ومنها أتربة اكتسبت خاصية الإشعاع باندماجها في عملية التفجير واختلاطها
بالإشعاعات أثناء الانفجار النووي. وتجدر الإشارة إلى أن الغبار النووي قد
يبقى عالقاً في الفضاء سنوات عديدة. وللحصول
على اليورانيوم 235 والبلوتونيوم اللازمان لصنع القنابل النووية. فإن مادة
اليورانيوم توجد في الطبيعة على هيئة يورانيوم 238 وتحتوي فقط على 0.7% من
يورانيوم 235. ولابد من تخصيب اليورانيوم 238 الطبيعي بحيث يحتوي على 2
إلى 4% يورانيوم 235 حتى يصلح بأن يستخدم كوقود في المفاعلات النووية،
علماً بأن هناك أنواعاً معينة من المفاعلات النووية تستخدم يورانيوم 235
المخصب بدرجة عالية، كوقود. وتتم عملية الإخصاب بواسطة أجهزة خاصة. وإذا
رُغب في استخدام اليورانيوم في صنع القنابل النووية فلابد أن يصل درجة
إخصابه إلى 80% على الأقل يورانيوم 235. تنشطر نواة اليورانيوم الطبيعي
داخل المفاعلات النووية بصعوبة مقارنة بنواة اليورانيوم 235 نظراً لأن
الأخيرة أقل استقراراً وبالتالي أكثر قابلية للانشطار النووي من
اليورانيوم 238. لذلك يمكن لأي
دولة ترغب في الحصول على سلاح نووي بإنشاء معمل لإخصاب اليورانيوم دون
الحاجة إلى إقامة مفاعلات نووية لإنتاج الطاقة الكهربائية. وتعتمد عملية
إخصاب اليورانيوم على كون النظير الأخف وزناً (يورانيوم 235) في أي خليط
غازي (يحول اليورانيوم إلى الحالة الغازية) تتطاير وتنفذ أولاً بسرعة أكبر
من النظير الأثقل (يورانيوم 238) وبذلك يمكن فصل يورانيوم 235 عن يورانيوم
238. هذا وقد طور العلماء الأمريكيون حديثاً جهازاً بسيطاً لإخصاب
اليورانيوم بواسطة أشعة ليزر حيث تقوم الأشعة بإزالة بعض الإلكترونات عن
ذرات اليورانيوم 235 دون أن تتأثر ذرات اليورانيوم 238. وبذلك يكتسب
يورانيوم 235 شحنة كهربية موجبة وبالتالي يمكن تجميع ذراته بواسطة لوحة
جامعة ذات شحنة سالبة. أما
البلوتونيوم فهو لا يوجد في الطبيعة وإنما يتم الحصول عليه كناتج جانبي
لعملية توليد الطاقة في المفاعلات النووية باستخدام اليورانيوم المُخصب
لدرجة 2 إلى 4% كوقود نووي. ويتم استخلاص البلوتونيوم من المواد المشعة
الأخرى (مخلفات الوقود النووي المستهلك) بأجهزة استخلاص خاصة.