أكد إسماعيل هنية رئيس الوزراء الفلسطيني أن الحوار الوطني هو الطريق الوحيد لحلِّ الخلافات الداخلية وإنهاء حالة الانقسام في الساحة الفلسطينية.
وشدَّد هنية -في مقابلة مع صحيفة "الرأي" التي تصدر عن وزارة الإعلام الفلسطينية في غزة اليوم الأحد (12-7) وتلقَّى "المركز الفلسطيني للإعلام" نسخة منها، تنشر لاحقًا- على أن الخيار الأمثل أمام الكل الوطني هو التوحُّد في خندق الحفاظ على حقوق الشعب الفلسطيني.
وحول تأثير العدوان الصهيوني الذي مضى عليه ستة أشهر في عمل الحكومة؛ قال هنية: "إن الحكومة استطاعت خلال وقت قصير استيعاب الكثير من آثار العدوان، والانطلاق بكل مكوِّناتها نحو العمل الحثيث، متسلِّحةً بالمعنويات العالية، معبِّرًا عن ثقته الكاملة بالوزراء الذين يعملون في ظل ظروف استثنائية صعبة؛ نتيجة الحصار والعدوان والحرب وحالة الانقسام والكثير من التحديات".
وأشاد بالإنجازات التي حقَّقتها الوزارات أثناء الحرب وبعدها، رغم قلة الإمكانيات وصعوبة الواقع الراهن، مؤكدًا حرص الحكومة على الانفتاح مع كلِّ مكوِّنات المجتمع الفلسطيني، سواءٌ كانت حركاتٍ سياسيةً أو أحزابًا أو منظماتٍ أهليةً أو عشائرَ.
واعتبر أن تبنِّي الحكومة فكر المقاومة هو إبداعٌ سياسيٌّ، قائلاً: "إن المقاومة ليست مجرد بندقية أو عبوة ناسفة، وإنما فكر وثقافة وهويَّة، ونحن لم نخلط بين المراحل، بل نعي جيدًا أننا ما زلنا في مرحلة تحرُّر وطني، ولكن ندير حكومةً تحمي وتدافع عن برنامج المقاومة".
ووجَّه هنية مجموعةً من الرسائل إلى أبناء حركة "حماس"، قائلاً: "إن زرعكم قد آتى أكله وأنتم في طليعة مشروع التحرر الوطني والبناء الإسلامي، وعيون الدنيا تنظر إليكم، فابقَوا عند حسن ظن أمتنا بكم، فأنتم أمل هذه الأمة وعنوان مواجهتها في طريق استعادة الأقصى وبناء صروح المجد والعزة".
وأضاف: "رسالتنا الثانية لأبناء "حماس": أننا نعلم ما تعانون من شهداء وجرحى وأسرى، ولكنها ضريبة الدعاة.. ضريبة الانتصار القادم.. وحنانيكم بإخوانكم من أبناء شعبنا الذين يخالفوننا".
وتابع: "رسالتنا الثالثة: تمسكوا بعوامل القوة، وأولها الإيمان بالله، والتقوى، والابتعاد عن مخالفته واجتناب نواهيه، وإعلاء راية العزة بالإسلام، ومن ابتغى العزة في دونه أذلَّه الله، وما الدنيا وقوتها إلا فتنةٌ وغرورٌ، وإن قوتنا الحقيقية في مدى التزامنا بالإيمان، وأن نخفض جناحنا لشعبنا".
وقال هنية في رسالة موجَّهة إلى حركة "فتح": "نقول هدانا الله وإياكم سواء السبيل، نحن وأنتم في مركب واحد وأرض واحدة؛ هي فلسطين، يرفع الله ويقدم من يشاء ويؤخر من يشاء، عدوُّنا مشترك، لنعمل معًا في مواجهته، ونتحرك في سياق متصل لاستعادة حقوقنا وإقامة دولتنا".
وأضاف: "لقد آمنَا منذ البدء أنْ لا حلَّ إلا بالحوار وتعايش البرامج المختلفة؛ ما دامت وجهتها واحدةً وبوصلتها معرّفة تجاه القدس والأقصى وحقوق شعبنا، أما الاستقواء بالخارج وتغليب أي مصلحة على مصلحة شعبنا؛ فلن تُجدي نفعًا، والمكر السيِّئ لا يحيق إلا بأهله، واعلموا أن قوتنا في وحدتنا على كلمة سواء من أجل فلسطين الوطن والقضية، والمراهنة على غير ذلك مقامرةٌ بمصالح شعبنا وحقوقه، ونتائجها معروفة سلفًا بالخسارة".