موضوع: إسرائيل تفتتح "كنيس الخراب" قرب الأقصى وسط إجراءات مشددة الإثنين 15 مارس - 12:11:48
دعوات للاستنفار إسرائيل تفتتح "كنيس الخراب" قرب الأقصى وسط إجراءات مشددة
كنيس الخراب اليهودي من الداخل
القدس المحتلة: فرضت قوات الاحتلال الإسرائيلي إجراءات أمنية مشددة وواصلت حصارها الشامل للبلدة القديمة بالقدس والمسجد الاقصى والضفة الغربية بالتزامن مع اعتزام جماعات يهودية متطرفة لافتتاح "كنيس الخراب" اليهودي بجوار المسجد الأقصى اليوم الاثنين. وعززت قوات الاحتلال من إجراءاتها الأمنية خشية اندلاع مواجهات مع المواطنين الفلسطينيين احتجاجًا على افتتاح الكنيس المعروف باسم" الهيكل الصغير بجوار الأقصى"، كما واصلت فرض الاغلاق الشامل على الضفة الغربية، مؤكدة أن الطوق الأمني على الفلسطينيين سيستمر حتى فجر الأربعاء. وذكرت صحيفة "القدس العربي" أن شرطة الاحتلال واصلت إغلاق الشارع الرئيسي المحاذي لأسوار القدس من جهة باب العامود والساهرة وشارع السلطان سليمان في إطار الاحتفالات الإسرائيلية بافتتاح اول كنيس يقام في داخل البلدة القديمة من القدس وعلى بعد عشرات الأمتار من الحرم القدسي الشريف. ووزعت سلطات الاحتلال الاسرائيلية دعوات للمشاركة في افتتاح "كنيس الخراب" في القدس الشرقية المحتلة، مساء اليوم الاثنين. ويعتقد اليهود، استناداً إلى إحدى خرافاتهم، أنّ افتتاح هذا الكنيس، الذي سيقام على أنقاض أحد المساجد في القدس المحتلة وعلى بعد أمتار من المسجد الأقصى، يشكل بداية العد التنازلي لبناء هيكلهم الثالث. الهيكل المزعوم
وأكدت
مؤسسة "الأقصى للوقف والتراث" أن "كنيس الخراب" هو مشروع تهويدي من الدرجة الاولى مرتبط ببناء الهيكل الثالث المزعوم مكان المسجد الاقصى، مشيرة الى انه مشروع تتبناه الحكومة الاسرائيلية وشركات استيطانية تابعة لها. وأضافت المؤسسة "إسرائيل وأذرعها التنفيذية أعلنت عن سلسلة من الفعاليات على مدى ثلاثة أيام للبدء بتهويد القدس وتصعيد الحملة على المسجد الأقصى". وأوضحت أنّ هذه الفعاليات تتضمن افتتاح أكبر وأعلى كنيس يهودي في البلدة القديمة في القدس على بعد عشرات الأمتار من المسجد الأقصى اليوم، ويتبعه غداً تنظيم يوم عالمي من أجل بناء الهيكل الثالث المزعوم، تتخلله دعوات الى اقتحام المسجد الأقصى. ويتخلل افتتاح "كنيس الخراب" كلمات لسياسيين وحاخامات، وعروض ضوئية وصوتية عن الكنيس. وبحسب مقولة أطلقها حاخام يهودي في القرن الثامن عشر، فإنّ موعد بناء "كنيس الخراب" هو في السادس عشر من مارس/ آذار العام 2010، على أن يقام على أنقاض المسجد الأقصى. وبما أنّ الظروف غير مؤاتية لذلك، فقد ارتأت المؤسسة الإسرائيلية أن يقام هذا الكنيس على مقربة من المسجد الأقصى، وعلى أنقاض مسجد آخر، على أن تكون قبة الكنيس أعلى من قبة الصخرة. وبحسب المؤسسة فإنّ بناء الكنيس جاء بناء على قرار اتخذته الحكومة الإسرائيلية عام 2001، فيما ستبلغ كلفته نحو 45 مليون شيكل (أكثر من 10 ملايين دولار أمريكي). وقد ساهم في التمويل، إضافة إلى وزارات المؤسسة الإسرائيلية، عدد من الأثرياء اليهود والجمعيات الاستيطانية. وأضافت المؤسسة أنّ "كنيس الخراب" أقيم على بناء عثماني كان يقع ضمن الأبنية الإسلامية المجاورة للمسجد العمري، وهو يقع على أرض وقفية وعلى حساب بيوت فلسطينية تابعة لحارة الشرف، وهي حارة كبيرة في البلدة القديمة في القدس . وأكدت أن توقيت افتتاح الكنيس وتزامنه مع إعلان الحكومة الإسرائيلية مؤخرا ضم الحرم الابراهيمي ومسجد بلال بن رباح لقائمة التراث اليهودي هو "تزامن مقصود"، مشيرة إلى ان المؤسسة الاسرائيلية تعمّدت رسم المسجد الابراهيمي ومسجد بلال بن رباح داخل قبة "كنيس الخراب" باعتبارهما من التراث اليهودي. وحسب مؤسسة الاقصى فان بناء "كنيس الخراب" أوكل إلى شركة استيطانية تابعة للحكومة الإسرائيلية تسمى "شركة تطوير الحي اليهودي في البلدة القديمة بالقدس"، وفي قرار حكومي اسرائيلي آخر فقد اوكلت مهام ادارة "كنيس الخراب" الى ما يسمى بـ "صندوق تراث المبكى" وهي شركة تابعة للحكومة الاسرائيلية تتابَع بشكل مباشر من مكتب رئيس الحكومة الاسرائيلية . وقالت مؤسسة الاقصى إن مديري الشركتين الحكوميتين هما من غلاة المستوطنين اليهود، وان وزراء متعاقبين في المؤسسة الاسرائيلية قاموا بزيارة ومتابعة بناء "كنيس الخراب". كلمة لنتنياهو
وبحسب مصادر اسرائيلية فانه تمّ توجيه دعوة رسمية من قبل القائمين على بناء "كنيس الخراب" الى رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو لحضور الافتتاح الرسمي للكنيس مساء اليوم الاثنين، بعد الشروع بالمراسم الاحتفالية منذ مساء الاحد. وأشارت مصادر في مكتب نتنياهو إنه من المرجح عدم مشاركته في الحفل، لكنه سيقوم بالقاء كلمة متلفزة للحضور عبر "الفيديو كونفرنس" وستعرض خلال الحفل الرسمي امام المشاركين في الاحتفال الرسمي مساء اليوم. دعوة للنفير العام
وفي ظل بدء المراسم الاحتفالية الاسرائيلية منذ مساء الاحد بافتتاح الكنيس وجهت حركة "فتح" الفلسطينية نداءا لجميع الفلسطينيين خاصة الذين يعيشون داخل اسرائيل "لاعلان النفير العام" والتوجه للمسجد الاقصى والمرابطة فيه لحمايته من المخططات الاسرائيلية. وقال مسئول ملف القدس في الحركة حاتم عبدالقادر الذي وجه النداء في تصريحات له "اننا أمام ثلاثة أيام هي الأخطر على القدس منذ بداية الاحتلال الإسرائيلي في العام 1967" مضيفا أن إسرائيل تتخذ اجراءات احترازية في المدينة لتنفيذ عمل كبير وخطير فيها من أجل إحداث تغيير نوعي في الوضع القائم. ودعا المواطنين العرب داخل إسرائيل (عرب 48) وكذلك الفلسطينيين من سكان مدينة القدس الى المرابطة في المسجد الاقصى ابتداء من امس الاحد وحتى يوم غد الثلاثاء منبها الى "الخشية من اقتحام المسجد من قبل اليهود المتطرفين". ومن جهته دعا الشيخ محمد احمد حسين المفتي العام للقدس والديار الفلسطينية، المواطنين الى شد الرحال للمسجد الاقصى المبارك والصلاة فيه، بخاصة في ظل المخاطر الحقيقية التي تهدده حاليا. وقال المفتي، في بيان صحافي الاحد ان سلطات الاحتلال تقتحم المسجد الاقصى المبارك وتمنع المصلين من اعماره، وتفرض قيودا مشددة على رواده، وتحفر الانفاق اسفله، وتغلق ابوابه، وغير ذلك من الممارسات والاعتداءات التي اصبحت تشكل خطرا حقيقيا وملموسا عليه، فهي لم تكتف ببناء الوحدات الاستيطانية في مدينة القدس والنيل من مقدساتها باقامة جدار الفصل العنصري. واضاف: اطلقت سلطات الاحتلال العنان ليد مستوطنيها ليعيثوا خرابا في الاراضي الفلسطينية، وها هي تساندهم في فتح كنيس يدعى 'كنيس الخراب' بالقرب من المسجد الاقصى المبارك وعلى اراضي عربية اسلامية وقفية غير ابهة بمشاعر المسلمين وحقوقهم وردود افعالهم. وبين المفتي ان سلطات الاحتلال تسعى بذلك "لعبرنة" الاماكن العربية والدينية وتهويدها وتحويلها الى اسرائيلية، كما دعا الزعماء العرب الذين سيجتمعون في ليبيا نهاية الشهر الحالي لوضع القدس وفلسطين على سلم اولوياتهم. ومن ناحيته اكد الشيخ الدكتور تيسير رجب التميمي قاضي قضاة فلسطين، رئيس الهيئة الاسلامية المسيحية لنصرة القدس والمقدسات الاحد ان واجب نصرة القدس وتحريرها والدفاع عن المسجد الاقصى المبارك وحمايته وشد الرحال اليه هو واجب ديني ووطني ومسئولية انسانية واخلاقية.
إسرائيل تفتتح "كنيس الخراب" قرب الأقصى وسط إجراءات مشددة