الموقف التفاوضي القوي لـ"حماس"
وشدَّد المزيني في تصريحات لصحيفة "القدس العربي" على أن موقف "حماس" من الصفقة "ثابت ولن يتغير"، مؤكدًا أن ما يروَّج مجرد "حرب نفسية صهيونية تهدف إلى تشتيت الفلسطينيين"، وأضاف منتقدًا الصحف العبرية التي روَّجت الأخبار بقوله: "مواقف "حماس" لا تعبر عنها صحف (هاآرتس) و(معاريف)"
ونفى وجود صفقة وشيكة لتبادل الأسرى مع الاحتلال الصهيوني، مجددًا تمسك حركته بشروطها السابقة لإنجازها، قائلاً لفضائية "العالم" يوم (8-7): "حتى الآن لم يبلغ الوسيط المصري "حماس" بأي شيء حول استئناف المفاوضات بشأن الجندي الأسير لدى المقاومة غلعاد شاليط، لكن "حماس" مستعدة من جهتها لذلك إذا استجاب كيان الاحتلال لشروطها".
وذهبت حركة "حماس" إلى ما هو أبعد من ذلك؛ حينما أوضح المزيني أن طمأنة الرئيس المصري حسني مبارك رئيسَ الدولة العبرية شمعون بيريز بشأن صحة شاليط مجرد "علاقات عامة وأماني"، مشددًا على أنه لا أحد يعرف ما إذا كان شاليط على قيد الحياة أو لقي حتفه بعد حرب "الفرقان" إلا الدائرة المغلقة المسؤولة عنه.
وشدَّد في تصريحات أخرى على أن "مصير شاليط سيُكشف عنه عند إبرام صفقة تبادل الأسرى مع العدو الصهيوني".
وتعكس هذه التصريحات التي تصدر لأول مرة عن الحركة قوة الموقف التفاوضي لـ"حماس"، كما أن من شأنها إثارة مزيد من الجدل في الدوائر العبرية والشارع الصهيوني، خصوصًا في ضوء التخوُّف على مصير شاليط بعد مضيِّ ثلاثة أعوام، والبطء في عملية التفاوض مع الحركة بشأنه، حتى وإن اعتبر المزيني إشارته السابقة "حقيقةً وليست تكتيكًا سياسيًّا من (حماس)".
وعودًا على بدء؛ فإنه بعد مرور أكثر من ثلاث سنوات على أسر شاليط فإن المهم فلسطينيًّا أو مصريًّا ليس البحث مطولاً وراء حقيقة استئناف عملية التفاوض بشأنه مع الفلسطينيين؛ بقدر ما ينبغي التركيز على ما سيفضي إليه التحرك المصري وقناعة الكيان الصهيوني بأنه لا بد من دفع الثمن المطلوب لاستعادة حرية جنديِّه الأسير.