مخيمات "حماس" في خان يونس.. تأسيسٌ لجيلٍ فاهمٍ قضيته محافظٍ على ثوابته .

منذ انطلاق المخيمات الصيفية في محافظة خان يونس جنوب قطاع غزة بداية الشهر الجاري، تحت شعار "انتصار غزة.. للقدس عزة" تزدحم شوارع خان يونس كل صباح ومساء بآلاف الطلاب المشاركين في تلك المخيمات.

ويلفت انتباه الناس هؤلاء الأشبال الصغار وهم يرتدون زي المخيم والقبعة الخضراء المميزة، متوجِّهين إلى مخيماتهم في مشهد يؤكد أن المستقبل سيكون أجمل بجيلٍ قرآنيٍّ تربَّى في مخيمات النصر والعزة.

ومنذ اللحظة الأولى التي أعلنت فيها اللجنة العليا للمخيمات الصيفية في محافظة خان يونس عن بدء التسجيل للمخيمات تزاحم آلاف الطلاب حول مندوبي الكتلة الإسلامية والمساجد والمؤسسات التابعة لحركة "حماس" ليسجِّلوا أنفسهم فيها.

استعداد جيد

مسؤول اللجنة العليا للمخيمات الصيفية في محافظة خان يونس إسماعيل الأسطل ذكر أن الاستعدادات لإقامة المخيمات الصيفية سبقت يوم الانطلاق بعدة أشهر؛ حيث تم تشكيل لجنة مركزية عليا للإشراف على المخيمات الصيفية مكونة من مندوبين عن جميع مناطق المحافظة، وتضم في عضويتها مندوبين عن الكتلة الإسلامية الإطار الطلابي لحركة المقاومة الإسلامية "حماس"، ومندوبين عن المؤسسات الإسلامية الخيرية.

وأضاف الأسطل: "من أبرز الاستعدادات للبدء في هذه المخيمات عقد ورشة عمل بعنوان "نحو مخيمات صيفية أفضل"، نتج منها إعداد دورات تدريبية لمديري المخيمات ونوابهم والمدربين والمنشطين والمدرسين حتى يكون الأداء أفضل من الأعوام الماضية.

وأوضح أن من الإجراءات التي تم تنفيذها تشكيل مجلس فرعي لكل منطقة لإدارة المخيمات المكونة من مندوبي المناطق ومندوبين عن الكتلة الإسلامية والمؤسسات الإسلامية الخيرية.

وذكر موسى أبو نصيرة عضو اللجنة العليا للمخيمات في خان يونس أن اللجنة أعدَّت اللجان والمشرفين ودرَّبتهم ليقوم نحو 900 أخ بالعمل بجدٍّ في المخيمات البالغ عددها نحو 73 مخيمًا، ومسجَّل بها نحو 12 ألف طالب.

وأكد علاء أبو مصطفى مندوب منطقة المعسكر أن الاستعداد الجيد الذي قامت به اللجنة العليا ظهرت ثمراته في اليوم الأول للمخيمات من خلال الشكل الحضاري والنظام الذي تميَّزت به.

ترتيبات وإصدارات

خليل شعث سكرتير اللجنة العليا للمخيمات الصيفية تحدَّث من جانبه عن الترتيبات المتبعة في كل مخيم؛ حيث تم تجهيز الأوراق والنماذج والكشوف اللازمة (كشف تسجيل، وكشف التحاق بالمخيم وإقرار ولي الأمر، وكشف الأسماء بالحضور والغياب، وكشف العاملين، وكشف التقرير اليومي، والتقرير المالي، وكشف الاستيعاب، وتوقيع الزوار، والبرنامج اليومي، وكشف المواهب، واستبيان حول المخيم، والتقرير النهائي) وتم تزويد كافة المناطق والمخيمات بها.

وبيَّن شعث أن اللجان الفرعية بالمناطق عقدت دورات تدريبية للمنشطين؛ كلٌّ في منطقته الفرعية، وكانت على أربعة أيام، وبالعناوين التي تم تحديدها من قِبل لجنة التدريب، وهي: فن التعامل مع الآخرين، والعمل ضمن فريق، والدعوة الفردية وآلية الاستيعاب، والمخيمات الصيفية "أهداف وطموح".

وأضاف شعث: "تم طباعة شرائح إعلامية وإرشادية بكلمات قيمة ورائعة على شكل بوسترات، وعددها من حيث النوع ستة، ووزِّعت على المخيمات لكل مخيم خمسة بوسترات من كل نوع، والكلمات هي: "أملي أن يرضى الله عني" (الشيخ أحمد ياسين)، و"مخيماتنا مخيمات الشمائل.. لكل الفضائل"، و"رغم النكبة حقي يسطع.. رغم حصاري نصرًا أصنع"، "أخي الكريم قف وفكر.. "المرء على دين خليله، فلينظر أحدكم من يخالل" حديث شريف"، و"رغم الجراح والألم مخيماتنا عزة وأمل"، و"بالقرآن والسنة سنعيد مجد الأمة".

كما ذكر سكرتير اللجنة العليا للمخيمات أنه تم إعداد نصائح ذهبية لمديري المخيمات والمشرفين وإخراجها وطباعتها، اشتملت على الأهداف العامة للمخيمات، وتنبيهات إدارية، والتنبيهات المهمة حول المخيمات، وكلمات ذهبية ووصايا عليَّة، كما تضمَّنت المهام الإدارية لطاقم المخيم (مدير المخيم، ومساعد أمير المخيم، واللجنة الثقافية، واللجنة الاجتماعية، واللجنة الإعلامية).

أنشطة المخيمات

وحول أنشطة المخيمات أوضح محمد أبو النجا عضو اللجنة العليا للمخيمات الصيفية ومندوب منطقة معن أن المنهج الذي يدرَّس للمرحلة الابتدائية والإعدادية والثانوية يركز على قضايا مهمة ومتعددة؛ منها دراسة سريعة حول تفسير سورة معينة من القرآن الكريم، والحديث الشريف الذي سيشمل على دارسة عدد من الأحاديث النبوية الشريفة، والفقه الإسلامي بدراسة بعض الأحكام الضرورية والمهمة للطلبة.

ويضيف أبو النجا: "يشمل المنهج أخلاقيات وسلوكيات مهمة وضرورية في حياة الطالب المسلم، ويركز على تاريخ فلسطين ومكانتها وبعض المحطات التاريخية المهمة لهذه القضية".

ويقول محمد فضل الأغا مندوب الكتلة الإسلامية: "من الأنشطة التي نقوم بها المسابقات الثقافية المختلفة والألعاب المتعددة وفقرات الرحلات إلى أماكن مختلفة من قطاع غزة وشواطئ البحر، وفعاليات أخرى لتأخد هذه المخيمات الصيفية طابعًا مختلفًا ومميزًا عن مخيمات الأعوام السابقة.

ويشير الأغا إلى أن المخيمات هذا العام ستمتاز بتكثيف النشاط التطوعي والنزول إلى الشارع، والقيام بأنشطة خدماتية.

أهداف سامية

عبد الله عبد الغفور مندوب منطقة السطر وعضو اللجنة العليا للمخيمات الصيفية قال من جانبه إن محور الصراع اليوم هو صراع على الجيل، ومن كسب الجيل كسب المعركة، ومن خسر الجيل خسر المعركة.

ويؤكد عبد الغفور أنه لحرص "حماس" على كسب المعركة فإنها تهتم بتنشئة الجيل وفق تعاليم ديننا الحنيف، وتعليمهم الأخلاق الفاضلة، وتدريبهم على الجلد والصبر، وتبصِّرهم بالقضية الفلسطينية وتوضح لهم تاريخها.

ويضيف محمود أبو عيد مندوب منطقة عبسان وخزاعة أن المخيمات التي تقيمها حركة "حماس" تعزز مبادئ الأخوة والمحبة في إطار المنافسة الشريفة، وتدرِّب الطلاب على تحمُّل المسؤولية وتهيئتهم لقيادة مسيرة النصر والتحرير.

بينما يشير خميس الأغا مندوب منطقة البلد أن شعار "انتصار غزة.. للقدس عزة" فيه ربط واضح بين الانتصار في معركة "الفرقان" المباركة التي عزَّزت ورسَّخت أحقية أبناء الحركة الإسلامية في الحكم والريادة وتأكيد أهدافهم من خلال أن عيونهم لا تزال ترنو نحو القدس ونحو كل مدينة لا تزال ترزح تحت وطأة الاحتلال.

ويؤكد الأغا أن أهم هدف نصبوا إليه شرح القضية الفلسطينية لهذا الجيل ليفهمها حق الفهم، فيخرج من المخيمات وقد عض بالنواجذ على ثوابته وحقوقه الوطنية.

منافسة قوية

وتتنافس جميع مناطق محافظة خان يونس من خلال الأداء اليومي داخل المخيمات والترتيبات الإدارية والأنشطة المتميزة المزمع تنفيذها في كل مخيم للفوز بجائزة أفضل مخيم التي أعلنت عنها مؤسسة "إبداع".

وأشار عامر أبو فروانة مندوب منطقة القرارة في اللجنة العليا للمخيمات الصيفية إلى أن منطقته تسعى من خلال بعض الأنشطة والفعاليات والتعاون مع مؤسسات خارجية إلى القيام بأعمال حصرية ومميزة.

أما محمد أبو النجا مندوب منطقة معن شرق خان يونس فقد أبدى عزيمة قوية وإصرارًا على الفوز بجائزة أفضل مخيم من خلال قيام المخيمات التي يشرف عليها بمنطقته بأعمال مميزة لم يسبقهم إليها أحد.

ويرجِّح عماد اسليم مندوب منطقة حي الأمل أن حالة المنافسة القوية بين المخيمات الصيفية في خان يونس تحفِّز المشرفين عليها على الإبداع والتميز، متوقعًا أن تزداد حدة المنافسة في الأسبوع الأخير للمخيمات.