التفكير هو ما يقودك للنجاح أو الفشل"ولتفسير هذه الجملة أود في البداية أن أشير إلى قصة مزارع هولندي يدعى فان كلويفرت, هاجر إلى جنوب إفريقيا للبحث عن حياة أفضل، وكان قد باع كل ما يملك في هولندا على أمل شراء أرض إفريقية خصبة يحولها إلى مزرعة ضخمة، وبسبب جهله وصغر سنه دفع كل ماله في أرض جدباء غير صالحة للزراعة، ليس هذا فحسب، بل اكتشف أنها مليئة بالعقارب والأفاعي والكوبرا القاذفة للسم، وبينما هو جالس يندب حظه خطرت بباله فكرة رائعة وغير متوقعة، لماذا لا ينسى مسألة الزراعة برمتها ويستفيد من كثرة الأفاعي حوله لإنتاج مضادات السموم الطبيعية؟.
ولأن الأفاعي موجودة في كل مكان، وما من أحد غيره متخصص بهذا المجال فقد حقق نجاحا سريعا بحيث تحولت مزرعته (اليوم) إلى أكبر منتج للقاحات السموم في العالم!!.
هذه القصة تكشف عن حقيقة هامة وغائبة عن الكثير وهي أنه بإمكان أي شخص أن يقلب حظه السيئ إلى حظ جيد، وذلك بمجرد تغيير الهدف، وتغيير طريقة أو مستوى التفكير، والتصالح مع الواقع.
فالأحلام المحطمة سرعان ما تتحول إلى بدايات مختلفة وفرص غير متوقعة، ولو تأملنا أحوال الناجحين في الحياة لوجدنا أن بداياتهم المتعثرة كانت نقطة انطلاقهم الحقيقية نحو النجاح.
العادات السبع لستيفن كوفيوحتى يستطيع الشخص تغيير مستوى تفكيره، يتطلب الأمر أن يكون الشخص لديه فعالية عالية، فأفضل الطرق على الإطلاق لتحسين الأعمال تبدأ من تحسين الأنفس، وتغيير الأفكار السلبية إلى أفكار إيجابية (إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم).
ويذكر خبير التنمية البشرية "ستيفن كوفي" في كتابه "العادات السبع"، العادات التي يجب أن يتبعها الإنسان الراغب في تحويل فشله إلى نجاح:
العادة الأولى: كـن مبادرًاالمبادرة هي الاتصاف بالقدرة على التحكم في الأحكام والسلوك، وعلى اختيار الاستجابات أو الردود المناسبة لمختلف المواقف، وهي الفعل بدلا من رد الفعل، كما يتميز المبادر بالتحكم في انفعالاته وإدارتها بذكاء، والمبادر هو الذي يسعى للتحكم في المواقف والظروف بدلا من العكس، فالمبادرة هي الإيمان بالقدرة على التغيير نحو الأفضل وإيجاد الحلول الصحيحة والإبداع في عملية التغيير.
العادة الثانية: ابدأ العمل والهدف في ذهنكالهدف هو "الصورة الذهنية" للمشروع المراد تحقيقه، وهو الذي يوجه السلوك وينظمه، ويزود الفرد بالطاقة للمثابرة في العمل وبذل المزيد من الجهد، وهو الذي يعطي معنى للسلوك، ويدفع الفرد لتحديد القيم التي ينبغي أن يستنير بها لتحقيق الهدف.
العادة الثالثة: ضع الأمور الأهم أولاهناك أمور كثيرة مهمة في الحياة، ولكن هناك دائما أمورا أهم منها؛ لذلك اعلم أن وقتك محدود، وبالتالي لا يسمح بمعالجة كل الأمور، وتعلم تحديد الأمور حسب معيار الأهمية التالي:
- أمور مهمة ولكنها غير عاجلة.
- أمور مهمة وعاجلة.
- أمور غير مهمة وغير عاجلة.
- أمور غير مهمة ولكنها عاجلة.
العادة الرابعة : فكر في الربح المشتركضع في ذهنك هذه المعادلة: أنا أربح وأنت تربح، التفكير في الربح المشترك سلوك صحي،
والتفكير في الربح المشترك يقضي على الانفعالات السلبية، والتفكير في الربح المشترك يحقق التعاون المثمر بين مختلف الأطراف.
العادة الخامسة: افهم أولا لكي تُفهمالاتصال هو عملية تفاعل مع الآخر أو الآخرين، ولكي يحقق الاتصال غايته ينبغي أن يتم التفاهم بين طرفي الاتصال؛ لذلك اعرف أنك طرف مهم في عملية الاتصال، ولكي يفهمك الآخرون ينبغي أن تفهمهم أولا، ففهم الآخرين وتفهمهم من طرفك مفتاح فهمهم لك.
العادة السادسة: فكر تفكيرا إبداعيًّاالتفكير الإبداعي ليس تفكيرًا انعزاليًّا؛ فالتفكير الإبداعي يؤمن بالتفكير المشترك، ويتقبل الاختلاف والتنوع في التفكير، وكذلك في القيم والتصورات، ولا يتسلط المفكر المبدع على تفكير الآخرين، ولا يخضعهم لفكره وقيمه، بل يقوم التفكير الإبداعي على الاستفادة من إبداع الآخرين رغم الاختلاف معهم في الأفكار والتباين في القيم.
العادة السابعة: اشحذ ذاتك باستمرارشحذ الذات عملية أساسية تمامًا مثل شحذ النجار أو الجزار لأدواته لتصبح أحسن أداء كشحذ المنشار أو السكين، شحذ الذات هو التجديد المستمر للعادات الست المذكورة أعلاه، وهو التحسين المستمر لمختلف أبعاد الشخصية: الجسمية، والروحية، والعقلية، والوجدانية، والسلوكية.
فكر كما يفكر العباقرةالتفكير العبقري ليس حكرا على العباقرة فقط، بل بإمكان أي شخص أن يفكر تفكيرا عبقريا يقوده إلى أعلى مراتب النجاح، فمن الأمور الهامة: الابتعاد أحيانا عن المشكلة حتى تراها كاملة من جميع جوانبها، فمثلا عندما تنظر إلى لوحة وتقترب منها، ثم تقترب حتى تكاد أن تلتحم عيناك بها، فإنك تصبح غير قادر على رؤية اللوحة كاملة، بل سترى جزءا صغيرا منها، لكن حينما تبتعد عن اللوحة بمسافة كافية سوف تراها بوضوح من جميع جوانبها.
كذلك يجب التعامل مع المشكلات وعدم الانغماس في المشكلة، والبعد عنها لبعض الوقت، والنظر لها وكأنك غريب حتى تراها من جميع جوانبها، وهذا الأمر ربما يخلق لديك حلولا جديدة وأفكارا لم تخطر ببالك من قبل.
استعمل الصيغ التصويرية؛ فعندما كان أينشتاين يفكر في حل مشكلة ما كان يجد أنه من الضروري أن يصوغ موضوعه بأكبر عدد من الطرق، وفي ذلك استخدام الرسم البياني، وفي النهاية يقدم حلولاً مصورة دون حاجة لاستخدام أرقام وكلمات لم تلعب دورا ذا أهمية في عملية التفكير لديه.
أنتج وجرب، إن أعظم العلماء ليسوا من ينتجون الأعمال الجيدة فحسب، بل الكثير من الأعمال السيئة أيضاً، إن هؤلاء العلماء لم يكونوا يخافون الفشل أو إنتاج أعمال متوسطة الجودة، وذلك على طريق الوصول إلى تحقيق الأعمال الممتازة.
اصنع مجموعات جديدة، وامزج وأعد تجميع الأفكار، والصور، واحصل منها على مجموعات أو تشكيلات مختلفة، بغض النظر عن غرابتها، أو خروجها عن المألوف.
كوّن علاقات، وأنشئ روابط بين المواضيع مهما بدت لك غير متشابهة.
فكر بالمتضادات، لقد اعتقد الفيزيائي نيلز بور أنك إذا درست شيئين متضادين فإن مستوى تفكيرك يرتفع نتيجة لذلك، لقد أدت نظرته للضوء كجزيء، وكذلك كموجة، إلى توصله إلى مبدأ التكاملية، إن تعليق الفكر أو المنطق، قد يسمح لعقلك بأن يخلق شكلاً جديداً.
فكّر بشكل مجازي، فلقد اعتبر (أرسطو) أن استعمال المجاز أو الاستعارة من علامات العبقرية، كما أنه اعتقد أن الشخص الذي يملك القدرة على الإحساس بأوجه التشابه ما بين حالتين منفصلتين من الكينونة، وعلى ربطهما ببعضهما، لابد أن يكون شخصاً ذا مواهب متميزة.
الاستعداد للفرصة، كلما حاولنا القيام بشيء ما وفشلنا، فإننا نلجأ إلى القيام بشيء آخر، وهذا هو المبدأ الأول للصدفة الإبداعية؛ إذ يمكن أن يكون الفشل مُنتجاً بمجرد عدم اعتباره شيئا أو نتيجة عقيمة؛ إذ يجب علينا تحليل العملية ومحتوياتها ومعرفة كيفية تغييرها للوصول إلى نتائج أخرى، وأن لا نطرح السؤال: لماذا فشلت؟ بل: ما الذي قمت به؟
كثير من الأشخاص يصدمون حينما يتعرضون للفشل، ولكنهم مع كل ذلك لا يتقبلون فكرة تغيير تفكيرهم إلى الأحسن، والمطلوب ليس تغيير التفكير ذاته، ولكن المطلوب هو تغيير طريقة التفكير، أو مستوى التفكير؛ ليرتفع إلى مستوى أوسع يصل بك إلى نتائج أكثر وأجدى