السلام عليكم ورحمة الله
دور الدولة في دعم المواقع التربوية...هل هو قلة وعي ام قلة كفاءة؟
عيد سعيد و دخول دراسي موفق
لا يخفى على أحد الدور الهام و الضروري الذي تلعبه المواقع التعليمية الجزائرية
عموما و المنتديات خصوصا في الوقت الحاضر و خاصة السنوات الاخيرة في
تيسير الوصول للمعلومة و تدعيم المحتوى التربوي و التعليمي و التثقيفي على
الانترنت مهما اختلف طالبه سواء من جانب الاساتذة الذين يتركز اهتمامهم على
المذكرات و المناهج و مختلف الوثائق التربوية بالاضافة للنقاشات التربوية حول
قضايا الساعة التي تهمهم مما يسمح لهم باداء مهمتهم التربوية على احسن وجه
ممكن و يعزز التواصل بينهم في مختلف ولايات الوطن او الطلبة الذين يبحثون
اكثر عن الدروس و المراجع و كذا نماذج الاختبارات و الفروض التي تساعدهم
على فهم افضل للدروس و بالتالي تحصيل دراسي اكثر جودة.
غير ان المثير للاهتمام ان المواقع التربوية لا تزال نتاج مجهودات فردية غير
مرتبطة بوزارة التربية الوطنية نفسها المعني الاول بهذا التوجه ( التعليم عبر
الانترنت) و هو التوجه الذي يفترض دعمه من الدولة في اطار مسعى الجزائر
الالكترونية الذي خصصت له اغلفة مالية ضخمة و هو الامر الذي يختلف عن
الوضع في تونس و المغرب و فلسطين التي تمتلك تجربة رائدة في المواقع
الخاصة بالتعليم عن بعد. ورغم انه قد بدت بوادر جدية من الوزارة تشير الى
استدراك هذا الوضع و هو ما نستشفه من خلال تصريحات وزير التربية السيد بن
بوزيد او بقية المسؤولين و بخاصة مسيروا موقع الديوان الوطني للامتحانات و
المسابقات...غير ان شيئا من ذلك لم يتحقق حتى بل توقف موقع الديوان نفسه منذ
اشهر طويلة دون مبرر يذكر و في عز فترة ذروة النشاط ( نتائج الشهادات).
السؤال الاكثر اهمية هنا هو السبب وراء ذلك هل هو قلة في الوعي باهمية تلك
المواقع و دورها الفاعل في تطوير الواقع التربوي في الجزائر و ذلك من خلال ما
تعكسه ارقام الاحصائيات لتلك المواقع سواء من حيث نسبة اهتمام الزائر
الجزائري بدخول تلك المواقع او من حيث نسبة تدفق الزوار حيث يحظى موقع
نبراس المعرفة حتى الان باعلى عدد زوار وطنيا ليحتل المرتبة الاولى وطنيا يليه
موقع فيزياء غليزان و هما الموقعان الجديان الوحيدان حاليا الذان يمتلكان رؤية
سليمة في هذا الاتجاه على خلاف بعض المواقع الناشئة حديثا و التي تفتقد للمنهجية
و الرؤية و حتى الاخلاص.
السبب المحتمل الآخر هو قلة كفاءات الاعوان المعنيين بهذا الجانب خاصة مع
تاكيد وزير التربية لتخصيص ميزانية معتبرة لانشاء منتدى وطني للاساتذة و الطلبة
و هو ما لم يتحقق كما ذكرنا منذ سنوات...ان ضعف اداء موقع الديوان نفسه يدعم
الفرضية الثانية خاصة مع توقفاته المريبة بالاضافة للتوقفات المعهودة لموقع
الوزارة نفسها رغم ان ملايير السنتيمات تصرف لدعمها في حين ان التكلفة الفعلية
لا يمكنها تجاوز بضعة عشرة الالاف من الدنانير سنويا و هذا بغض النظر عن
المصير الحقيقي لتلك الاموال و مدى شفافية و نزاهة اللجان و الاعوان المكلفين
بهذا الامر...