سارة كولبورن، مديرة حملات حركة التضامن مع فلسطين، يهودية بريطانية، وكانت واحدة من الناشطين السلميين على متن سفينة "مرمرة" التي كانت ضمن قافلة الحرية. أدلت بشهادتها عما رأته في تلك الليلة الدامية لموقع صحيفة الوقائع اليهودية "جيوش كرونيكل أونلاين".
قالت كولبورن في مؤتمر صحفي عقب عودتها إلى لندن، إنها لا تذكر كيف بدأ الأمر برمته، لكن أول ما سمعته كان أصوات الطلقات النارية، رأت بعدها 4 جثث ملقاة على أرض السفينة مقتولة بالرصاص. وفوجئت بعدها بالجنود الإسرائيليين يقيدونها ومن كانوا معها ويستولون على هواتفهم وكاميراتهم، ويجبرونهم على الركوع في خط واحد جوار بعضهم على سطح السفينة.
وأضافت كولبورن أنها رأت واحد من زملائها الناشطين مقتولا بطلقة رصاص في رأسه، مؤكدة أن السفينة بأكملها ليس لها أي علاقة بأي منظمات إرهابية أو إسلامية، ولم يضغط عليهم أو يستغلهم أحد، وهو ما ينفي مزاعم صحيفة التايمز البريطانية من أن السفينة كانت تسعى لتمويل حركة حماس الإسلامية وكان بها إرهابيين.
وأوضحت كولبورن "أن كل الناشطين كان هدفهم توصيل مساعدات إغاثة ومعدات طبية لأهل غزة المحاصرين، تماما كما طلبت منهم منظمة الأمم المتحدة، وهذا ليس عملا إرهابيا". ونفت كولبورن بشدة المزاعم الإسرائيلية التي قالت إن الناشطين كان بحوزتهم أسلحة، وقالت إنه "لم يهاجم أحد القوات الإسرائيلية، ولم يكن أحد يمتلك أي سلاح لأن السفن تعرضت لتفتيش صارم قبل مغادرة تركيا. كل ما كان الناشطون يمتلكونه هو سكاكين الطعام التي كانوا يأكلون بها، وحتى هذه لم أرى أحدا يستخدمها ضد الجنود الإسرائيليين".
ورغم أنها نفت أكثر من مرة امتلاك الناشطين لأسلحة، فإنها أكدت في الوقت نفسه أن رصاصات الجيش الإسرائيلي كانت تطير في كل صوب، و لم تر أي ناشط يأخذ أسلحة من الجنود ليقتلهم بها، لأن أحدا ببساطة لم يكن يستطيع، فقد كان الجنود الإسرائيليون يتعاملون مع أفراد السفينة بمنتهى العنف!
وأشارت كولبورن إلى أن بعض البريطانيين لم يسمح لهم بالحصول على أي خدمات من القنصلية البريطانية حتى بعد الوصول إلى ميناء أشدود أو أثناء الاعتقال في سجن بير شيفا الإسرائيلي.
وصرحت الناشطة التي كانت ترتدي نفس الملابس التي اعتقلت بها، أن ما فعلته إسرائيل هدفه الوحيد منع وصول المساعدات الإنسانية إلى غزة، معربة عن تصميمها الاستمرار في مواجهة الحصار على غزة، وعن أملها ألا تذهب كل التضحيات التي قدمها الشهداء هدراً.