في خطوة تهدف إلى فهم كيف يمكن أن يتأقلم الإنسان مع ظروف معزولة عن
العالم لمدة قد تصل إلى 18 شهرا أثناء الرحلة المزمع القيام بها مستقبلا
إلى كوكب المريخ، خضع ستة رجال إلى تجربة تحاكي ظروف تلك الرحلة
المستقبلية، حيث سوف يعيشون بشكل معزول تماما عن ما يحيط بهم، ووسيلتهم
للتواصل مع العالم ستكون البريد الالكتروني.
الستة رجال، هم ثلاثة من
الروس واثنان في أوروبا ورجل صيني، سوف يخضعون لتجربة تهدف إلى محاكاة
الظروف التي سوف يتعرض لها رواد الفضاء في رحلتهم نحو كوكب المريخ.
أطلق على التجربة اسم ( المريخ 500 ) وسوف يتم إجراؤها في العاصمة الروسية
موسكو، تحت إشراف ومتابعة مستمرة من قبل فريق علمي وطبي متخصص.
يقول الدكتور مارتن زيل، من الوكالة الأوروبية للفضاء ( أن الرجال سيضطرون
إلى التعامل مع ظروف محدودية المواد الاستهلاكية، على سبيل المثال، وهذا
يعني أن كل شيء سيكون متوفرا في البداية، لكن تتم إعادة تحميل، أو إعادة
إمداد بمزيد من الاحتياجات، فبعد أن تنفذ أو تقل، سيصبح هذا هو الوضع الذي
يتعين عليهم التكيف معه، تماما كما يحدث في المهام الحقيقية ).
هذه التجربة ستتم داخل سفينة فضاء موضوعة في معهد موسكو للمشاكل الطبية
الحيوية، وتبلغ مساحتها من الداخل 550 مترا مكعبا، وتحتوي على أماكن خاصة
للعمل بداخلها، مغطاة بألواح من الخشب تعطي شعورا بان الظروف طبيعية، كما
يوجد قسم يشبه بيئة كوكب المريخ بلونه ورماله الحمراء، وينبغي على الرجال
من وقت إلى آخر ارتداء بزات الفضاء الثقيلة وإجراء بعض التجارب.
هذا وسيركز الباحثون على دراسة أثر العزلة عليهم، من الناحية الجسدية
والنفسية، والتغيرات في الهرمونات وعدد ساعات النوم وقدرتهم على التركيز
العميق، والتغيرات في مزاجهم وطباعهم الشخصية.