A-Prince سفراء المنتدى
عدد المساهمات : 2562 تاريخ التسجيل : 26/04/2009
بطاقة الشخصية الوطن: الجزائر حالتك في المنتدى:
| موضوع: المريخ والصحراء الغربية.. وجهان لطبيعة واحدة الأحد 23 مايو - 22:56:25 | |
| هناك تشابه غريب بين الصحراء الغربية بمصر والغلاف الجوي وتربة المريخ، يمكن تلخيصه كما يلي:
1 -الأودية الجافة: فالمريخ والصحراء الغربية يتميزان بوجود الأودية الجافة، والتي كانت في يوم ما أودية تعجّ بالمياه. ونتيجة لتغيرات مناخية أدت إلى تغير المناخ من مناخ مطير إلى مناخ جاف جفت هذه الأودية، والسبب في تغير مناخ المريخ هو البرودة التي حدثت له فأدت إلى تجمد المياه.
أما بالنسبة للصحراء الغربية، فإن التغير حدث نتيجة لتزحزح حزام المطر إلى أماكن أخرى من العالم، سواء شمال أو جنوب الصحراء الإفريقية الكبرى منذ آلاف السنين. والتغيرات المناخية في المريخ تحدث نتيجة لتغير عناصر مداره حول الشمس كل فترة زمنية تتراوح ما بين مائة ألف وعشرة ملايين عام، وتؤدي إلى تغير في جو الكوكب نتيجة لتغير كمية الإشعاع الشمسي الواصلة إليه.
2 - الغلاف الجوي الجاف: فالصحراء الغربية لمصر هي أكبر منطقة جافة في العالم، وتفوق في جفافها عشرات المرات جفاف ما يُسمّى بوادي الموت بصحارى الولايات المتحدة الأمريكية، والغلاف الجوي للمريخ جاف للغاية؛ لتكثف بخار المياه به نتيجة للبرودة الشديدة وتحوله إلى ثلج.
3 - المياه الجوفية: لقد تسربت المياه الموجودة بالأودية بالصحراء الغربية منذ انتهاء العصر المطير إلى باطن الأرض منذ آلاف السنين، مكونة ما يُسمّى بخزانات المياه كتلك التي أسفل واحات الصحراء الغربية، وهذا ما أثبتته دراسات الاستشعار عن بعد سواء بالأقمار الصناعية أم الرادار في الآونة الأخيرة، بخلاف الخزان الكبير للمياه الجوفية والمسمى بالخزان النوبي، والذي يستمد كمية ضئيلة للغاية من مياهه الآتية من الأمطار الساقطة على الهضاب الموجودة بشمال تشاد.
وهذا هو الحال لما حدث في المريخ، فقد تسربت المياه إلى تحت السطح أو تجمدت على السطح، ثم لوجود عواصف ترابية للمريخ غطت هذه الثلوج بطبقات من الرمال تصل في بعض الأحيان لعدة أمتار، وقد أثبتت دراسات الاستشعار عن بعد لأقمار صناعية تدور حول المريخ بأنه احتمال أن يكون هناك مياه سائلة تحت طبقات الثلوج كما هو الحال الآن في المياه السائلة الموجودة تحت الثلوج في أقطاب الأرض وخاصة الشمالي.
وتتميز المياه الجوفية بالواحات المصرية والمياه الجوفية بالمريخ بأنها موجودة على مسافات قليلة من السطح لا تتعدى الأمتار؛ مما يجعل دراسة المياه الجوفية بالواحات المصرية مدخلاً لدراسة المياه الجوفية بالمريخ عن طريق اختبار معدات دراسة مياه المريخ بالواحات المصرية قبل إرسالها للمريخ.
4 - العواصف الرملية: تتميز الصحراء الغربية بعواصف رملية وترابية شديدة وهي ما تسمى بالخماسين، وكذلك الحال بالمريخ، فلقد أثبتت مركبتا الفضاء الأمريكيتان في السبعينيات وجود عواصف رملية شديدة بالمريخ.
5 - تركيب التربة: تتشابه تربة المريخ والتي تتكون أساسًا من رمال تفصلها بعض الصخور الصغيرة مع تربة منطقة شرق العوينات جنوب الصحراء الغربية؛ مما يجعل هذه المنطقة حقلاً لاختبار العربات المسماة الميني روفر والميكرو روفر، والتي ستهبط على سطح المريخ لدراسة غلافه الجوي وتربته، وهي تعتبر إنسانًا آليًّا متحركًا يتم توجيهه وتشغيله من محطات أرضية لوكالات الفضاء، كما يمكن أن تكون منطقة شرق العوينات مكانًا لاختبار الحفارات الصغيرة المرسلة للمريخ لأخذ عينات من سطحه ولأعماق قد تصل إلى مترين أو أكثر للوصول إلى أي مواد عضوية أو طيارة، تكون هي البداية لإمكانية قيام حياة ولو أولية على المريخ في العصور السحيقة وقبل تغير مناخه نحو البرودة.
بروفة تجارب المريخ فى شرق العوينات
وهناك تعاون الآن ما بين الجمعية الدولية لاستكشاف الكواكب (TPS) ومقرها مدينة "بسادينا" بالقرب من لوس أنجلوس بالولايات المتحدة الأمريكية وقسم بحوث الشمس والفضاء بالمعهد القومي للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية، بأن تكون الصحراء الغربية بمصر مكان اختبار لمعدات استكشاف المريخ قبل سفرها إليه خلال العقود القادمة.
فعلى سبيل المثال سوف يتم اختبار الحفار الصغير الذي سيتم تصميمه وصناعته بمصر ليذهب على سفينة الفضاء الروسية "مارسخود" للمريخ عام 2001 في منطقة شرق العوينات قبل سفره. كذلك سوف يتم اختبار جهاز المجس الكهرومغناطيسي الذي صممه وصنعه معهد بحوث الفضاء الروسي IKI لاستكشاف المياه تحت سطح المريخ بالواحات الخارجة، كذلك تقوم جامعة كاليفورنيا "ببركلي" بالتعاون مع معهد الفضاء الروسي بتصميم وتصنيع ميكروفون حساس للغاية لتسجيل أصوات العواصف الترابية على المريخ، وسيتم اختباره بالصحراء الغربية في أثناء العواصف الرملية والترابية بها. | |
|