السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
المفاوضات الفلسطينية-الاسرائلية(نجاح ام فشل)
بقلم الكاتب/ عزام الحملاوى
في إطار الجهود المبذولة من أجل
استئناف المفاوضات لعملية السلام ,والتى يدور الحديث حولها كثيرا وعن إمكانية أن
تسفر عن نتائج ملموسة, تأتي هذه الجهود متساوقة مع إعلان وزراء الخارجية العرب
تأييدهم لانطلاق المفاوضات مع معرفتهم التامة بتعنت إسرائيل وإفشالها لجميع
الجولات السابقة, والتى لن تسفر إلا عن المزيد من مصادرة الأرض وتهويد المقدسات,
وهدم المنازل وعمليات الأبعاد ,وعدم الالتزام بتجميد الاستيطان, وهذا نتيجة عدم
وجود رؤية عربية وفلسطينية موحدة, على عكس إسرائيل التى تتبع إستراتيجية تفاوضية,
تقوم على أساس إدارة الصراع وليس حله مع تسويف وتمديد فترة المفاوضات, وفرض وقائع
جديدة على الأرض بحيث لايجد المفاوض الفلسطيني شئ يفاوض عليه, ويقبل بالفتات الذي
يمنح له ولقد استفادت إسرائيل من العملية التفاوضية بسبب السياسة العقيمة للمفاوض
الفلسطيني, والتنازلات التى قدمها نتيجة ضعف الموقف العربي, وعدم وجود إستراتيجية
تفاوضية موحدة, والانقسام الموجود على الساحة الفلسطينية, وعدم التكافؤ في ميزان
القوى, ونتيجة الدعم الامريكى اللامحدود وعدم وجود ضغط اوروبى مؤثر, لذلك وفي ضوء
كل ماسبق ,لايمكن التفاؤل بنجاح هذه المفاوضات لهذا يفترض على الفلسطينيين والعرب
التغيير من أسلوب وطريقة المفاوضات لعدم تعاطي إسرائيل مع مبادرات السلام
المختلفة, وعدم التزامها واعترافها بالشرعية الدولية وحقوق الشعب الفلسطيني,لذلك
يجب الجمع بين المفاوضات والمقاومة, فالمقاومة بكل أشكالها بما فيها الكفاح المسلح
أقرتها الشرعية الدولية كحق مشروع للشعوب المحتلة لمقاومة الاحتلال وتحرير أراضيهم
ورغم كل ممارسات إسرائيل الرافضة للسلام, إلا أن الولايات المتحدة الأمريكية
تعمل على محاولة إحياء ودعم مفاوضات السلام بالضغط على الفلسطينيين, وإرضاء
الاسرائليين في محاولة للوصول إلى اتفاق سلام يضمن مصالح وامن إسرائيل, ويمنح
الفلسطينيين دولة ترضى الاسرائليين ,بالرغم من ادعاءات المسئولين الأمريكيين
العلنية بإنهاء الصراع وفقاً لرؤية الدولتين ,حيث تقام دولة فلسطينية قابلة للحياة
على أساس حدود 1967 مع تبادل أراضى يتفق عليها بين الطرفين, والدولة الإسرائيلية
متمثلة في دولة يهودية ذات حدود آمنة ومعترف بها تحفظ امن ومصالح إسرائيل
,اماالقدس فيجب أن تبقى كما هي لأنها تعتبر رمزا للديانات الثلاث ,واللاجئين يتم
توطينهم في الدول العربية مع تعويضهم.ويعتبر هذا المفهوم صفعة كبيرة للفلسطينيين
والعرب ,ويبين مدى تأثيرهم الهزيل على مفاوضات السلام كخيار وحيد, على الرغم إنهم
قدموا مبادرة السلام العربية التى قوبلت بالرفض من إسرائيل, ووصفتها إسرائيل بأنها
لاتساوى الحبر الذي كتبت فيه. وألان ومع قرب انطلاق المفاوضات وإذا أرادت أميركا
إنجاحها, فعليها أن تبدأ
من حيث انتهت المفاوضات السابقة مع تحديد شكل الحل النهائي, ووقف جميع الإجراءات
الإسرائيلية على الأرض وخاصة الاستيطان وهدم المنازل ومصادرتها, وأن تكون سياسة
ومواقف أمريكيا واضحة خلال الفترة المقبلة للمفاوضات, وتقوم على أساس بناء جسور
الثقة والأمان ,واعتراف كل طرف من طرفي الحوار بحقوق الأخر ,ورسم حدود الدولة
الفلسطينية على ألاراضى المحتلة عام 1967 مشتملة على القدس, والضغط على الطرفين
دون تمييز كراعي محايد لمفاوضات السلام, وفرض وجهة نظرها ورأيها عند بروز اى خلاف
لاى تسوية يتم التوصل والاتفاق عليها دون اى تحيز, وتلتزم بالتنفيذ الفوري لاى اتفاق
ينتج عن طرفي الحوار, فهذا سيساعد على دفع المفاوضات والتقدم بها وسيشكل المبادئ
والأسس لمرجعية قوية. أما على الجانب الفلسطيني, فيجب أن توفر أسس ومبادئ نجاح
المفاوضات, بحيث ألا يباشر المفاوض الفلسطيني المفاوضات دون ضمانات لنقطة البداية
والنهاية, مع الحفاظ على وحدانية وتماسك السلطة ,والانتباه من اى مفاجآت خلال فترة
المفاوضات, وعلى رأس ذلك أن يكون هناك مفاوض فلسطيني شرس لايعرف التنازل ,ولايوجد
معنى له في قاموسه التفاوضي, وإنهاء الانقسام فورا وبدون تأخير آو تأجيل مهما كلف الثمن,
وان تكون كافة القوى الوطنية والإسلامية مشاركة في المفاوضات أو قريبة ومطلعة
عليها, لان القضية الوطنية أهم بكثير من الخلافات, امافى حالة استمرار الانقسام
فربما تتغير الأحوال ,وتتجه المفاوضات نحو سيناريوهات أخرى مثل دولة الحدود
المؤقتة أو المرحلة الانتقالية, خاصة وانه تم الحديث عنهما كثيرا داخل جلسات
المفاوضات السابقة وخارجها, أو تتجه الأمور إلى حلول أخرى لاتلبى طموحات وحقوق
الشعب الفلسطيني, وفى هذه الحالة ستكون الطريق ممهدة لنتنياهو للهروب من مشاكل
وصعوبات التفاوض حول المرحلة النهائية واما عربيا: فعلى الدول العربية التنسيق
الكامل بينها وتوحيد الكلمة والصف ,وإسناد لجنة المتابعة العربية بكل ثقلها ودون
تخاذل من احد لدعم الجهد الفلسطيني في المفاوضات, والوقوف بجانبه في مواجهة مناورات
نتنياهو, وإظهار مخاطرها على مصالح كل الأطراف ذات العلاقة في المنطقة ,وعليهم
الحصول على ضمانات رسمية لوقف كامل للاستيطان سواء معلن أو غير معلن, حتى لانترك
لنتنياهو وحكومته تفسيرها بما يخدم مصالحه الاستيطانية واسرائليا: لايمكن التوصل
إلى سلام دائم وعادل في ظل حكومة يمينية متطرفة مثل حكومة نتنياهو وليبرمان, لذلك
يجب أن تتوسع حكومة اليمين الاسرائلية, ويشارك بها تحالف من أحزاب الوسط المتمثلة
في العمل وكاديما, أو أن يتم تتشكل حكومة من الوسط حتى تتمكن عملية المفاوضات من التقدم
بنجاح دون أن تواجهها صعوبات ومعوقات أما على صعيد الدول الأوروبية وروسيا والأمم
المتحدة, فعليهم المشاركة والإشراف لتذليل العقبات والصعوبات, والمساعدة مع
الولايات المتحدة فئ تنفيذ كل مايصدر ويتم الاتفاق عليه من قرارات
فهل يمكن أن يحدث هذا ويكتب لمفاوضات السلام النجاح!!!!!؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
رأيكم يهمنا
وشكرا