نظرية الجيش الصغير الذكي هي احدث النظريات الحربية والتي تتجه لها اغلب الجيوش في وقتنا الحاضر حيث تسمح بتنفيذ مهام القوات المسلحة بعدد محدود من القوات ومجابهة قوات متفوقة عدديا بشكل ملموس علاوة على زيادة الكفائة وتقليص النفقات العسكرية للدفاع الوطني.
ترتكز هذه النظرية على تقليص دور القوات البرية لصالح القوات الجوية التي يكون لها دور رئيسي ومحوري في معركة الجيش الصغير الذكي حيث يراعي امتلاك سلاح جو متطور تقنيا وله القدرة على تنفيذ ضربات وقائية واستباقية على النقاط الحساسة للعدو وافقاده عوامل تفوقه وقوته في الدقائق او الساعات الاولى للمعركة وذلك بامتلاك وسائل جوية متمثلة في طائرات وصواريخ هجومية لها مقدرة كبيرة على اختراق الدفاع الجوي المعادي والوصول لاهدافها والحاق خسائر فادحة بها علاوة على مجموعة واسعة ومتنوعة من انظمة الحرب الالكترونية وانظمة القيادة وذخائر متنوعة تناسب المهام المطلوبة علاوة على تدريب علمي متطور لكل افراد سلاح الجو .
اما في الحرب البرية فتركز على القوات الخاصة بشكل كبير وامدادها باحدث اجهزة العمليات الخاصة من مناظير ليلية واسلة فردية متطورة مضادة للدروع والطائرات واسلحة فردية متطورة علاوة على قدرة توصيلها خلف خطوط العدو
كما تعتمد نظرية الهجوم الجانبي والالتفاف حول الدفاعات ومناوشة الدفاعات بقوات مدرعة قليلة لجذب نيرانها وتحديد مواقعها ثم الاشتراك مع الطيران و والمدفعية بتدميرها ويسمح الحجم الصغير للقوات البرية بتغطية فعالة من وسائل الدفاع الجوي .
اما في المجال البحري فتعتمد على امتلاك قطع بحرية صاروخية سريعة وصغيرة الحجم يصعب كشفها وزيادة مدى النيران الصاروخية مع التاخر في كشفها من طرف العدو لابعد حد ممكن وكذا نشر انظمة دفاع ساحلي صاروخية ارض-سطح كسلاح فعال للدفاع البحري والساحلي دون ان ننسى الدور الهام لحاملة الطائرات التي تكون عصب مجموعة النيران البحرية وتؤمن غطاءا جويا لبقية القطع البحرية وتجدر الاشارة الى اهمية الدفاع الجوي في القوات البحرية وكذلك الغواصات وفرق الضفادع البشرية
يتطلب هذا النوع من ادارة المعركة تنسيقا بين كل الاسلحة او مايعرف بمعركة الاسلحة المشتركة ويتطلب اجهزة استخبارية فعالة تضمن وصول المعلومات عن تحركات ونوايا العدو والتغيرات التي يجريها في جيشه وتسمح هذه النظرية للجيوش والدول الصغيرة بالحاق الهزيمة بدول كبرى ويمكن تطبيقها في الجيش اللبناني والتونسي بفعالية لو توفرت بعض الاسلحة والاصلاحات في المؤسسة العسكرية اما الجزائر فهي بالفعل تسير في هذا الخط .
_________________