موضوع: تمنَّى الشهادة في قصف صهيوني فأصابه قنَّاص مصري بشلل نصفي. الجمعة 8 يناير - 2:01:45
جمال السميري.. تمنَّى الشهادة في قصف صهيوني فأصابه قنَّاص مصري بشلل نصفي
لم يكن الفتى جمال علي السميري الذي لم يتجاوز (17 عامًا) عندما خرج للمشاركة في مسيرة رفح الأربعاء (6-1-2010م) للمطالبة برفع الحصار عن شعبه في قطاع غزة؛ لم يكن يعلم أنه سيعود منها محمولاً على الأكتاف بعد إصابته برصاص قنَّاص مصري بانتظار قدر مجهول يترقبه. يرقد الطفل السميري بلا حراك تقريبًا على سرير الشفاء في غرفة العناية المركزة في "مستشفى الشفاء" بغزة، بينما يبتهل أفراد أسرته إلى الله أن يشفي ابنهم ليعود كما كان نشيطًا وفاعلاً، وحاملاً هموم شعبه ووطنه. كلمات قليلة وواهنة خرجت من فم الطفل الجريح، وهو يتحدث لمراسل "المركز الفلسطيني للإعلام": "حسبي الله ونعم الوكيل، لم يكتفوا بالحصار، بل أطلقوا النار علينا.. لماذا؟؟".
أمنية.. هل تتحقق؟!
صمت جمال وبدا الألم على وجهه، وهو ممدَّد عاري الصدر، ومربوطٌ بالأجهزة الطبية، وقال: "أمنيتي أن أُستشهد برصاص الاحتلال أو صواريخه، ولم يخطر ببالي أنني سأكون هدفًا لجندي مصري". وحول ما جرى، قال السميري إنه شارك في المسيرة استشعارًا للخطر الذي سيتهدَّد كل قطاع غزة من جرَّاء الجدار الفولاذي الذي تبنيه القوات المصرية والأمريكية على الحدود لتدمِّر الأنفاق التي يتنفس منها القطاع.
تفاصيل الإصابة
وأضاف: "أثارت حالة الاستنفار التي ظهر عليها الأمن المصري حفيظة بعض الموجودين، فبدءوا برشق الحجارة ليسارع الجنود المصريون إلى إطلاق النار، وبعضهم كان يطلق النار بغزارة، والبعض الآخر كان يطلق على شكل قنص". وقال: "انبطح الجميع أرضًا، وفجأةً شعرت أن عامودًا من النار اخترق صدري، وبعدها لم أشعر بشيء؛ حيث سقطت على الأرض، ولم أستيقظ إلا في المستشفى". واغرورقت عيناه بالدموع وهو يقول: "عندما أفقت من غيبوبتي اكتشفت أنني غير قادر على تحريك رجلي، ولا أدري إن كان ذلك سيستمر طويلاً أو لا".
لماذا قنصوني؟
وتساءل جمال (الذي يدرس في الصف الثالث الثانوي القسم الأدبي): "كيف سأذهب إلى المدرسة؟ ولماذا قنصوني؟ أي خطر نشكِّله على الأمن المصري؟ حسبي الله ونعم الوكيل". ويشعر ذوو الشهيد -الذين وقفوا في ردهة المستشفى على بوابة الغرفة التي وُجد فيها ابنهم- بالغضب، من طريقة معالجة وسائل الإعلام لما جرى، وكان غضبهم الأكبر على إعلام سلطة المقاطعة في رام الله.
لماذا دماؤنا رخيصة؟
وقال أحدهم: "يبدو أن دماءنا رخيصة! كل وسائل الإعلام اهتمَّت بالجندي المصري الذي أُصيب أو قُتل بغض النظر عن كيف، ورغم أننا نقول رحمه الله، لكن لا أحد يتحدث عن مثل جمال، الذي ها هو يرقد في المستشفى ينتظر الموت، وفي أحسن الأحوال ينتظر أن يمضي بقية حياته على كرسي متحرك". وأضاف بمرارة: "السلطة تندِّد وتنعى ولا أعرف لماذا؟ وماذا عن جمال وغيره؟ وماذا عن دمائنا؟ شعرت وكأننا أمام صورة أخرى من قصة شاليط، الكل يتحدث عنه ويتجاهل 10 آلاف أسير في سجون الاحتلال".
حسبنا الله ونعم الوكيل
أما والد الطفل المصاب، فكان يكرر باستمرار "الحمد لله" و"حسبنا الله ونعم الوكيل"، وهو يقول: "شعبنا مظلوم، ومكتوبٌ عليه أن يعاني من العدو ومن الذي يقول إنه الصديق والشقيق". وقال إن ابنه "خرج ليشارك في المسيرة؛ لأنه يستشعر خطورة الحصار الذي نعاني منه جميعًا، ولكن جاءته الرصاصة من مصر، ولا حول ولا قوة إلا بالله". وأصيب جمال بعيار ناري دخل من الصدر، وخرج من الظهر باتجاه من أعلى إلى أسفل؛ ما يشير بوضوح إلى أنه تعرَّض لإطلاق نار من برج عالٍ على طريقة القنص، وهو ما يشير إلى نية مبيتة لاستهدافه. ويقول والد جمال إن ابنه نُقل إلى المستشفى وهو في حالة إغماء؛ نتيجة فقدان دم كثير من جسده، وتمَّ وضع له أنبوب صدر على الجهتين وأنزل كمية دم كبيرة. وذكر أن الأطباء أبلغوه أنهم اكتشفوا -بعد إجراء تصوير أشعة مقطعية له- أن لديه كسرًا في الفقرة الرابعة للعمود الفقري أدَّت إلى شلل نصفي وعدم الإحساس بأسفل الجسم، وقال: "أملنا في الله كبير أن يتعافى، ولكنَّ هناك خوفًا كبيرًا أن يمضي بقية حياته كذلك". وفيما تمضي عائلة جمال وقتها وهي تبتهل إلى الله أن يشفي ابنها وغيره من المصابين؛ يستمر الإعلام المصري وبعض أبواقه في التحريض على الشعب الفلسطيني، متجاهلاً ضحايا الرصاص المصري الذي أسقط أكثر من 35 فلسطينيًّا ضحيةً.
عبد الكريم. سفراء المنتدى
عدد المساهمات : 3793تاريخ التسجيل : 22/05/2009 الموقع : اتمني ان يكون الجنة المزاج : مرح والحمد لله