انسحب الأستاذ المحامي الطيب نيمور من ''الحياة'' أول أمس، بـ''شرف''، في ظل الصخب الحاصل في بلادنا هذه الأيام حول حقوق المجاهدين وأفراد الأسرة الثورية، بعد الذي أثارته رسالة المجاهدة جميلة بوحيرد لرئيس الجمهورية والشعب الجزائري من جدال.
ولم تنتبه لا الأسرة الثورية بمنظماتها ووزارتها ولا أسرة القضاء والمحاماة ولا التلفزة الجزائرية لرحيل هذا الرجل الذي ترَفّع عن كل ''التواطؤات'' منذ أن استقلت الجزائر، رغم أنه كان من المساهمين في انعتاقها عن الاستعمار. ولم تحظ عائلته حتى بتعزية قسمة المجاهدين لبلدية التاغية بولاية معسكر التي ولد ودفن فيها.
معلوم أن الجزائريين شعبا وحكومة مشغولون هذه الأيام بـ''الفتوحات'' التي تحققت في ملعب ''المريخ'' بالخرطوم السودانية. وثارت ثائرتهم عندما أساء المصريون لشهدائنا ورموزنا الوطنية. وفي خضم ذلك تفقد الجزائر واحدا من هذه الرموز، ولم يرافقه إلى مثواه الأخير ''رفاقه في السلاح''. ولم يؤدوا حتى واجب إخطار الرأي العام بهذه الفاجعة.
لقد كان رحيل الأستاذ الطيب نيمور ''فاجعة حقيقة''، لأنه كشف كم تهتم الجزائر بتاريخها. فمهما كانت مواقف المجاهد الراحل، الذي يعرف الناس أنه رفض تقلد منصب وزير العدل رغم أنه أهل له، كما رفض العديد من المناصب الأدنى، فإنه من حقه أن يعرفه الجزائريون، ويعرفوا أنه من بين المحامين الذين دافعوا عن مجاهدي الثورة التحريرية أمام المحاكم الاستعمارية. ولم يكن الراحل يتفاخر بما قام به في شبابه، وحافظ على تواضعه الطبيعي طيلة حياته في وهران التي عاش فيها. ولم يشاهده أحد ''يزاحم'' في المناسبات الرسمية أو عندما يحل المسؤولون المركزيون في المدينة. ولا يثير تواجده في المحاكم والمجالس القضائية أي فضول في أوساط القضاة والمحامين، الذين لا يعرفون أنهم مروا قرب ''عملاق''.
إنها ''فاجعة'' ألا تنتبه الجزائر أنها تفقد خيرة أبنائها، الذين قدموا لها كل شيء ولم يطالبوها بالمقابل.
منقول من صحيفة الخبر
قراءة المقال 53705342 مرة
http://www.elkhabar.com/quotidien/?idc=54
اللهم ارحم ابطال الجزائر واحفظ ارض وابناء الجزائر بلد الشهامة بلد العزة بلد الانفة بلد المليون ونصف المليون شهيد وبلد المبادئ المليونية.