var addthis_pub = "mohamedtanna";
أثار الخطاب الذى ألقاه أحمد عز أمين التنظيم بالحزب الوطنى فى المؤتمر السنوى السادس للحزب الذى بدأ فاعلياته أمس الأول تحت عنوان «من أجلك أنت»، ردود أفعال غاضبة بين نخبة المثقفين والحزبيين، ففى الوقت الذى أعرض بعضهم عن متابعة وقائع المؤتمر أو الاستماع للخطابات التى ألقيت فيه، فإن البعض الآخر استمع لبعض الخطابات ليقيم موقف الحزب الحاكم من أحزاب المعارضة.
واعترضت قيادات حزبية على تسمية جمال مبارك بأنه مفجر ثورة التطوير والتحديث إذا كان المقصود بها مصر وليس داخل الحزب الوطنى فقط.
كما اعترضت كل القيادات الحزبية على الهجوم الذى شنه أحمد عز على أحزاب المعارضة ككل وعلى آلة الإعلام خاصة، واعتبروا الهجوم تحميلا للمعارضة أخطاء ارتكبها الحزب الحاكم وحده، ووصفوا المؤتمر بما فيه من خطابات بأنه كوميديا سوداء تعرض فيلما كرتونيا.
وعن انتقاد أحمد عز لجماعة الإخوان وحذاء «كبيرهم»، على حد وصفه، رفض مهدى عاكف، مرشد الجماعة التعليق وقال: «يقولوا اللى هما عايزين يقولوه، برده مش هنرد عليهم».
ووصف الدكتور أيمن نور، مؤسس حزب الغد خطاب أحمد عز بأنه محاولة فاشلة لتحميل المعارضة مسئولية كل الأخطاء التى حدثت بمصر، وأنه حول نفسه وزكريا عزمى وجمال مبارك إلى معارضين للمعارضة.
وقال: «هاجم عز فى خطابه، المعارضة ونسى أنها خارج السلطة ولا يمكن تحميلها أخطاء وقعت فيها السلطة».
ووصف نور اهتمام عز بتعريف جمال مبارك للجمهور على أنه مفجر ثورة التطوير والتحديث بأنه إصرار على أن يجعل من جمال رجل المرحلة».
وتساءل: «أى ثورة يقصدها أحمد عز وقد غابت كل القيم الإنسانية والدستورية فى كل أنظمة الحكم التى أتت بعد الثورة».
واعتبر نور، هجوم عز على الإعلام خطأ منه لأنه رأى أن الإعلام بديل عن المعارضة فى الهجوم على النظام الحاكم، وقال: «عز اتهم الإعلام بأنه يقوم بدور بديل عن المعارضة بعدما ضعفت والحقيقة أن الإعلام يعبر عن رأى الشارع كله وعن مطالبه وليس عن مطالب المعارضة وحدها».
واستكمل «لا يوجد انتخابات بعد منع الإشراف القضائى، حتى يتحدث عنها عز».
واعتبر الدكتور عبدالحليم قنديل، منسق حركة كفاية، تصريحات أحمد عز، بأنها محاولة لخداع المواطنين بوجود عملية انتخابية حقيقية، لذا شن أمين تنظيم الوطنى هجوما على قوى المعارضة، وفى مقدمتهم جماعة الإخوان المسلمين.
وأضاف قنديل «التعديلات الدستورية، التى جرت فى 26 مارس 2007، قضت على كل أمل فى إجراء انتخابات نزيهة، وما يحاول أعضاء الحزب الوطنى الترويج له بمثابة فيلم كرتونى، وكوميديا سوداء».
وفيما يتعلق بالوصف الذى أطلقه أحمد عز على جمال مبارك، بأنه مفجر ثورة الإصلاح والتجديد، قال قنديل: «جمال مفجر الثروات، وليس مفجر ثورة التحديث، كما وصفه عز، خاصة أن أمين التنظيم هو السبب فى تحول جمال مبارك من مليونير إلى ملياردير بعد تولى الأخير منصب أمين لجنة السياسات عام 2002»، حسب قوله
فيما اعتبر سامح عاشور النائب الأول لرئيس الحزب الناصرى، أن وصف عز، لجمال مبارك بأنه مفجر ثورة تطوير الحزب الوطنى شأن داخلى يخصهم، وقال: «أما إذا قصد ثورة تطوير مصر، فلا يملك أحد أن يقول ذلك»، كما انتقد عاشور المعارضة وموقفها وأكد أنه لم يهتم سوى بخطاب الرئيس وحده، وأضاف «المعارضة تستاهل اللى بيجرالها لأنها قبلت أن تمارس دورا ديكوريا فى سيناريو غير ديمقراطى».
فيما قال محمود أباظة، رئيس حزب الوفد، «نحن لا يعنينا ما يدور داخل الحزب ولا أعلق على أعمال الحزب نفسه، ولكن ما يعنينا هو ما تقوم به الحكومة»، ووصف أحمد عز بأنه لم يدرك بعد طبيعية الشعب المصرى وردود فعل الرأى العام، وقال: «لو كان يدركها قطعا كان خطابه سيختلف».
وتعجب أباظة من الانتقادات التى وجهها أمين التنظيم بالحزب الوطنى لوسائل الإعلام، خاصة أن الإعلام الرسمى يمثل 80% من الإعلام الموجود بالدولة، على حد تعبيره.
أما الدكتور رفعت السعيد رئيس حزب التجمع، فقال: «أنا مسافر وما بعلقش على خطابات حد».
وفى موقف مغاير اتفق كل من حمدين صباحى، وكيل مؤسسى حزب
ــ تحت التأسيس ــ ود.حسام عيسى، القيادى الناصرى وأستاذ القانون العام، على عدم الاكتراث بمتابعة وقائع المؤتمر حتى لا يصيبهما الاكتئاب بسببه ــ على حد تعبيرهما.
وقال صباحى، تعليقا على ما سمعه عن خطاب أحمد عز: «الراجل فرحان بحزبه، ربنا يفرحه بيه»، وأضاف «أعضاء الوطنى اكتفوا بالجلوس فى قاعة المؤتمرات لمدح أنفسهم، بينما الشعب غارق فى الزحام وارتفاع الأسعار».
ووصف خطاب أحمد عز بأنه «كلام لا معنى له، صادر عن شخصية كرتونية فى فيلم كرتونى، ولكن للأسف لم يكن لدى الوقت للتسلية».
وحول الوصف الذى أطلقه أحمد عز على جمال مبارك، أمين لجنة السياسيات بالحزب الوطنى من أنه «مفجر ثورة التطوير والتحديث»، قال حمدين: «هذا نموذج من انحطاط النفاق»، متسائلا: «أين التطوير، فى مناهج التعليم أو برامج الصحة؟»، مضيفا أنه على أعضاء الحزب الوطنى أن يدركوا أن الشعب لا علاقة له بهم سوى أنه يسخر منهم أو يبكى بسببهم، على حد تعبيره.
كما انتقد د. حسام عيسى خطاب أحمد عز فيما يتعلق بقوله «إنه فى عام 2008 زاد امتلاك المصريين للسيارات 250 ألف سيارة جديدة»، متسائلا: «ما الذى يمثله 250 ألفا من 77 مليون مواطن؟»، مضيفا «أن الدولة عاجزة عن إدارة المرور والحفاظ على نظافة الشوارع»، معتبرا أن ما ذكر بالخطاب هو «كلام ناس تحكم بالقوة وسعيدة بنفسها مع أنها تحكم بعنف الأمن المركزى وتزوير الانتخابات».
وقال عيسى: «التطوير أغلبه تطوير عقارى ولا يوجد دولة تنهض بالتطوير العقارى فقط، دون النهضة الزراعية والصناعية»، لافتا إلى أن مصر مازالت تستورد نسبة كبيرة من غذاء شعبها، على حد تعبيره.