بدت قيادات سياسية وحزبية، تخوفها بأن يتسبب طول فترة الحوار الجاري حالياً بين عدد من القوى السياسية، وبين عمر سليمان، نائب رئيس الجمهورية، والخاص بمناقشة طرق الانتقال السلمي للسلطة في مصر إلى "التأخر في تحقيق مطلب التغيير الذي نادت به مظاهرات الشباب".
وكشف حسين منصور، سكرتير عام مساعد حزب الوفد، عن وجود تيار داخل الحزب يخشى من أن يقود الحوار الحالي إلى إعطاء "قبلة الحياة" للنظام القائم، وتأخير التحول باتجاه النظام الجديد الذي طالب به المواطنون في مظاهراتهم يوم 25 يناير الماضي.
وكان مواطنون ممن شاركوا في التظاهرات التي اندلعت في جميع أنحاء مصر منذ نحو 10 أيام، أكدوا في حوارات لـ"الشروق، أنهم لم يخرجوا طلبا لمحاربة الغلاء أو البطالة فقط، وإنما بحثا عن "نظام آخر" يحترم إنسانيتهم وكرامتهم ويوفر لهم "الحرية والعدالة الاجتماعية".
وقال منصور، إن حزب الوفد لجأ للحوار مع السلطة سعيا للوصول بمصر إلى ممر آمن، موضحاً أن النظام السياسي الحالي آخذ في الأفول، بحسب تعبيره، مضيفاً: "النظام عتيد في ديكتاتوريته، ولا يمكن أن نأمن له، وبالتالي فلا بد من الدفع بالثورة إلى الأمام واستمرار الاحتجاجات جنبا إلى جنب مع الحوار".
وأكد أن هناك تيارا لا يستهان به داخل الوفد يؤكد على ضرورة مواصلة الاحتجاجات الجماهيرية بكافة أشكالها، وصولا إلى تحقيق هدف رحيل الرئيس مبارك، وتشكيل حكومة انتقالية متوافق عليها تعمل على "حفظ الأمن وتدعو لانتخاب جمعية تأسيسية لوضع دستور جديد".
وفي حزب التجمع لا يكاد يختلف الأمر كثيرا، حسبما أكد حسين عبد الرازق، عضو المجلس الرئاسي للحزب، الذي أشار إلى وجود اتفاق بين الفريق المؤيد للحوار والمعارض له داخل الحزب بضرورة استمرار الحركة الاحتجاجية، مضيفاً: "أي حوار بدون وجود الانتفاضة واستمرارها لن يحقق شيئا"، مستشهدا بكل الحوارات السابقة التي تمت قبل 25 يناير بين المعارضة والسلطة والتي كان الحزب الحاكم يضرب بها عرض الحائط.