اتخذ المخرج السوري يوسف رزق، في مسلسله الجديد "سفر الحجارة"، الذي يحكي انتفاضات المقاومة الفلسطينية ويبث حاليا على قناة سوريا دراما، برمجة النشيد الوطني الجزائري في جينيريك المسلسل.
النشيد الذي تغنّى به السوريون باللحن والكلمة كرمز يقتدى به للتضحية والفداء من جهة ولأخذ العبرة من انتفاضة الشعب الجزائري والثورة التحريرية الكبرى في تحرير فلسطين المحتلة من جهة أخرى.
*
وإلى جانب النشيد الوطني، تغنى السوريون بالنشيدين المصري والفلسطيني، باعتبار أن القضية الفلسطينية قضية كل العرب ولا يمكن تناسيها. العمل من تأليف وحوار هاني السعدي ويجسد شخصياته عدد كبير من الفنانين، من بينهم وائل رمضان في دور »الطبيب خالد«، والممثلة القديرة نادين في دور »أم محمود«، نضال سيجري، روعة ياسين، ميلاد يوسف، عاصم حواط، صفاء رقماني، قاسم ملحو، سليم كلاس، فيلدا سمور، ليلى سمور، الطفل حسام عيد، أمية ملص، فائق عرق سوسي، تيسير إدريس، سليمان... وغيرهم، حيث طرح يوسف رزق في قالب درامي حياة الفلسطينيين داخل حدود 1948 وخارجها، وكيف يتعامل الفلسطيني مع الأحداث وأخبار الاغتيالات والاجتياح والفوضى التي يتلقاها من الصهاينة.
*
ويضم العمل الكثير من الخطوط الاجتماعية والدرامية، وقد تناولنا مختلف الشرائح فهناك عناصر في المقاومة، منهم الشاب العائد من السفر يجد أخته مُغتصبة ومقتولة من قِبل الجنود الصهاينة فيبدأ بالانتقام منهم، وطبيب نال شهادته من لندن ويُعتبر من أهم الأطباء الجراحين، وفتاة يحبها قريبها ويريد الزواج منها لكنها ترفضه لأنها تحب الطبيب العائد الذي وعدته بالزواج، الأمر الذي يدفع بقريبها لرشها بماء النار.
*
ويركز العمل، الذي صور العمل في صيدنايا ومعرة صيدنايا بسوريا، فكانتا أقرب ما يمكن لأجواء القدس. على أسرة واحدة »أسرة أم محمود« التي تدور فيها معظم لقطات المسلسل، وقصة الحب التي تفشل، واغتيال أحد عناصر المقاومة، وكيف يمكن أن يتم تسخير أحد الأشخاص ليصبح جاسوسا. كما تبث بعض الصور والمشاهد من الاعتداء الصهيوني الأخير على غزة.
*
وأدخل المخرج ضمن أحداث العمل ما يجري في غزة اليوم ليكون العمل معاصراً مرتبطاً بما يجري حالياً بالعلاقات العربية الصهيونية والعربية الأمريكية واليهودية وإبراز العلاقة بين الأديان الثلاثة (المسيحية والإسلامية واليهودية) فقد يجتمعون معاً على رأي واحد وتكون بينهم مواقف إنسانية ضد الكيان الصهيوني.
*
للإشارة، فإن المسلسل من إنتاج شركة يوسف رزق وجاء بموازاة احتضان سوريا لفعاليات القدس عاصمة الثقافة العربية 2009 وهو ما كان يظهر من الحين إلى الآخر على المسلسل.