فكرة عمل هذا النوع من القنابل ليست بالبسيطة فالقنابل العادية تحتوي على المواد المتفجرة داخل حاوية موصلة مع درائرة كهربية يتم ضبطها بساعة لتغلق مفتاح الإشعال عند الاصطدام بالهدف وتشتعل المواد شديدة الانفجار ينتج عنه ضغط عالي ودرجة حرارة مرتفعة تؤدي إلى تدمير المنطقة المحيطة من خلال تطاير المواد الصلبة المكونة للقنبلة. وهذه القنابل العادية لا تحتوي على نظام توجيه او تحكم من بعد انما تنفجر عند ارتطامها بالارض وعادة ما تقذف هذه القنابل بكميات كبيرة تطلخ من خلال طائرات الـ B-2.
ان القنابل الذكية تختلف تماماً عن ذلك فهي مصممة لتصيب اهداف محددة فكيف تعمل هذه القنابل وما هي فكرة عملها وهذا ما سنحاول الأجابة عنه هنا.
تركيب القنبلة الذكية
لا تختلف القنبلة الذكية عن القنبلة العادية ولكنها اذيف اليه تحسينات على المواد المتفجرة ودائرة التفجير الأساسية وتحتوي القنبلة الذكية على:
نظام المجسات الإلكترونية.
كمبيوتر التحكم وتوجيه القنبلة.
أجنحة الطيران والتوجيه.
بطارية تزويد الأجهزة الإلكترونية للقنبلة بالطاقة الكهربية.
عندما تسقط الطائرة هذه القنابل فإنها لا تحتوي على محرك دفع مثل صواريخ كروز وانما تكتسب طاقة اندفاعها من سرعة الطائرة التي اطلقتها وتسقط تحت تأثير الجاذبية الأرضية، وتعمل الأجنحة على الحفاظ على استقرارها في مسارها.
إن نظام التحكم والتوجيه للقنبلة مع اجنحة الطيران يساعدان القنبلة الذكية لإدارة وتوجيه نفسها تجاه الهدف المحدد لها. فعندما تكون القنبلة في الجو يقوم نظام التحكم والتتبع بارشاد القنبلة ناحية الهدف على الأرض. تستخدم القنبلة الذكية نظام المجسات الإلكترونية لالتقاط المعلومات وارسالها إلى كمبيوتر التحكم والتي يتمكن من تحديد موضع الهدف بالنسبة للقنبلة وبالتالي يرسل اشارات للتحكم في أجنحة الطيران لتوجيه القنبلة في اتجاه الهدف بالضبط كما تعمل الأجنحة في الطائرة خلال طيرانها. تستمر عملية التقاط التوجيه حتى تصل القنبلة للهدف وعندها يعمل مفتاح اغلاق دائرة كهربية على اشعال المواد المتفجرة وهناك نوعان من مفاتيح الاشتعال الأول يقوم بتفجير المواد قبل ارتطامه بالهدف والثاني بمجرد اصطدامه بالهدف
آلية التوجيه والتحكم
تعتمد انظمة المجسات الإلكترونية لتوجيه القنبلة على كاميرا فيديو تعمل بالاشعة تحت الحمراء والأشعة المرئية أو عن طريق التوجيه بأشعة الليزر.
التوجيه الأشعة تحت الحمراء/أو الكهروضوئية
يمكن أن تزود القنابل والصواريخ بأجهزة إرشاد تلفزيوني أو أجهزة تعمل بالأشعة دون الحمراء. يرى الطيار المهاجم مسار وجهة القنبلة عبر الكاميرا المثبتة مقدمة القنبلة. وبإمكان الطيار اختيار هدفا قبل إطلاق القنبلة وتغذيته لنظام الكمبيوتر المتحكم بالقنبلة وهذا يعرف بالنظام الأوتوماتيكي حيث يتولى الكمبيوتر توجيه القنبلة إلى الهدف من خلال مقارنة صورة الموقع مع الصورة التي يلتقطها عبر الكاميرا. ويمكن للطيار ان يطلق القنبلة بدون تحديد الهدف مسبقا وهذا النظام اليدوي ووهنا يقوم الطيار بمراقبة الصورة التي ترسلها الكاميرا المثبته على القنبلة اختيار الهدف عندما تقترب القنبلة من الأرض.
ونظرا لأنه نظام بصري فإن تأثيره محدود عند ضعف الرؤية. وقد زودت كثير من الإصدارات الحديثة بنظام باحث يعتمد على الأشعة دون الحمراء باستطاعته العمل ليلا، أو عند تردي الرؤية.
التوجيه بالليزر
يمكن توجيه قنابل مثل بيفوي 2 و3 (Paveway II and III) باستخدام أشعة ليزر بذبذبات مشفرة تنعكس على الهدف. كما يمكن توجيه الليزر من الطائرة المهاجمة إلى طائرة أخرى أو فرقة عسكرية على الأرض- على مسافة قد تزيد على 10 أميال (16 كيلومترا). وتعكس أشعة الليزر الهدف مشكلة مخروطا مقلوبا. وتسقط الطائرة المهاجمة القنبلة في المخروط. وتتعرف القنبلة على المخروط وتهبط فيه وتقوم بتوجيه نفسها نحو مركزه (حيث الهدف) باستخدام الاجنحة.
وما أن يتم "تصويب" أجهزة الليزر على الهدف، حتى تحافظ على وضعها حتى لو تحرك الهدف أو مصدر الليزر من مواقعها. ولكن تحتاج القنبلة "لتحديد" الهدف - أي أن يظل مضاء بأشعة الليزر في جميع الأوقات حتى تقترب من الضرب وإلا فإنها ستضل طريقها.
وبإمكان الغيوم والدخان والضباب أو حتى المطر الغزير عرقلة أو حجب رؤية المخروط المنعكس الباهت مما يؤدي إلى إصابة القنبلة "بالعمى.
مقدمة قنبلة ذكية ويتضح خلف النافذة الكاميرا المثبته لتوجيه وارشاد القنبلة للهدف
القنابل الذكية الحديثة الصنع
قنبلة JDAM الأمريكية والتي تعنى ذخيرة الهجوم المباشر المشترك (American Joint Direct Attack Munition) عبارة عن طقم ذيلي تبلغ قيمته 21 ألف دولار أمريكي يحول القنابل التقليدية "الغبية" إلى أسلحة ذكية يمكن استخدامها حتى في الطقس الرديء. ويزعم أن دقتها في التصويب تقل عن 10 أمتار عن الهدف. ولها نظام إرشاد ذي قصور ذاتي مدعوم بنظام تحديد مواقع عالمي بالأقمار الصناعية. ويصل وزن القنبلة حوالي 907 كيلو جرام ووزن رأسها المتفجر 454 كيلو جرام.
قبل اسقاط القنبلة
يحتوي ذيل القنبلة JDAM على كمبيوتر التحكم بأجنحة الطيران ونظام إرشاد القصور الذاتي ونظام الـ GPS. يعمل مستقبل معلومات الـ GPS معلوماته من الأقمار الصناعية عن موقع الهدف على الأرض وتقوم اجهزة كمبيوتر الطائرة قبل اسقاط القنبلة بتغذية هذه المعلومات إلى كمبيوتر تحكم القنبلة والتي تحتوي على احداثيات موقع الهدف.
مرحلة اسقاط القنبلة
يقوم جهاز استقبال الـ GPS على قنبلة باستقبال المعلومات من شبكة الأقمار الصناعية التي يفهمها كمبيوتر التحكم ويرسل تعليماته للتحكم في اجنحة الطيران. وهذا يجعل القنبلة تهبط بنفسها إلى الهدف دون إعاقة من خلال الغيوم والسحب والغبار او ماشبه ذلك كما في النوع السابق وتبلغ كلفة الاجهزة المثبتة في الذيل لكل قنبلة 20000 دولار. وفي حال انقطعت عنه إشارات نظام تحديد المواقع العالمي بالأقمار الصناعية GPS أثناء هبوطه فإنه يتحول للعمل على نظام إرشاد القصور الذاتي.
حتى وأن عملت جميع الأنظمة على أحسن وجه، يبقى على طاقم الطائرة إتقان مهارات كبيرة لتوصيل هذه الأسلحة إلى وجهتها، غالبا ما يكون ذلك في ظروف صعبة وخطيرة. فالصواريخ لا تستطيع التفريق بين دبابة وجرافة. لذا يتعين على العسكريين تحديد ذلك.
لجميع الأسلحة خطوط محددة "شروط للإطلاق" لا تستطيع خارجها على الأرجح إصابة الهدف المقصود. فالقنبلة الموجهة بالليزر يتعين إطلاقها على ارتفاع وسرعة وزاوية تمنحها فرصة معقولة لتتبع مخروط الإرشاد الضوئي.
وإذا فقدت الأسلحة الذكية مسارها مما يعنى فقدها القدرة على التصويب على الهدف فإن القدرة على التحكم بها تصبح معدومة. فإذا كان الهدف جسر لسكة الحديد ووصل قطار يحمل مدنيين بينما الصاروخ في طريقه إلى الهدف فإنه ليس بوسع طاقم الطائرة عمل أي شيء لتدارك الموقف