المناخ الحار يسرّع تطور الثدييات :
أوضحت دراسة عملية جديدة إن المناخ له تأثير مباشر على " التطور الجيني" للثدييات.
فقد اكتشفت الدراسة التي نشرت في محاضر الجمعية الملكية للعلوم البيولوجية، انه بين أزواج من الثدييات من نفس النوع، فان حامض دي ان ايه يتطور بوتيرة أسرع بين الأزواج التي تعيش في المناطق الدافئة.
وتلك الطفرات- التي يحل فيها حرف من شفرة الحمض النووي محل آخر- هي أولى خطوات التطور.
ويستطيع الحمض النووي إن يتغير بشكل تدريجي كل مرة تنقسم فيها الخلية وتقوم باستنساخ نفسها.
لكن عندما تؤدي هذه التطورات إلى تغيير مفيد للحيوان- على سبيل المثال ان تجعله مقاوما لمرض معين- فغالبا ما يتم " اختياره" وتمريره إلى الأجيال القليلة الأولى التالية من نفس النوع.
ومثل هذه التطورات التي تؤدي إلى اختلافات فردية بين أفراد النوع لكن دون أن تسفر عن خلق أنواع جديدة يطلق عليها " تطورات أو طفرات صغيرة".
ولا تعتبر فكرة تسارع وتيرة التطورات الصغيرة في البيئات الادفأ جديدة، لكن هذه هي المرة الأولى التي يظهر فيها مثل هذا التأثير في الثدييات التي ينتمي إليها الإنسان، والتي تنظم درجات حرارة أجسادها.
" ولم يكن هذا متوقعا" كما يقول البروفسير لين جيلمان من جامعة أوكلاند للتكنولوجيا والمشرف على فريق الدراسة.
ويقول جيلمان " لقد سبق أن وجدنا نتيجة مماثلة في أنواع النباتات، ووجد باحثون آخرون نفس النتيجة في الحيوانات البحرية. لكن حيث إن مثل هذه الكائنات يتم تنظيم درجة حرارة أجسامها عن طريق البيئة مباشرة- فقد افترض الجميع أن التأثير حدث بسبب أن المناخ يغير معدل التمثيل الغذائي".
ويعتقد العلماء أن هذه العلاقة بين درجة الحرارة ومعدل الأيض أو التمثيل الغذائي يعني، في البيئات الأكثر دفئا، أن الخلايا الجرثومية التي تتحول في نهاية المطاف إلى خلايا منوية أو بويضات تنقسم بشكل متكرر.
ويوضح البروفسير جيلمان إن " الزيادة في انقسام الخلايا يوفر فرصا أكثر للتطورات في أفراد النوع خلال فترة معينة من الوقت".
وأضاف " وهذا يزيد من احتمال حدوث طفرات من المفيد أن يتم اختيارها ضمن الأنواع.
.....................و الله ولي التوفيق.