انطلقت مسيرة مليونية من جميع ميادين الإسكندرية، أمس، هى الرابعة من نوعها منذ تفجر مظاهرات 25 يناير الماضى، وتوحد مئات الآلاف من المتظاهرين على مطلب واحد وهو «تنحى الرئيس مبارك»، فيما أعلنوا رفضهم لأى مفاوضات لا تضع هذا المطلب على رأس جدول التفاوض.
وردد المتظاهرون ووصل عددهم قرابة المليون، هتافات مناوئة للنظام من بينها «ما تعبناش.. ما تعبانش.. الحرية مش ببلاش»، «شد حيلك يا بلد.. الحرية بتتولد»، و«مصر يا ما يا بهية.. لسه ولادك ميه ميه».
وعلى جانب موازٍ أصدرت القوى الوطنية بالإسكندرية بيانا، أمس، بعنوان «ثورة الشعب المصرى.. ثورة كل المصريين بكل فئاتهم» أكدت فيه استمرار النضال لأجل رحيل الرئيس مبارك، فيما أكدت لجنة الحريات بجامعة الإسكندرية، فى بيانها استمرار مساندتها للثورة الشعبية التى قادها شباب مصر يوم 25 يناير، مشيرة إلى أن الثورة جاءت للقضاء على إهدار كرامة المصريين طيلة 30 عاما، وانتهاك الحقوق وتبديد ثروات مصر وتخريب المؤسسات الوطنية لصالح فئة مقربة من النظام الحاكم، بحسب البيان.
وفى سياق متصل أصدرت أمانة حزب التجمع بالمحافظة، بيانا أدانت فيه تحركات بعض القوى السياسية ومحاولاتها «الالتفاف على ثورة الشباب»، معتبرة أن الجهة الوحيدة المخول لها التفاوض مع النظام هم «الشباب الذين نجحوا فى إنجاح الثورة»، فيما أبد البيان استنكاره لحجم التنازلات التى تقدمها القوى السياسية، مشددا على ضرورة التمسك بمطالب الثوار فى إسقاط النظام بالكامل ومحاكمة رموزه.
وفى الجانب ذاته أصدر تجمع مهندسى مصر «تحت الحراسة»، بيانا بعنوان «لابد لليل أن ينجلى ولابد للقيد أن ينكسر»، أكدوا فيه مساندتهم لشباب مصر وثورتهم ضد الفساد والظلم والقهر والتبعية، بحسب ما جاء بالبيان، مطالبين بتنحى النظام وإفساح المجال لقيادة يختارها الشباب فى فترة انتقالية مدتها عام، وتعيين حكومة إنقاذ وطنى مؤقتة من القوى الوطنية المشاركة فى التغيير، فضلا عن إلغاء قانون الطوارئ وجميع القوانين المقثيد للحريات، ومحاكمة المتورطين فى قمع المتظاهرين وإطلاق الرصاص عليهم.
هذا فى الوقت الذى واصل فيه مئات الشباب اعتصامهم لليوم الرابع على التوالى بميدان محطة سيدى جابر وسط الإسكندرية، وأعلنوا رفضهم لمبدأ «التفاوض المشروط»، وأكدوا إصرارهم على رحيل الرئيس مبارك عن الحكم، فيما نصبوا الخيام أمام محطة القطار استعدادا لاستكمال «أسبوع الصمود»، وفى جانب آخر عادت الحياة إلى طبيعتها تدريجيا، أمس، إلى شوارع الإسكندرية، وشهدت عددا من المصالح الحكومية والبنوك زحاما شديدا، منذ أمس الأول، وأبدى عدد من الأهالى قلقهم بسبب اختفاء أختام «النسر» خلال حرائق أقسام الشرطة، وإمكانية وقوعها فى أيدى الخارجين عن القانون.