من المحتمل أن نستيقظ، ذات صباح، لنجد ذلك الجدل الأخلاقي المثار حول الخلايا الجذعية، وقد انتهى ونسي تماما، بعد أن تبين أن السائل الأمنيوسي (السائل الذي يحيط بالجنين داخل رحم الأم)- وليس الجنين- يمكنه إنتاج كل أنواع الخلايا التي يحتاجها الجسم في يوم واحد.
حتى يومنا هذا، كانت الأجنة هي المصدر الأساسي لهذه الخلايا، غير أن استخلاصها من الجنين أثيرت حوله مشكلة أخلاقية، غير أن العلماء في معهد ماكس بلانك للجينات الجزيئية في برلين تمكنوا من تحويل خلايا السائل الأمنيوسي إلى خلايا جذعية مستحثة متعددة القدرات (آي. بي. إس).
وبحسب الدراسة التي نشرتها مجلة "بي إل أوه إس وان" العلمية المتخصصة، فإن هذه الخلايا الجذعية المستحثة متعددة القدرات، المستخلصة من السائل الأمنيوسي يصعب التفرقة بينها وبين الخلايا الجذعية الجنينية، لكنها "تتذكر" من أين أتت.
وأوضح الباحثون أن الخلايا الجذعية المستحثة الموجودة في السائل الأمنيوسي، بوسعها أن تشكل أنماطا مختلفة من الخلايا البشرية، كما اكتشفوا أن الخلايا الجذعية المستحثة متعددة القدرات يمكنها تذكر نوع الخلية الأصلية التي تكونت منها.
خلال عملية إعادة برمجة الخلايا، يبدو أن العديد من الجينات التي تتحكم في تطور الخلايا الجزعية تظل نشطة، وهذا يؤكد ما توصلت إليه أبحاث أخرى حديثة، أظهرت أن الخلايا الجذعية المستحثة المستخلصة من أنسجة مميزة تميل أكثر إلى اتباع مسار النمو المقدر لها مسبقا، عن التباين العفوي.