موضوع: الذكرى (56) لإندلاع ثورة الجزائر العربية المسلمة (ذكرى الفاتح من نوفمبر) الإثنين 1 نوفمبر - 12:40:19
ثورة 1 نوفمبر 1954 ثورة التحرير الجزائرية //
اقتباس :
بمناسبة حلول الذكرى الـ56 لثورة أول نوفمبر
سقط لفداء هذا الوطن الغالي المسقي بالدماء مليون و نصف مليون شهيد
هؤلاء الأبرار الذين آثروا الموت على حياة الذل و المهانة
شعب الجزائر الذي لا يقبل أن يطمس أحد كرامته بالأرض
الشعب الشجاع ذا الدم الحار ..المناظل..
يقول شاعر التورة الجزائرية مفدي زكريا " رحمه الله "
شربت العقيدة حتى الثمالــــة ....فأسلمت وجهي لـرب الجلالــه ولولا الوفـاء لإسلامنــــا.... لمـا قرر الشعب يومـا مآلـــه ولولا استقامــة أخلاقنــــا.... لمـا أخلص الشعب يوما نضالــه هو الدين يغمـر أرواحنــا.... بنـور اليقيـن ويرسي العدالــه إذا الشعب أخلـف عهد الإلــه.... وخـان العقيــدة فارقُب زواله
ونجده يكرر الصورة نفسها في إلياذته بمناسبة 1 نوفمبر إذ يقول::
تأذن ربك ليلـة قــــــدر.... وألقى الستــار على ألف شهـر وقال لـه الشعب: أمـرَك ربــي.... وقال لـه الرب: أمــرُك أمـري ولعلع صـوت الرصاص يــدوّي.... فعـاف اليراع خـرافة حبـــر وتأبى المــدافع صوغ الكلام.... إذا لم يكـن من شواظ وجمــر وتأبى القنـابل طبع الحــروف.... إذا لم تكـن من سبائك حُمـــر وتأبى الصفائح نشر الصحـائف ....ما لم تكــن بالقرارات تســري ويأبـى الحديد استمـاع الحديث.... إذا لم يـكن من روائـع شعـري نفمبــر غيرت فجر الحيــاة ....وكنت نفمبـر مطلـع فجــر
يقول في قصيدته "البردة الوطنية" سنة 1937:
تونس والجزائر اليوم، والمغـــرب.... شعب لن يستطيع انفصـــالا وحدة أحكـم الإلـه سَـداهـا،.... مـــن يـرد قطعـه أراد محالا نبتـت من أب كريـم وأمّ سمـتْ.... في الحــياة عمًّــا وخــالا نصبـوا بينــها حـدودا من الـ.... ألـواح، جهلا وخدعـة، وضلالا فاجعلـوا إن أردتـم الكون سـ ....ـدًّا، وضعوا البحر بيننا والجبـالا نحن روح مـزاجه الضـاد والد ....يـن، فلـن يستطيع قطّ انحـلالا كلما رمتـم افتراقــا قرُبنــا ....وعقدنــا محبة واتصــــالا :ويصل المغرب بالمشرق في هذه الدعوة الملحة التي أرسلها في الذكرى الثانية للثورة: رسول الشرق قل للشـرق إنــا على.... عهـد العروبة سوف نبقــى وإمـا بالجزائر أنكــرونـــا سنخرق ....وصمة الإجمـاع خرقــا سيعتـرف الزمان غـدًا بأنـــا سبقنـا.... وثبـة الأقـدار سبــقا وأنـا في الجزائـر خيـر شعب ....عروبتــه مدى الأجيـال وُثقَـى وأن الوحـدة الكبرى إذا مـــا ....تحــررت الجزائر سوف تبقــى.
المقاطع الأولى للإلياذة::
جزائر يا لحكـاية حبـــــي.... ويا من حملت السلام لقلبـــي ويا من سكبت الجمـال بروحـي.... ويا من أشعت الضيـاء بدربــي ولولا العقيدة تغمــر قلبـــي.... لما كنـت أومـن إلا بشعبـــي وإما ذكرتك شع كيـــانــي.... وإما سمعـت نــداك ألبـــي ومهما بعــدت، ومهمـا قربت ....غرامك فــوق ظنوني ولبــي
و يقول أيضا
بلادي أحبك فوق الظنــون.... وأشدو بحبـك في كــل نـادي عشقت لأجلك كل جميــــل.... وهمـت لأجــلك في كل واد ومن هـام فيك أحب الجمـال.... وإن لامه الغشم قال: بـــلادي لأجل بلادي عصرت النجــوم.... وأترعت كأسي وصغت الشوادي
قد مددنا لـك يا مـــجد يــــدا وعقدنا العزم أن تـحيا الجزائر
فاشهدوا .. فاشهدوا .. فاشهدوا
شعر: شاعرالثورة مفدي زكريا
بيان ثورة الفاتح من نوفمبر 1954 ( وثيقة تاريخية )
بسم الله الرحمن الرحيم نداء إلى الشعب الجزائري هذا هو نص أول نداء وجهته الكتابة العامة لجبهة التحرير الوطني إلى الشعب الجزائري في أول نوفمبر 1954 " أيها الشعب الجزائري . أيها المناضلون من أجل القضية الوطنية. أنتم الذين ستصدرون حكمكم بشأننا - نعني الشعب بصفة عامة ، والمناضلين بصفة خاصة - نعلمكم أن غرضنا من نشر هذا الاعلان هو أن نوضح لكم الأسباب العميقة التي دفعتنا إلى العمل ، بأن نوضح لكم مشروعنا والهدف من عملنا ، ومقومات وجهة نظرنا الأساسية التي دفعتنا إلى الاستقلال الوطني في إطار الشمال الإفريقي .ورغبتنا أيضًا هو أن نجنبكم الالتباس الذي يمكن أن توقعكم فيه الامبريالية وعملاؤها الاداريون وبعض محترفي السياسة الانتهازية. فنحن نعتبر ، قبل كل شيء أن الحركة الوطنية - بعد مراحل من الكفاح - قد أدركت مرحلة التحقيق النهائية ، فإذا كان هدف أي حركة ثورية -في الواقع -هو خلق جميع الظروف الثورية للقيام بعملية تحريرية ، فإننا نعتبر أن الشعب الجزائري ، في أوضاعه الداخلية متحدًا حول قضية الاستقلال والعمل ، أما في الأوضاع الخارجية فإن الانفراج الدولي مناسب لتسوية بعض المشاكل الثانوية التي من بينها قضيتنا التي تجد سندها الديبلوماسي وخاصة من طرف إخواننا العرب والمسلمين. إن أحداث المغرب وتونس لها دلالتها في هذا الصدد ، فهي تمثل بعمق مراحل الكفاح التحريري في شمال إفريقيا . ومما يلاحظ في هذا الميدان أننا منذ مدة طويلة أول الداعين إلى الوحدة في العمل . هذه الوحدة التي لم يتح لها مع الأسف التحقيق أبدًا بين الأقطار الثلاثة. إن كل واحد منها إندفع اليوم في هذا السبيل ، أما نحن الذين بقينا في مؤخرة الركب فإننا نتعرض إلى مصير من تجاوزته الأحداث وهكذا ، فإن حركتنا الوطنية قد وجدت نفسها محطمة ، نتيجة لسنوات طويلة من الجمود والروتين ، توجيهها سيء ، محرومة من سند الرأي العام الضروري ، قد تجاوزتها الأحداث ، الأمر الذي جعل الاستعمار يطير فرحًا ظنًّا منه أنه قد أحرز أضخم انتصاراته في كفاحه ضد الطليعة الجزائرية. إن المرحلة خطيرة . أمام هذه الوضعية التي يخشى أن يصبح علاجها مستحيلاً ، رأت مجموعة من الشباب المسؤولين المناضلين الواعين التي جمعت حولها أغلب العناصر التي لا تزال سليمة ومصممة ، أن الوقت قد حان لإخراج الحركـــــة الوطنية من المأزق الذي أوقعها فيه صراع الأشخاص والتأثيرات لدفعها إلى المعركة الحقيقية الثورية إلى جانب إخواننا المغاربة والتونسيين . وبهذا الصدد فإننا نوضح بأننا مستقلون عن الطرفين اللذين يتنازعان السلطة ، إن حركتنا قد وضعت المصلحة الوطنية فوق كل الاعتبارات التافهة والمغلوطة لقضية الأشخاص والسمعة ، ولذلك فهي موجهة فقط ضد الاستعمار الذي هو العدو الوحيد الأعمى، الذي رفض أمام وسائل الكفاح السلمية، أن يمنح أدنى حرية . ونظن أن هذه الأسباب كافية لجعل حركتنا التجديدية تظهر تحت إسم : جبهة التحرير الوطن. وهكذا نتخلص من جميع التنازلات المحتملة ، ونتيح الفرصة لجميع المواطنين الجزائريين من جميع الطبقات الاجتماعية ، وجميع الأحزاب والحركات الجزائرية، أن تنظم إلى الكفاح التحريري دون أدنى اعتبار آخر . ولكي نبين بوضوح هدفنا فإننا نسطر فيما يلي الخطوط العريضة لبرنامجنا السياسي. الهدف : الاستقلال الوطني بواسطة : 1 - إقامة الدولة الجزائرية الديمقراطية الاجتماعية ذات السيادة ضمن إطار المبادىء الاسلامية. 2 - إحترام جميع الحريات الأساسية دون تمييز عرقي أو ديني . الأهداف الداخلية : 1 - التطهير السياسي بإعادة الحركة الوطنية إلى نهجها الحقيقي والقضاء على جميع مخلفات الفساد وروح الاصلاح التي كانت عاملاً هَامًا في تخلفنا الحالي . 2 - تجميع وتنظيم جميع الطاقات السليمة لدى الشعب الجزائري لتصفية النظام الاستعماري . الأهداف الخارجية : - تدويل القضية الجزائرية . - تحقيق وحدة شمال إفريقيا في داخل إطارها الطبيعي العربي والاسلامي . - في إطار ميثاق الأمم المتحدة نؤكد عطفنا الفعال تجاه جميع الأمم التي تساند قضيتنا التحريرية. وسائل الكفاح : إنسجَامًا مع المبادىء الثورية ، وإعتبارًا للأوضاع الداخلية والخارجية ، فإننا سنواصل الكفاح بجميع الوسائل حتى تحقيق هدفنا . إن جبهة التحرير الوطني، لكي تحقق هدفها يجب عليها أن تنجز مهمتين أساسيتين في وقت واحد وهما : العمل الداخلي سواء في الميدان السياسي أو في ميدان العمل المحض، والعمل في الخارج لجعل القضية الجزائرية حقيقة واقعة في العالم كله، وذلك بمساندة كل حلفائنا الطبيعيين . " إن هذه مهمة شاقة ثقيلة العبء وتتطلب كل القوى وتعبئة كل الموارد الوطنية ". وحقيقة أن الكفاح سيكون طويلاً ولكن النصر محقق . وفي الأخير، وتحاشياً للتأويلات الخاطئة وللتدليل على رغبتنا الحقيقية في السّلم، وتحديدًا للخسائر البشرية وإراقة الدّماء ، فقد أعددنا للسلطات الفرنسية وثيقة مشرفة للمناقشة إذا كانت هذه السلطات تحدوها النيّة الطيّبة، وتعترف نهائيًا للشعوب التي تستعمرُها بحقها في تقرير مصيرها بنفسها . 1 - الاعتراف بالجنسية الجزائرية بطريقة علنية ورسمية، ملغية بذلك كل الأقاويل والقرارات والقوانين التي تجعل من الجزائر أرضًا فرنسية رغم التاريخ والجغرافيا واللغة والدين والعادات للشعب الجزائري . 2 - فتح مفاوضات مع الممثلين المفوضين من طرف الشعب الجزائري على أساس الاعتراف بالسيادة الجزائرية وحدة لا تتجزأ . 3 - خلق جو من الثقة وذلك بإطلاق سراح جميع المعتقلين السياسيين ورفع كل الإجراءات الخاصة وإيقاف كل مطاردة ضد القوات المكافحة . وفي المقابل : 1 - فإن المصالح الفرنسية، ثقافية كانت أو اقتصادية والمتحصل عليها بنزاهة ستحترم، كذلك الأمر بالنسبة للأشخاص و العائلات. 2 - جميع الفرنسيين الذين يرغبون في البقاء بالجزائر يكون لهم الاختيار بين جنسيتهم الأصليــــــــــــة ويعتبرون بذلك كأجانب تجاه القوانين السارية، أو يختارون الجنسية الجزائرية وفي هذه الحالــــــــــة يعتبرون كجزائريين بما لهم من حقوق وما عليهم من واجبات. 3 - تحدد الروابط بين فرنسا والجزائر وتكون موضوع اتفاق بين القوتين الإثنتين على أساس المساواة والاحترام المتبادل. أيها الجزائري إننا ندعوك لتبارك هذه الوثيقة. وواجبك هو أن تنضم إليها لإنقاذ بلدنا والعمل على أن نسترجع له حريته، إن جبهة التحرير الوطني هي جبهتك. وانتصارها هو إنتصارك. أما نحن، العازمون على مواصلة الكفاح، الواثقين من مشاعرك المناهضة للامبرياليين، فإننا نقدم للوطن أنفــس ما نملك.
فاتح نوفمبر 1954 الأمــــانــــة الـــوطـنــيـــة
مجموعة 22 التاريخية مفجري ثورة التحرير الوطني في الفاتح نوفمبر 1954 المؤتمرة بأمر قائد الثورة