Mohamed سفراء المنتدى
عدد المساهمات : 751 تاريخ التسجيل : 22/04/2009
بطاقة الشخصية الوطن: حالتك في المنتدى:
| موضوع: معنى الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم السبت 7 أغسطس - 16:50:35 | |
| معنى الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم
وأصل هذه اللفظة يرجع إلى معنين:
أحدهما: الدعاء و التبريك.
والثاني: العبادة, فمن الأول قوله تعالى: {خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِهَا وَصَلِّ عَلَيْهِمْ إِنَّ صَلاتَكَ سَكَنٌ لَهُمْ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ}التوبة:103, و قوله تعالى في حق المنافقين: { وَلا تُصَلِّ عَلَى أَحَدٍ مِنْهُمْ مَاتَ أَبَداً وَلا تَقُمْ عَلَى قَبْرِهِ إِنَّهُمْ كَفَرُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَمَاتُوا وَهُمْ فَاسِقُونَ}التوبة:84, و قول النبي صلى الله عليه وسلم: " إذا دعي أحدكم إلى الطعام فلجيب, فإن كان صائما فليصل", فسرهما, قيل: "فليدع لهم بالبركة" وقيل: " يصلي عندهم" بدل أكله
.
وقيل: إن الصلاة في اللغة معناها الدعاء.
والدعاء نوعان: دعاء عبادة, و دعاء مسألة, و العابد داع كما أن السائل داع, وبهما فسر قوله تعالى: {وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ}غافر: الآية 60, قيل: أطيعوني أثبكم, و قيل: سلوني أعطكم, و فسر بهما قوله تعالى: {وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ}البقرة:الآية186.
والصواب: أن الدعاء يعم النوعين ,و هذا لفظ متواطئ لا اشتارك فيه, فمن استعماله في دعاء العبادة قوله تعالى: {قُلِ ادْعُوا الّذِينَ زَعَمْتُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ لا يَمْلِكُونَ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَلا فِي الأَرْضِ}سـبأ: الآية22,
وقوله تعالى: { َالَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ لا يَخْلُقُونَ شَيْئاً وَهُمْ يُخْلَقُونَ}النحل:20, وقوله تعالى: {قُلْ مَا يَعْبَأُ بِكُمْ رَبِّي لَوْلا دُعَاؤُكُمْ فَقَدْ كَذَّبْتُمْ فَسَوْفَ يَكُونُ لِزَاماً}الفرقان:77.
والصحيح من القولين: لولا أنكم تدعونه و تعبدونه, أي شيء يعبأ بكم لولا عبادتكم إياه, فيكون المصدر مضافا إلى الفاعل, و قال تعالى: {ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعاً وَخُفْيَةً إِنَّهُ لا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ}لأعراف:55,وقال تعالى إخبارا عن أنبيائه و رسله: {إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَباً وَرَهَباً وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ}الأنبياء:الآية90. وهذه الطريقة أحسن من الطريقة الأولى, ودعوى الاختلاف في مسمى الدعاء, و بها تزول الإشكالات الواردة على اسم الصلاة الشرعية, هل هو منقول عن موضعه في اللغة فيكون حقيقة شرعية أو مجازا شرعيا.
فعلى هذا تكون الصلاة باقية على مسامها في اللغة, وهو الدعاء, و الدعاء: دعاء عبادة,و دعاء مسألة, والمصلي من حين تكبيره إلى سلامه بين دعاء العبادة و دعاء المسألة, فهو في صلاة حقيقية لا مجاز, و لا منقولة, لكن خص اسم الصلاة بهذه العبادة المخصوصة, كسائر الألفاظ التي يخصها أهل اللغة و العرف ببعض مسماها, ك الدابة, و الرأس, و نحوهما, فهذا غاية تخصيص اللفظ و قصره على بعض موضوعه, و لهذا لا يوجب نقلا و لا خروجا عن موضوعه الأصلي, و الله أعلم.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
جلاء الأفهام في الصلاة والسلام على خير الأنام
| |
|