موضوع: رمضان وتحفيز الطاقات الخميس 15 يوليو - 0:31:35
اخوانى ..اخواتى الكرام
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بمناسبة انتهاء شهر رجب ..وطبعا يليه شهر شعبان ..واللى بيمر بسرعة البرق
حبيت انقل لكم هذا الموضوع عن استقبال شهر رمضان المعظم..وكيفية تحفيز الطاقات فيه .
نسأل الله العلى القدير ان يهله علينا بكل الخير والسلام ..
كان الإسلام، ولا يزال، مصدرًا هائلاً لشحن همم المؤمنين وسمو نفوسهم من أجل أن يقدموا كل غالٍ ونفيس خدمة لهذا الدين لكي يسود العالم، بمبادئه ورقيه. وهناك تلازم كبير بين الصوم وبين تفجير الطاقات الإيمانية الكامنة في نفس كل مسلم.
فالمسلم حين يصوم فإنه يحقق معنى الاستعلاء على ضرورات الأرض، وما فيها من عوامل الإغراء والجاذبية، طاعة وتعظيمًا لله؛ فلا يستذله مال، ولا سلطان، ولا شهوة، ولذلك نجد أن المسلمين الأوائل فتحوا الأرض جهادًا رافعين راية هذا الدين الحنيف، وقد فعلوا ذلك من خلال جيوش الفتح المتدينة الطاهرة الملتزمة. بالصوم يجاهد المسلم نفسه
يقول د. سعد أبو المعاطي أستاذ التاريخ الإسلامي: إذا كانت قوى العدوان والغطرسة الصليبية الصهيونية قد أحكمت الحصار على بلاد المسلمين، فإنه لا مجال أمام أمتنا سوى المقاومة ورفع راية الجهاد ضد العدو الذي يحتل الأرض وينهب ثرواتنا. والمقاومة لابد لها من رجال يقاومون أنفسهم أولاً وينتصرون عليها وعلى شيطانهم، ثم يقاومون عدوهم.
ويرى د. أبو المعاطي أنه على امتداد تاريخنا الإسلامي كان الصوم محركًا ودافعًا للمسلمين لكي تزداد مقاومتهم، وتتوهج روح الجهاد في قلوبهم. فثمة علاقة وطيدة بين صيام رمضان وبين الجهاد في سبيل الله، فالصيام جهاد النفس بمنعها عن مألوفها، والجهاد هو بذل النفس والنفيس لله تعالى، فمن صام صيامًا حقيقيًا كما أراد الله تعالى روَّض نفسه ووقف ضد رغباتها وطبائعها فذلت له وانقادت له، فلولا جهاد النفس ما استطاع المسلم مجاهدة العدو، لذا قال العلماء: إنَّ جهاد النفس مقدم على جهاد العدو؛ فإنه ما لم يجاهد نفسه أولاً لِتفعل ما أُمِرت به وتترك ما نُهيت عنه، لم يمكنه جهاد عدوه من الخارج، فكيف يمكن جهاد عدوه والانتصاف منه وعدوه الذي بين جنبيه قاهر له متسلط عليه؟ فالصيام من أهم وسائل مجاهدة النفس التي هي السبيل لمجاهدة العدو، فعندما يدعو داعي الجهاد: أن حي على الجهاد تطاوعه نفسه فلا تعصيه فيبذلها صبرًا وقتلاً في سبيل ربه سبحانه وتعالى.
روح المقاومة والجهاد
ولكن هناك من يجعل الجهاد والمقاومة في الدرجة الثانية ويجعله جهادًا أصغر، وهو ما يرفضه د. محمد عبد المنعم البري الرئيس السابق لجبهة علماء الأزهر والأستاذ بجامعة الأزهر؛ إذ يؤكد أن الحديث الذي يتناقله الناس على نطاق واسع وهو (رجعنا من الجهاد الأصغر إلى الجهاد الأكبر) .. إنما هو من الأحاديث المدسوسة والتي ترددت على لسان جهلة الصوفية. فالجهاد في سبيل الله هو ذروة سنام الإسلام، كما في الحديث الصحيح: (ألا أدلكم على رأس الأمر وعموده وذروة سنامه .. رأس الأمر الإسلام وعموده الصلاة وذروة سنامه الجهاد في سبيل الله). ومنزلة الشهيد هي أعظم المنازل، وقد منحه الله من المنح والمنازل ما يفوق الحصر، ومنها أنه يشفع في سبعين من أهل النار من بين أقاربه ومعارفه وأصدقائه.
ويضيف د. البري: إن الصوم كان وسيبقى محركًا للأمة الإسلامية لكي تبقى مقاومة مجاهدة لا تلين لها قناة، ولا تستسلم أبدًا مهما بلغ ضعفها، وهذا ما يفسر لنا سر خوف الغرب من أمتنا على الرغم مما تعيشه من حالة ضعف وتفتت، فهم يعلمون أن قوة الأمة موجودة وهي كامنة ومستترة؛ لأن القرآن موجود، والإسلام لم يمت.
مكافأة الانتصار على النفس
ويلفت د. طه أبو كريشة الأستاذ بجامعة الأزهر أنظارنا إلى ملمح آخر، وهو أن الله سبحانه وتعالى أراد أن يبين لنا أن النصر على الأعداء يأتي مكافأة للانتصار على أنفسنا، فالإنسان الذي ينتصر على نفسه عمليًا خلال المعسكر الإيماني في رمضان الذي يتدرب فيه على الطاعات والبعد عن المعاصي، ولا يكتمل صيامه إلاّ بنجاحه في كل ما يُختبر فيه من ناحية الطاعة أو المعصية، مؤهل لأن ينتصر على عدوه في ميادين القتال.
فالصيام إذًا أشبه بإعلان التعبئة العامة القصوى في ميدان جهاد النفس، فكان مناسبًا أن يُكلّف المسلمون بالجهاد الآخر وهم في حالة تعبئة إيمانية عامة بمثابة المقدمات للنصر في مشهد إيماني ينصرون فيه دين الله وينفذون تعاليمه، إذن فجواب الشرط وهو الانتصار حان وقته وأوانه.
ويؤكد د. أبو كريشة أنه إذا كان الدفاع عن المال يُعدّ من الجهاد فما بالنا بالدفاع عن الأرض والعرض؟ فهما من أعلى درجات الجهاد.
ويضيف د. أبو كريشة: إن الصوم يعلمنا الصبر، وممارسة الشدائد، ومجانبة الترف والرذيلة، ويعوِّدنا على الحياة الخشنة، والظروف القاسية، وهى عناصر لابد منها لتكوين الشخصية العسكرية، ولن تستطيع أرقى الكليات العسكرية في العالم أن تدعم هذه الأخلاق في نفس الجندي كما يدعمها الصوم الحقيقي.
إن الصوم باقٍ إلى يوم الدين كمرحلة إعدادية للجهاد، والجهاد كذلك باق إلى يوم الدين كمرحلة عملية للصوم تُستثمر فيها التدريبات السابقة، وتبرز قدرات الصائمين.
روح البر في رمضان
من جانبها تؤكد السيدة منى صلاح، من رائدات العمل الخيري التطوعي، أن روح العطاء والبذل موجودة في نفوس المسلمين بشكل واضح، فالخير أنهار في هذه الأمة ولكنه يحتاج إلى من يفجرها.
فالمسلمون العاديون حينما يثقون في الذين يسعون لتخفيف معاناة فقراء الأمة فإنهم يعطونهم بكرم. ومن خلال عملي في هذا المجال فإنني أجد أقوامًا من المسلمين يعطون الكثير والكثير في هذا الشهر.
وأنا أفسر هذا البذل وهذا العطاء على أنه نجاح في محاربة النفس والانتصار عليها وعلى شحها وبخلها، فالمسلم في هذه الحالة تحلى بروح مقاومة نفسه وحبها للمال وحبها للدنيا، ونجح في الانتصار عليها لصالح الأمة كلها.
ولو شاعت هذه الروح في الأمة فهي بداية للقضاء على الفقر فيها، فالمسلمون أغنياء، ولكن تتفاوت بينهم الثروات بشكل كبير، ولو نجحت مشروعات جمع الزكاة وعمل صناديق لها، ومشروعات تكافل كبرى، فسوف يكون لذلك تأثير هائل في تغيير حياة المسلمين.
حاجتنا لفقه وثقافة المقاومة
ومن جهته يرى د. صلاح خالد -أستاذ علم الاجتماع- لرمضان في هذه الأعوام بُعد مقاومة واضح، تترسخ فيه ثقافة المقاومة، ويتعمق فيه "فقه المقاومة" في الشخصية الإسلامية، فمن المتفق عليه أن أعداء الإسلام من اليهود والصليبيين بقيادة الأمريكان، يشنون الحرب الصهيونية الصليبية على الإسلام نفسه، وعلى القرآن والسنة، وعلى كل مسلم ومسلمة، باسم الحرب على الإرهاب والتعصب والتطرف. وهم كاذبون في ادّعاءاتهم، فالمستهدف بحربهم الشيطانية هو الإسلام بكل ما يمثله من حق.
ويضيف د. صلاح خالد أن ميدان مجال مقاومة الحملة الصهيونية الصليبية واسع عريض، وليس مقصورًا على حمل السلاح وإطلاق النار، فالمقاومة العسكرية هي أفضل أنواع الجهاد، لكنها ليست الأسلوب الوحيد، ولكن هناك ميادين أخرى للمقاومة وهي ميادين نشر ثقافة المقاومة، والتفقه بفقه المقاومة، ولتكن البداية من هذه الأيام الرمضانية المباركة.
فالصوم نفسه جهاد ومقاومة، والالتزام بالصلوات جهاد ومقاومة، والابتعاد عما حرمه الله جهاد ومقاومة، وأداء ما أوجب الله جهاد ومقاومة، والالتزام الجاد الصادق بالإسلام جهاد ومقاومة، وتثبيت الأقدام على طريق الحق جهاد ومقاومة. مدرسة الصوم ومدرسة الجهاد
يقول الشيخ محمود عاشور وكيل الأزهر الأسبق: لقد عُرفت الأمة الإسلامية بأنها الأمة المجاهدة، فهي أمة تستفيد من مدرسة الصوم لمدرسة الجهاد، ويوم يضعف فيها وازع الصوم ستنحل فيها عزيمة الجهاد، وطالما هي صائمة فهي محاربة. ولهذا كانت معظم انتصارات المسلمين في رمضان، ولا عجب في ذلك؛ فالصوم تدريب على الجندية والجهاد وتطبيق لهما. ولم يكن من قبيل المصادفة أن تحصل هذه الانتصارات في شهر الصيام.
ففي السنة الثانية من الهجرة وفي أول رمضان يصومه المسلمون تم أعظم انتصار حاسم للمسلمين؛ إذ وقعت غزوة بدر الكبرى، وذلك في أول مواجهة بين قوى الشرك وبين الإسلام. كان هذا النصر منعطفًا في خط سير الدعوة انتقلت به من مرحلة إلى مرحلة، وبدأ الوجود الدولي للمسلمين يتحقق؛ لأنهم أصبحوا دولة تملك القوة العسكرية، وتنمي جيشها بالسلاح والتدريب المستمر.
وفي رمضان من السنة الخامسة للهجرة كان استعداد المسلمين لغزوة الخندق التي وقعت في شوال من السنة نفسها، وفي رمضان من هذا العام وجه الرسول السرايا لهدم الأصنام.
وفي رمضان من السنة الثامنة للهجرة تم الفتح الأعظم، فتح مكة، واستسلم سادتها بعد طول عداوة ودخلوا في دين الله أفواجًا.
وفي رمضان من السنة التاسعة حدثت بعض أعمال تبوك وعاد الرسول من هذه الغزوة في رمضان نفسه.
وفي رمضان من السنة العاشرة بعث الرسول علي بن أبى طالب على رأس سرية إلى اليمن وحمل معه كتابًا إليهم. وفي رمضان عام ثلاثة وخمسين من الهجرة فتح العرب (رودس). وفي رمضان عام واحد وتسعين من الهجرة نزل المسلمون إلى الشاطئ الجنوبي للأندلس وظهرت بشائر النصر، وفي رمضان عام اثنين وتسعين من الهجرة انتصر القائد المسلم طارق بن زياد على الملك لذريق ودام وجود المسلمين في الأندلس ثمانية قرون نشروا فيها علومهم، وأبرزوا مواهبهم، وصنعوا فيها حضارة للعالم كله.
وفي رمضان عام أربعة وثمانين وخمسمائة كان البطل المسلم صلاح الدين قد أحرز انتصارات كبيرة على الصليبيين. وفي رمضان عام ثمانية وخمسين وستمائة من الهجرة.. هزم المسلمون جنود التتار في عين جالوت. وفي رمضان عام 1383هـ انتصر الجيش المصري على الجيش الإسرائيلي انتصارًا عظيمًا استرجع به أرضه ورفع به وزره واسترد كرامته.
عبد الكريم. سفراء المنتدى
عدد المساهمات : 3793تاريخ التسجيل : 22/05/2009 الموقع : اتمني ان يكون الجنة المزاج : مرح والحمد لله