بقيت العلاقات المصرية \ السورية، على عهد الوحدة، مع عراق حركة يوليو \
تموز 1958 تطرح باشكالية، حيث اتخذت جانب الدعم في مستهل الحركة ثم مالبثت
ان انكفئت بعد شهور. ولالقاء الضوء على تلك العلاقة وتداعياتها وأسبابها
في ادناه أهم الأسباب التي ادت بالعلاقة إلى الفتور والتوتر.
مشكلة العلاقات الثنائية
بقيت العلاقات الثنائية بين مصر وسوريا المتوحدتان في الاتحاد العربي
المسمى، الجمهورية المتحدة برئاسة جمال عبد الناصر، والعراق برئاسة وزراء
عبد الكريم قاسم، علاقات متوترة لأسباب تتعلق بتناقض المنهج الايديولجي
لكلا النظامين، فنظام عبد الناصر كان ينتمي للتيار القومي العربي ويطمح
لتحقيق حلم توحيد اقاليم العرب كما كان في عهد الخلافات المختلفة. اما
نظام حكم عبد الكريم قاسم فكان يعتمد على معايير الفردية في الحكم،
والنزعة العسكرية - اي عسكرة الحياة المدنية، وأخيرا كان يؤيد التيارات
الشيوعية والماركسية ومعجب بالتجربة الشيوعية في الاتحاد السوفيتي ومنظومة
حلف وارشو والصين الشعبية بزعامة ماو تستونغ.
ومن المعروف بان الايديولوجية الماركسية كانت ترفض مبئيا الاديان
ووصمتها بافيون الشعوب، كما كانت لا تقر النزعات القومية، لانها تخالف
مبدأ مهم من مباديء الايديولوجية الماركسية الا وهو الأممية اي ان تنظوي
جميع امم العالم في نظام اممي واحد تحكمه لجنة من كوادر العمال المتقدمة
اسموها ديكتاتور البروليتاريا.