الذئــــــــــــــــــــــــــــــب ... رؤية خاصة

بسم الله الرحمن الرحيم


(ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لهدمت صوامع وبيع
وصلوات ومساجد يذكر فيها اسم الله)
صدق الله العظيم


من منطلق نور وهداية هذه الاية يجب ان تسعى الانسانيه
الى ان تستكمل نهضتها ومسيرتها فى تعاون وثيق بين شرائح
المجتمع المختلفة مهما تباعدت انسابهم ومحال اقامتهم
وليس من حق اى انسان ان يتبرم من هذا التعاون والتلاحم
حتى وان كان يرى انه فى بعض الاحيان يعتبر تدخلا فى شئونه الشخصيه
لان هناك من الامور التى تخص شخص معين ولكنه قد يكون مؤثرا
فى شريحة من البشر حتى ولو بدت محدودة للغاية او كانت
فى حدود علاقاته المحدوده ايضا ولكنها فى الوقت نفسه
تصب فى المجتمع ككل....!!


فالعلاقات الانسانيه المحدودة تبدو من بعيد كقطرات الندى
ولكنها تتجمع لتكون بقع من المياه ولكن هذه البقع الصغيرة او
هذه القطرات المتجمعه اذا سرى او امتزج فيها السم فبالتأكيد ستصيب الجسد كله
او قد تؤدى الى هلاكه...!!


رسولنا الكريم حين قال:
الدين النصيحة
لم يقل ذلك ليزيد عدد احاديثه حديثا جديد...
بل قال ذلك لعلمه ان الذئب لا يأخذ من الغنم الا القاصيه
والقاصية هذه ما شردت عن الصف واخذت تلهو وتعبث حسب ما ترى هى
لنفسها لا حسب ما يرى الكل للجزء...
ولا تفيق الا وهى فى بطن الذئب وقد اصبحت تفضل الظلام مستقرا لها
لتهرب من اعين والسن دهماء البشر فضلا عن شرفائهم...!!!


وعلى جانب آخر قال السيد المسيح:
لا تنظروا فى اعمال الناس كانكم ارباب وانظروا فى اعمالكم كأنكم
عبيد انما الناس رجلان
مبتلى ...
ومعافى ...
فأرحموا اهل البلاء واحمدوا الله على العافية


ورحمة اهل البلاء ليست تركهم وما هم فيه _ كلا اطلاقا _ فرحمتهم
ان نأخذ بأيديهم وعلى ايديهم
حتى يلجوا فى العافية جميعا وترسوا سفينة الانسانية
بسلام ليصلوا جميعا معافين اصحاء.


وذلك ايضا لا يعطى الحق لاى فرد فى المجتمع فى ان يتدخل فى شئون
الآخرين تحت دعوى الاصلاح او التهذيب او التنظيم
لكن يجب التفريق بين الحرية الشخصية وهدم بناء المجتمعات الانسانية.
من هنا كان الدعم النفسى لأفراد الأمة ليكون هو الدافع والحافز
لاستمرارية علو الانسان وسمو قدرة بقدر ما يتدخل الدين فى حياة الافراد.
ماذا حدث لنا انا وانت وهى وهو...؟


كيف فقدنا عنصر الترابط والتماسك والتكامل وحب الفضيلة
فى سبيل اهدار كرامتنا ومبادئنا
على اعتاب حرية شخصية جافة وخالية من اى شكل
من اشكال الحياه المستقيمة عن طريق قتل الوقت واهداره فى كلمات هى اشبه
برصاص البنادق وقنابل المدافع...!!
كان يجب على التقدمية ان تكون دعما لرفع الأنسانية نحو الامام
لا ان نحولها الى اداة هدم لمجتمع ساد الدنيا فى حقبه من الزمن
هى اشرف ايام البشرية اشراقا ورفعة

وانظر صديقى حين افرخت فكرة الحريات الشخصية......
سقط الاسلام بسقوط فكرتة الاشتراكية التكافلية الدافعة وعلت صيحات
هدامة تدعو الى التمسك بتلك الحرية واقصاء الدين بعيدا عن مراقبته لافعالنا..
اصبح الدين الآن مجرد عينان يحملاقان
فى ظلام البشرية ولا يجرؤ على الظهور فى النور
او حتى التلويح بالمحاولة لافراد هم مهما علو فهم عديمى القيمة بدونه.
ماذا اصاب عفتنا وطهارتنا وسلوكنا..؟
لماذا اصبح من يدقون نواقيس الخطر هم دائما المبعدون والمنبوذون
بل واحيانا هم الاعداء ولا احد غيرهم..


يجب ان يسعى الانسان لامتلاك روح تسعى هى الآخرى
الى الكمال الانسانى مهما بدت العقبات
والعثرات التى تقف امامنا..
يجب ان يعلو الانسان بنفسه فوق وصف
الانسان الحيوانى الذى لا يعى عن الحياة
سوى الطعام والنوم وانتظار الاجل
قد نخطئ احيانا وقد نجهل على انفسنا احيانا
لكن يجب ان نحب الحياه الصافية التى لايعكر صفوها
انانية او سوء تقدير او حرية شخصية تهدم بأكثر مما تبنى
اخيرا ...

منقول