نرجوكم..
لا تعودوا مبكرينً.. كلمات تتحشرج بشوق في قلب كل عربي من المحيط الى
الخليج تناشد الأشقاء الجزائريين اليوم ان يدخلوا ملعب (بولوكواني) وهم
عازمون على تشريف العرب في أولى جولات مصيرهم على أرض الثائر مانديلا.
مناشدة صريحة ليس لها علاقة بالثقة التي اهتزت لدى البعض ممن يئسوا رؤية
الحلم العربي يتحقق في مشاركة متميزة لأحد المنتخبات العربية الكبيرة منذ
ان وضعت مصر اللبنة الأولى في مونديال ايطاليا 1934 بعدما خرجت مرفوعة
الرأس بالرغم من خسارتها أمام المجر (2-4)، بل نجد ان حرصنا على بقاء
الجزائر ضمن مجموعة متوازنة الطموحات مع سلوفينيا التي تقابلها اليوم
وأميركا وحتى انكلترا المرشحة للاستئثار بالبطاقة الأولى، يرتب على
الأشقاء التزاماً أخلاقياً قبل ان يكون فنياً بعدم تضييق سعة الآمال او
الانقياد وراء مبررات لم تعد مؤثرة مثل الخبرة والتجربة وفارق الإمكانات.
حذارِ من لدغات الهجوم السلوفيني الذي يحاول ان يجدد حيويته التي أظهرها
في التصفيات الأوروبية خاصة بعد ان اكتسح خصومه واحداً تلو الآخر قبل ان
يواجه الدب الروسي في مباراة إياب الملحق الأوروبي الفاصل في 17 تشرين
الثاني 2009 ويهزمه بهدف صاروخي نقله الى جنوب أفريقيا أملاً منه بان يطوي
صفحته المخيبة في النسخة 17 من المونديال الآسيوي عام 2002 حيث تقهقر
آنذاك أمام الأسبان (1-3) وتجرع مرارة النتيجة نفسها أمام الباراغواي
وهُزم أمام جنوب أفريقيا بهدف نظيف.
نحن نثق بان أبناء رابح سعدان أهل للفراسة بندية كبيرة ليس لتقديم صورة
طيبة عن الكرة العربية فحسب ، بل التواجد في دور ال16 "الحد الأدنى"
المطلوب من فرسان العرب لاسيما ان كرة القدم مهما خف وزنها مثلما تطارد
كرة المونديال (جابولاني) تهمة رداءة نوعيتها، فإنها تبقى تملك معايير
أوزان منتخبات أفريقية ثقيلة أسهمت أكثر من مرة في حراجة الكبار، فما
بالنا بمحاربي الصحراء أصحاب أقسى درس عالمي قدموه في تأريخ البطولة يوم
جلدوا الألمان بثنائية ولا أروع في اسبانيا عام 1982؟
ان ما ينشر من هالات التفاؤل فوق قوس قزح الأمل العربي في سماء جنوب
أفريقيا ، وجود المدرب رابح سعدان للمرة الثالثة على ارض المونديال بعد
كأسي 1982 و1986، إذ ان مشاعر هذا الرجل تحكم معنويات المحاربين أكثر من
خططه وحنكته المجربتين في محطات حاسمة مبهرة، فسحر تأثير شخصيته وفرط
الإحساس بكرامة الإنسان مهما كانت مهنته، ولّدت علاقة متينة بينه وبين
اللاعبين تتقاطر منها ذكريات الثأر والدفاع عن دموعه يوم ذرفها بحرقة في
نوبة بكاء أمام حشد من الإعلاميين الجزائريين قبل الفاصلة مع الفراعنة
خشية ان يُسهم تعثر منتخبه بتنفيذ هجمات مؤذية لأسرته من متعصبين ما
انفكوا يهددونه طوال مهمته ليل نهار!
إطمئن يا سعدان.. ففي كل زقاق وحي عربي فاه يدعو لنصرة الجزائر .. وما
عليك سوى ان تسعدنا وتثلج صدورنا في عز صيفنا اللاهب بالأزمات والنكوص.
اثبت لمن طعن في شهادة (أم درمان) بأنك امتطيت جواد النصر ولم تقبل
الانبطاح تحت حوافر الخوف او الرضوخ للضغوط المناوئة لوجودك بحجة ان دفترك
الفني من (ميراث الأجداد)!
احرق نحس العرب في هضبة (هايفيلد) وسلفن الأحلام السلوفينية في باكورة
المباراة لتواصل فرض سطوة المحاربين طوال الأشواط الساخنة سواء في موقعة
اليوم أم أمام الفريقين العنيدين انكلترا وأميركا لاحقاً.
نحن مطمئنون بأنكم أهل للانجاز هذه المرة.. وبكل فخر.
"صحيفة المدى العراقية "