الســــــــــلام عليــــــــكم ورحمة الله
اعجبتنى هذة الكلمات فاحببت ان انقلها اليــــــكم
فيها شيئ يجعلنا حقا نتساءل الكثير
متـــــــــــــى تســــرق الروح منــــــــــــا
متى تُسرق الروح منا؟ وهل هناك من يعيشون في غياب أرواحهم؟.. نعم، كثيراً ما تُسرق الروح منا من دون أن ندري، من دون أن نلاحظ أن شيئاً قد ضاع منا. لو كنت تعيش من دون شغف بشيء ما، لو أنك تشعر بأن الحياة لا طعم لها، وأن كل الأشياء تتساوى، لو أن نوبات من الحزن غير المفهوم تمر عليك؛ فحاذر.. إذ ربما تكون الروح قد سُرقت في غفلة منك. تؤكد المحللة النفسية كلاريسا بنكولا إيستس في كتابها
«نساء يركضن مع الذهاب: حكايات وأساطير النموذج الأوّلي للمرأة البرّيّة» أن معظم البشر يمرون بتلك التجربة. معظمنا نصحو ذات يوم وقد أدركنا أن روحنا قد ضاعت. يحدث هذا عادةً في بدايات حياتنا، في سنوات الصبا والشباب. كلنا نبدأ من النقطة نفسها: رغبتنا في الحصول على الرضا والقبول،
أن يقول عنا الناس
«تلك بنت طيبة» و«هذا رجل بمعنى الكلمة». ومن ثم نسمع الكلام، نؤدي المطلوب منا، ننغمس في محاولات مضنية لنيل الرضا. وفي خضم كل هذا ننسى «أنفسنا»، ننسى انتماءات الروح الحقيقية، وربما ننسى من الأساس أن نتساءل عما يرضينا نحن، وماذا يشبع أرواحنا. نتعلم الدرس الأول، أن المجتمع وما يتوقعه منا أهم بكثير مما نريده نحن. الجماعة فوق الفرد وقبله.
وتتعدد أشكال سرقة الروح بتعدد أنفاس البشر. لكن دعوني أركز هنا على العلاقات السيئة بصفتها أحد أشكال سرقة الروح: ما العلاقة السيئة؟ وكيف تسرق أرواحنا؟ العلاقة السيئة، سواء كانت علاقة أبوة أو حب أو زواج أو صداقة، هي علاقة غير متكافئة. إنها العلاقة التي تأخذ منا ولا تعطينا، تظل تطلب منا أشياء
(محبة وإخلاصاً وتكريساً وتضحية)،
لكننا لو سألنا أنفسنا عما تعطينا، ربما سنفاجأ بأنها لا تمنح شيئاً إلا الانتقاص منا؛ النقد الدائم، أو التجاهل، وأشياء سلبية أخرى. ما الحل إذاً: هل نقطع أواصر العلاقات انتظاراً لعلاقات كاملة؟ بالطبع لا. فلو كنا نتحدث عن علاقات الدم مثلاً فالأمر ليس سهلاً ولا محبذاً. لكن بإمكاننا أن نعرف حقيقة أنفسنا (من نحن بحق؟ وما نقاط ضعفنا ومراكز قوتنا؟)، وعندئذٍ يمكننا أن نحمي أرواحنا من السرقة عن طريق المواءمة مع الطرف الآخر، أن نمنح أشياءَ بين حين وآخر، من دون أن ينجح الطرف المعتاد الأخذ في العلاقة أن يستنزفنا بالكامل. علينا أن نُبقي لأنفسنا أشياءَ تخصنا وحدنا.
التفاوض والمواءمة أمر أسهل في علاقات الحب والصداقة؛ لأننا نعلم أنها علاقات اختيارية ومن الممكن، بعد المحاولات المضنية، أن نتركها خلف ظهورنا ونمضي. وهذا هو مربط الفرس: «المحاولة» التي تأتي بشروط خاصة بها. هل تعني محاولة خلق توازن في العلاقة أن أطوّع الطرف الآخر لمطالبي أنا من دون أن أنظر أيضاً إلى نفسي ومواطن الضعف لدي؟ أعتقد أن المحاولة الحقيقية لإصلاح العلاقات تبدأ من الذات. لا يمكننا أن نطالب العالم بأن يكون طيباً معنا، أو أن نطالب علاقة ما في حياتنا بأن تمنحنا كما تأخذ منا من دون أن نواجه مشكلاتنا التي تشكل في أغلب الأحيان سبب تأزم الأمور. إننا نحن من تسبب في استغلال طرف آخر لنا، وسمح له بذلك. هل كان هذا السماح بدافع الاحتياج القاسي الذي يفتح باب التنازلات؟ هل كان بسبب رغبتنا في أن يقال عنا: إننا رائعون؟ تلك أسئلة على كلٍّ منا أن يواجه بها نفسه؛ لو أننا أردنا إصلاح ميزان العلاقات في حياتنا.
المهم هو السؤال: هل أرواحنا في حوزتنا، أم أنها سُرقت في غفلة منا؟ ولماذا سُرقت؟ وكيف يمكننا استرجاعها؟ إن العلامة الأكيدة على حضور الروح هي «الحضور» في كل ما نفعل. أن نحب، وأن نبكي ونتألم. أن ننفعل، ونحلم، ونسعى وراء الحلم.. كلها أمارات لحضور الروح.