إذا كان تربص نورمبرغ ناجحا من
الناحية التقنية، مثلما يراه المدرب الوطني رابح سعدان، فقد شابه نوع من
التعكير بسبب الحصار المفروض على سكان مدينة غزة الفلسطينية من قبل
إسرائيل، حيث فقد أغلب العناصر تركيزهم من شدة تأثـرهم للجوع الذي يعاني
منه السكان، إلى درجة أن بعضهم أضحى يسجل حضوره في الحصص التدريبية بالجسد
دون الروح.
وكان المدافع المحوري عنتر يحيى أشد المتأثرين بما يحدث في مدينة غزة، من
خلال ملامحه، ورفض الإدلاء بأي حديث للصحافة يتعلق بالجانب التحضيري
لمونديال ,2010 خاصة بعد أن تحدثت إحدى الصحف عن القيمة المالية التي
رصدتها الاتحادية الجزائرية لكرة القدم لـ''الخضر'' في حال التأهل إلى
الدور الثاني من المونديال.
وقد تألم يحيى لذلك، وأسر إلى بعض مقربيه من الوفد الجزائري المتواجد في
نورمبرغ أنه في الوقت الذي يبحث سكان غزة عن لقمة أملا في البقاء بفعل
الحصار المفروض عليهم: ''نأتي نحن للتحدث عن قيمة المنحة التي رصدتها
الاتحادية في حال اجتياز الدور الأول في المونديال''، على حد قول عنتر
الذي تحدى الجميع وقال ''إننا سنلعب من دون منح''.
وإذا كان أغلب اللاعبين من الفريق الوطني قد رفضوا التعليق عما حدث ويحدث
في غزة هذه الأيام، وشعارهم ''معاك يا الخضرا معاك يا غزّة''، على غرار
يزيد منصوري وجمال مصباح، فإن معلومات تفيد بأن أشبال المدرب سعدان
متعاطفون بقلوبهم مع سكان غزة، ورفضهم التعليق مردّه خوفهم على مشوارهم
الكروي، باعتبارهم يلعبون في أندية أوروبية، باستثناء صخرة الدفاع
الجزائري وقاهر ''الفراعنة'' في موقعة أم درمان بالسودان، حيث يفكر جديا
في مفاجأة الجميع بـ''خرجة'' على شاكلة صانع ألعاب المنتخب المصري، محمد
أبو تريكة، خلال نهائيات كأس أمم إفريقيا عام 2008 بغانا، حين كشف عن قميص
داخلي معربا فيه عن تضامنه مع غزة، وكلفه التهديد بالعقوبة، ومن حينها
قررت الاتحادية الدولية لكرة القدم معاقبة أي لاعب تصل إلى حد الإقصاء من
الدورة في حال الترويج لأمور عرقية أو دينية. وهو ما جعل المدافع القوي
لـ''الخضر'' مترددا في إظهار تضامنه لسكان غزة خلال مباريات كأس العالم،
ومحاولة تمرير رسالة تضامنية إليهم بوسيلة أخرى، وذاك أضعف الإيمان.