من منا لا يعشق المطر وهو يترقرق كالنسيم أمامنا
وخاصة عنما تبدأ الغيوم بذرف دموعها المتثاقلة
فيعزف المطر أحلى سيمفونية من السماء الدنيا..لتستقر بعدها في رحم الأرض
ثم لا تلبث أن تنبعث منها تلك الرائحة الندية ..
لكن ألم نسأل أنفسنا يوما عن سبب تلك الرائحة الزكية؟؟!!
وما هو سر رائحة المطر العطرة التي تدخل البهجة للقلب بمجرد إستنشاقها ؟؟!!
السر يكمن في أن التربة مكونة من أحياء دقيقة تقوم على صناعة الحياة النباتية لتضمن بقاء
الحياة على وجه الأرض بشرية كانت أم حيوانية
فعندما تبدأ الغيوم بذرف دموعها التي تنساب بسلاسة لتنشر خيراتها على الأرض الجافة المتعطشة لقطرة ماء فتجذب تلك الخيرات لتحبسها في زنزانتها
وهنا نصل للسر المنشود في سبب تلك الرائحة العطرة
السر هو في بكتيريا خيطية يطلق عليها الأكتينومايسيتات وهي بكتيريا دقيقة لا ترى بالعين المجردة
تتواجد (رائحتها أو تفاعلاتها) دائما في التربة الرطب
فعندما تكون الأرض جافة
ثم يعقبها هطول مطر غزير تبدأ هذه البكتيريا بأنواعها المختلفة لتطلق بدورها جراثيم محفزة ومخصبة للتربة بالإضافة لأحياء دقيقة أخرى فتكتمل بذلك دورة حياة التربة
وعند سقوط حبات المطر
تنشأ حركة إهتزازية (طاقة حركية ) تدفع تلك البكتيريا وتفاعلاتها لإطلاق تلك الرائحة العطرة لأعلى سطح الأرض ثم تقوم الرياح بنشرها في أرجاء الجو
وتزداد قوة تلك الرائحة عندما تكون الأرض شديدة الجفاف وحارة فيلعب بخار مياه الأمطار الحارة المنطلق من الأرض الحارة عند سقوط الأمطار دور في إضفاء تلك الرائحة القوية والزكية تلك
الرائحة التي نشتاق لشمها وضمها في أعماق أفئدتنا