- المهـاجرة كتب:
لن تسمعوا صوتى ... ولا صرخاتى
ما عاد يجدى النصح فى الامـوات
من مُنجدى فى الحرب... سيف عاجز؟
أم أمـــة ركعت لقـهر غــزاة؟
من سـامعى فى الأسر .... ليلٌ حـالك؟
أم أمة سكرت على مأســــاتى؟
من مُنقذى من الموت....عهدُ خـائنٌ؟
أم موكب للشجب والصيحــــات؟
من أرْتَجى والعــار يسكن أمــة
كَفَّنْتُــا فى القلب من سنـــوات؟!
من مُنقذى والـدم بين عروقنـــا
يغلى بنار الحقــد واللعنــــات؟!
إنى سئمت النصح من كهانهــــا
ما بين عهدٍ كاذب .... وعظـــات
كانت هنا يوما بلادٌ هـــــاجرت
لمواكب الطغيان والظلماتِ
هى أمة سكبت رحيـــق شبابهـا
وتشردت شيعــــا بكل شَتَات
هى أمة باعت صهيـل جيـــادها
للراكعين على حــذاء طغــــاة
هى أمةٌ حكمت زمـــام شعوبهـا
بالموت والنيـــران والصفقاتِ
عار على الوطن العريق... تسـاقطت
فرسانه كمــدا بلا غــــزواتِ
وغدا قبيحَ الوجه يحمل سيفهُ
متعثر الاحـــلام والخطـــواتِ
أين الطريق وقد تراخـى عزمُنــا
وأسود وجه الكون فى نظراتـــى
إنى كرهت الركض خلف هواجسـى
وأضعت فى الزمن البغيض حياتـى
............
خمسون عاما عشت اصرخ ...أُمَّتــى
ومواكبُ الشهداء بالعشــــراتِ
خمسـون عاما والطغاة فــوارس
خاضوا الليالى الحمر فى الحانــات
خمسون عاما فى الدروب قضيتهـا
أجرى وراء الوهـــم والنكبــات
يـــا ضيعة العمر الطويل وخيبتى
فى أمة تختـــــــال بالنكسات
هذا تراب القـدس يحمل أعظُمــى
وتُكَفَّنُ الجسد النحيـل صـــلاتى
هذا المدى قبرى.... وتلك نهــايتى
فالمجد بيتى .... والعلا شرفــاتى
أنا صيحة الحق الجســور تفجرت
فى ظلمة الليل الطويــــل العاتى
أنا صرخة الأمل الوليـــد تحجرت
فى عين طفل زائــغ النظـــرات
أنا فرحة بين الصغـــار وبسمـةٌ
تسرى كضوء الصبح فى الطرقـات
أنا نظرت القـــدس الحزينة كلما
نزفت على يدها عيـون فتـــاة
قل ما أردت عن البطولة والفــدا
وأكتب جميل الشعر والأبيـــات
لا شىء أغلى من دماء مقاتـــلٍ
بالـدم يكتـب أروع الصفحـــات
والان نرسم بالدماء طريقنــــا
هل بعد عطر الــــدم من كلمات
الان أسمع صوت كل شهيــــدةٍ
قد زينت بدمائهـــــــا راياتى
الان أرقب وجه كل صغيـــــرةٍ
رفعت جبين القـــدس فى الساحات
قل ما أردت عن البطولـــة و الفدا
وأصرخ أمام الناس بالدعــــوات
لا شىء غير الموت يحيى أرضنــا
وشهادة عندى بألـــــف صلاةِ
أنا فلى حصارى الان أجمع أنْجُمـى
وأعيد رسم الكون فى لحظــــاتِ
أنا فى حصارى الان ارصد رحلتــى
فأرى دمانــــا أقــدس الرحلات
أنا لست مسجونا لأن ملامــــحى
سكنت قلوب الناس كالنبضـــــات
أنا صامد فى الارض... بين ترابهــا
وسط النخيــل...وفى شذى الزهرات
عند الخليـــل وخلف غـــزة كلما
لاحت وفى يدها الصبــاح الاتـــى
أنا صامد فى القــــدس حين تعيدنى
طفلا أحلـــق فى شواطىء ذاتـــى
أنا صامد فى ليل يافـــــــا كلمـا
ذابت مافيهـــــا من العبـــرات
فى الاســر ارسم كل يوم صـــورةً
وطنا عنيـــدا شامخ الرايــــاتِ
هذا صــلاح الدين يسمع صرختــى
ويطل من بين الظــــلام العاتــى
أنا ياصلاح الدين خلفـــــك لاتخف
فلديك شعب واثـــق الخطــــوات
قم يا صلاح الدين ... هذا شعبنــــا
يرمى حمــى الشيطان بالجمـــرات
قم ياصـــلاح الدين واسمع أمــة
تبكى على أمجــــادك العطــرات
صافحت جلادي وقلت لعلني
يوما سأطوي غربتي وشتاتي
وحلمت بالزمن الجميل وحوله
وطن يلملم أخوتي.. وبناتي
ورضيت أن أمضي حزينا ساخطا
وهواجس السوداء في خفقاتي
شاهدت خنزيرا يضاجع قدسنا
ويطوف سكرانا علي البارات
كانت مآذنها تئن وتشتكي
وتهيم بين اليأس والحسرات
وأفقت من حلمي رأيت مدينتي
صارت كنهر الدم في لحظات
يا خيبة الأحلام حين يصيبنا
سهم الخداع وخسة الغايات
يا أيها الخنزير إني صامد
جبل أمام القهر والأزمات
أفعل بنا ما شئت بين قبورنا
طفل سيولد فوق كل رفات
****
يا أيها الوحش الكبير تناثرت
في راحتيك جماجم الأموات
تلقي علينا الموت كل دقيقة
مابين جوعي عندنا وعراة
مازلت تسكر من دماء صغارنا
وتدورمنتشيا علي الشاشات
بغداد مازالت تلم جراحها
ودماء قتلاها علي الطرقات
كابول تزأر في أنين صلاتها
وتطارد الشيطان في الحانات
يا دولة البغي الطويل تمهلي
هذي الشعوب تفور بالثورات
****
أما أنا.. سأظل وحدي صامدا
وسط الخراب ولن تلين قناتي
وطني الذي يوما جننت بحبه
مازال حلمي.. قصتي.. مأساتي
قد عشت أحلم أن أموت بأرضه
ويكون آخر ما طوت صفحاتي
إني أراه يطل من عليائه
مثل الجبال الشم في النكبات
فإذا تواري الوجه عودوا واسمعوا
في كل فاجعة صدي كلماتي
ولتذكروني كلما لاحت لكم
في ظلمة الوطن الحزين حياتي
سيطل طفل من رماد بيوتنا
ويطوف فوق القدس بالرايات
يارب هل تقبل شهيدا يرتجي
منك الشهادة عند كل صلاة
إجمع بعين القدس يوما أمتي
وأنثر علي أرض الصمود رفاتي
ولتنثروا جسدي علي أرض الهدي
في القدس. في سيناء.. في عرفات
صلوا علي الجسد النحيل وأغلقوا
عيني علي الوطن الحبيب الآتي
ولتدفنوني يا رفاقي واقفا
لن ينحني رأسي لقهر طغاة
فأنا الصمود.. أنا الشموخ.. أنا الردي
أنا لن أسلم رايتي.. لغزاة
حقـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــا
الله أكــــــــــــــــــــــــــتبر الله اكبر الله اكبر
عبرت سهام هذ ا المبدع المناضل بكلماته فاروق جويدة
تلك القصيدة والتي تدمع لها العين علي هذا الحال وعلي الضياع والصمت وعلي دوامة التخاذل التي ندور فيها
اللهــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــم غفرانك ورحمتك التي وسعت كل شيئ
اللهـــــــــــــــــــــــــم النصر من عندك
اللهـــــــــــم النصر من عندك
اللهـــــــــــــــــم النصر من عندك
لــــــن اسلم رايتي وستعووووووووووود يا اقصانا
وسيكون ثمن ترابك ودم شهدائك اغلي واثمن من كل غالي
شكــــــــــرا جزيلا مي للقصيدة الرائعة