أخي يا من غزا جيش الهموم قلبه ، وأفسد عليه عيشه ...
و أشعل تيهه و طيشه .. و نأى به عن بهجة الحياة و بريقها
إلى ضيق الهموم وظلامها .. يرى بعيون الهم الظلمات في النهار ..
و لم يسمع بآذانها إلا الأخطار .. قد أرقه همه فأيأسه .. و لازمه فحطمه ..
فهو صريع الهموم .. يسمع له أنين أينما حل
أخي : لا تستسلم للأوهام .. فغدك ليس لك .. ألم تقرأقوله تعالى " وما تدري
نفس ماذا كسبت غدا و تدري بأي أرض تموت " لا تكن ممن يصنع بيده همومه ..
ثم يصدقها .. ويحمل أثقالها في أحشائه .. تظل تعصره عصرا .. و تحزنه قسرا ..
اختزل همومك في هم واحد و هو هم مصيرك .. وحقٌ له أن يكون هما ..
أخي دعني أبلغك دعوته - سبحانه و تعالى - لك .. هو الرب و أنت عبده .. هو الرحيم و أنت المكروب
هو مجيب دعوة المضطر .. و أنت المضطر و هو التواب الرحيم .. تامل في دعوته التي تحمل معاني الشفقة
و الرحمة عليك و على أمثالك * قل يا عبادي الذين أسرفوا عاى أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب
جميعا إنه هو الغفور الرحيم * إنه و الله أمل كل مذنب .. تنكبت به ذنوبه .. و مخرج كل عاص أسرف في عصيانه . و تلك دعوته سبحانه .. فما عساه يكون جوابك ؟
فإن قلت : إنني مسرف على نفسي كثيرا .. فالدعوة للمسرفين
وإن قلت : ذنبي عظيم لايغفر .. فالدعوة تقول * يغفر الذنوب جميعا *
فمتى ستعد طاعتك .. و تسترد بها بسمتك .. و تعلو بها في واحة المطمئنين همتك ..
عد إلى الله .. ولا تتأخر عن الدعوة .. فتحرم خيرها ..
أخي : لاتحزنك الذنوب .. لا تدعها فيك الطمع في رحمة الله .. استخرج ضرها و ضيقها .. بندم حار و توبة صادقة ..
و في الحديث * لو لم تذنبوا لذهب الله بكم ثم جاء بقوم يذنبون ثم يستغفرون فيغفر لهم *
أخي ذنوبك ضيق في صدرك .. و حرج في نفسك .. و سواد في وجهك .. لا يزيله إلا التوبة و الإستغفار ..
أخي : أما عرفت ما عرفت .. فهل ستعود ؟