المونديال في صحراء قطر.. سراب أم سر تكنولوجي؟أحد التصاميم المقترحة
لندن،
بريطانيا (CNN) -- في دولة صحراوية صغيرة مثل قطر، يدرك السكان أن لا
شجاعة أمام الشمس الحارقة في فصل الصيف اللاهب، حيث ترتفع درجات الحرارة
أكثر من 40 مئوية، وأولئك الذين لا يسافرون بحثا عن أماكن أكثر برودة،
يقضون وقتهم في بيوت ومكاتب مكيفة.وبالنسبة لهؤلاء، فإن فكرة لعب مباراة كرة القدم لمدة 90 دقيقة في ظل هذا المناخ ليس إلا ضربا من الجنون.
ومع
كل ذلك، فإن قطر تسعى لاستضافة نهائيات كأس العالم عام 2022، والتي تنظم
في ذروة فصل الصيف، وقدمت هذه الدولة الخليجية عرضها لرئيس الاتحاد الدولي
لكرة القدم "فيفا،" سيب بلاتر في زوريخ الجمعة.
فهل تعد
خطط قطر لنيل استضافة المونديال، سرابا فى الصحراء؟ ربما لا، لأن الدوحة
تملك حلا تكنولوجيا للمعضلة، يتضمن بناء تسعة ملاعب جديدة مكيفة بالكامل
في الهواء الطلق، باستخدام الطاقة الشمسية.
وستعمل مجمعات
الطاقة الشمسية الحرارية والألواح الضوئية التي ستثبت على أسطح الملاعب
الخارجية على تجميع الطاقة من أشعة شمس قطر الحارق، لاستخدامها في تبريد
الماء، والذي بدوره يعمل على تبريد الهواء قبل نفثه إلى الملعب، للحفاظ
على درجات حرارة دون 27 درجة مئوية، في حين سيتم تبريد مقاعد الجمهور
باستخدام ضخ الهواء في أسفل المقاعد.
روابط ذات علاقة
- بيكام يقود جهود إنجلترا لاستضافة مونديال 2018
- قطر تقدّم ملفها لمونديال 2022 وبيكام مثّل لندن
ويقول
ياسر الجمال المسؤول عن ملف استضافة كأس العالم في قطر، لشبكة CNN إنها
"ستكون المرة الاولى التي يتم الجمع فيها بين هذه التقنيات للحفاظ على
برودة الملعب."
ويضيف "الهواء البارد نفسه سيضخ من الجزء
الخلفي ومنطقة الرقبة من المقاعد، لضمان أن كل صف من كراسي الجمهور في كل
ملعب يوفر الحد الأدنى من الراحة والتمتع بمتابعة المباريات،" لافتا إلى
أن نفس نظام التبريد سيتخدم بالمرافق التدريبية للمنتخبات المتبارية.
ويشير الجمال إلى أن الألواح الضوئية ستصدر الكهرباء الى شبكة قطر الكهربائية، الأمر الذي سيجعل نظام التبريد خال من الكربون.
وكان
عرض الدوحة لاستضافة دورة الألعاب الأولمبية عام 2016 قد رفض، عندما
اقترحت عقد الأولمبياد في أكتوبر/تشرين الأول كي تكون درجات الحرارة أكثر
تحملا.
من جهته يقول المهندس المعماري الشهير جاك بويل،
وهو خبير ببناء الملاعب في المناطق الحارة وصمم ملعبا مكيفا في جامعة
فينيكس، في ولاية اريزونا، ذات الأجواء المشابهة لقطر، إنه "ليست من
المجدي اقتصاديا استخدام الطاقة الشمسية ف ملعب فينيكس، لكنه يمكن أن يكون
كذلك لدولة قطر."
وأضاف بويل لشبكة CNN "اعتقد انه اذا
كنت قد حصلت على كميات هائلة من الاشعاع الشمسي، والكثير من المساحات
الخالية، كما هي الحال في قطر، فليس هناك سبب لعدم القيام بذلك."
وتابع "أولا تكلفة خلق كل نظم الطاقة البديلة هذه
يمكن أن تكون عالية الى حد ما، لذا تحتاج فقط لترى ما هو المردود.. ولكن
في دولة قطر، قد لا يكون المسؤولون هناك قلقين بشأن المردود على الإطلاق."
وتعتزم
قطر استخدام 12 ملعبا لاستضافة البطولة، وقدمت شركة "آي أس أند بي،"
الألمانية تصاميم لتسعة ملاعب جديدة، وخطط لتحديث ثلاثة ملاعب موجودة
بالفعل.