بدأت الحكومة الليبية بفتح تحقيقا في حادث تحطم الطائرة الليبية التابعة
لشركة الطيران الليبية الافريقية، أثناء محاولة قائدها الهبوط بها في مطار
طرابلس، حيث كانت قادمة في رحلة ليلية من جوهانسبيرج في جنوب أفريقيا.
هذا وأكد وزير النقل الليبي محمد زيدان البدء في التحقيقات بمشاركة
عدد من خبراء شركة إيرباص المصنعة للطائرة المنكوبة لمعرفة سبب تحطم طائرة
الخطوط الليبية خلال هبوطها في مطار طرابلس ووفقا لحديث الوزير فإن الركاب
ينتمون إلى جنوب أفريقيا وألمانيا وفنلندا وزيمبابوي والفلبين وبريطانيا
وفرنسا، إضافة إلى هولندا التي فقدت 62 من رعاياها، وليبيا التي قضى 2 من
ركابها إلى جانب طاقم طائرتها المؤلف من 11 شخصا.
ويرقد الطفل الهولندي، الناجي الوحيد من الكارثة، حاليا في أحد
مستشفيات طرابلس حيث أكد الأطباء أنه يعاني من كسور متعددة في قدميه، لكن
حالته مستقرة وكل وظائف جسمه الحيوية تعمل بشكل جيد.
وكانت صحيفة "قورينا الليبية" قد نقلت عن مصدر مطلع قوله إن سلطات
مطار طرابلس طلبت من قائد الطائرة المنكوبة عدم الهبوط لانعدام الرؤية،
وهو ما يتضارب مع ما سبق أن أوردته الصحيفة نفسها عن أن القبطان اتصل ببرج
المراقبة وأبلغه بوجود خلل في طائرته، ونفي مسؤول ليبي في وقت لاحق ورود
أي اتصال أو مكالمة من القبطان.
ومن ناحيتها، قالت مسؤولة في مطار أورتامبو بجوهانسبرغ حيث أقلعت
الطائرة، إن المطار يتمتع "بتاريخ أمني رائع"، وأشارت المسؤولة إلى أن
الخطوط الأفريقية قد تأكدت بشكل كامل من كل إجراءات السلامة المتعلقة
بالطائرة الليبية المنكوبة قبل إقلاعها من المطار باتجاه ليبيا.
يشار إلى أن حركة النقل في مطار طرابلس الدولي كانت قد توقفت
تماما لأكثر من 24 ساعة الأسبوع الماضي بسبب الغبار الكثيف، غير أن
الرحلات تم استئنافها لاحقا بعد تحسن الأحوال الجوية، ويعتبر تحطم الطائرة
الليبية من أسوأ حوادث الطيران التي شهدها العالم خلال السنوات الأخيرة.
وتعد الطائرة الليبية المنكوبة التي تبلغ قدرة طيرانها 17 ساعة
وتسع 375 راكبا واحدة من ست طائرات حديثة تسلمتها الخطوط الجوية الأفريقية
التي تقوم حاليا بنقل 750 ألف مسافر سنويا، وتنوي رفع عدد زبائنها إلى
مليون و250 ألف مسافر عبر العالم.
هذا وأعلنت السلطات الهولندية ان عدد الضحايا من رعاياها بلغ 61
شخصا، من بين جميع الضحايا وعددهم يفوق 100، وبقية الضحايا هم من ليبيا
وجنوب افريقيا والمانيا وبريطانيا وفرنسا.
وأعلنت هولندا الحداد على ضحاياها ونكست الأعلام كما علقت الحملات
الانتخابية التي كانت قد بدأت تحضيرا للانتخابات البرلمانية المزمع
اجراؤها في 9 يونيو/حزيران. كما توجه فريق هولندي إلى ليبيا للمشاركة في
التحقيق في ملابسات سقوط الطائرة الليبية، حسب ما صرح وزير الخارجية
الهولندي.
وعرضت السلطات الليبية تذاكر سفر مجانية إلى ليبيا لعائلات
الضحايا، ولكن الحكومة الليبية نصحت العائلات بانتظار جثامين أقربائهم
للتعرف عليها في هولندا. أما وزير الخارجية الهولندي "مكسيم فيرهاغن" فقد
صرح للصحفيين بأن فريق عمل قد شُكل لمعالجة الموقف وتقديم الدعم لعائلات
ضحايا الطائرة الليبية المنكوبة والحصول علي المعلومات أولا بأول.