[size=21]
إن من صفات الدنيا أنها دار هم وغم وحزن وألم
فهي دنيا وليست عليا
وكلنا سنرحل عنها بلا شك في يوم من الأيام
إياك والدنيا الدنية إنها = دار إذا سالمتها لم تسلمِ
والمتأمل في حياة بعض الناس يجد أن قلوب بعض الناس قد غدت أودية من الحزن
فالحزن والإكتئاب من الأمور التي عمت كثيرا من الناس في هذا العصر
بل بعضهم أصبح الحزن لا يفارق محياه
بل بعضهم – والعياذ بالله – يفكر بالانتحار وهو مسلم
حتى يتخلص من هذه الأحزان !!!
فلم الحزن ؟
وعلام الحزن ؟
شدني إخواني الكرام حديث عظيم من حديث سيد ولد آدم عليه وسلم
أتمنى أخي الحزين وأختي الحزينة
أن تفكروا في هذا الحديث
وتتأملوا فيه
وبإذن الله ستجد أن الله أذهب حزنك وكشف همك...
وإليكم إخواني الكرام نص الحديث :
عن عبدالله بن مسعود، قال: قال رسول الله : "ما أصاب عبدا هم ولا حزن, فقال
اللهم : إني عبدك، وابن عبدك، ابن أمتك، ناصيتي بيدك، ماض فيّ حكمك، عدل
فيّ قضاؤك، أسألك بكل اسم هو لك سمّيت به نفسك، أو أنزلته في كتابك أو
علّمته أحدا من خلقك أو استأثرت به في علم الغيب عندك أن تجعل القرآن ربيع
قلبي، ونور صدري، وجلاء حزني، وذهاب همّي وغمّي، إلا أذهب الله همّه وغمّه،
وأبدله مكانه فرحا".. قالوا يا رسول الله أفلا نتعلّمهن؟ قال: "بلى, ينبغي
لمن سمعهن أن يتعلّمهن".
أخرجه أحمد وابن حبان وصححه الألباني.
ففي هذا الحديث أخي الكريم وأختي الكريمة أربع قواعد لإزالة الأحزان :
1- اللجوء إلى الله والافتقار إليه سبحانه وتعالى :
وقد دل على هذا قوله (( اللهم إني عبدك ابن عبدك ابن أمتك ))
فبعض الناس إذا أصيب بحزن أو زلت به نازلة لا يلجأ إلى الله سبحانه وتعالى
بل قد يتجه إلى أمور تغضب الله من شرب دخان أو سماع غناء أو غير ذلك وهو
بذلك يزيد حزنه وهو لا يشعر بذلك ...
فلم لا نقبل على الله ولم لا نلجأ إلى الله
فهو الوهاب الرزاق المنان الرحيم الرحمن
يا من يرجى في الشدائد كلها = يا من إليه المشتكى والمفزعُ
ما لي سوى قرعي لبابك سلما= فإذا رددت فأي باب أقرعُ
جرب أن تصلي ركعتين وتسأل الله عزوجل وتدعوه وستجد أخي الكريم فرقا عظيما
ذق حلاوة الدمعة ولذة المناجاة واشك همك إلى الله وأظهر افتقارك وحاجتك إلى
الله تعالى وتذكر أن نبي الله يعقوب عليه الصلاة والسلام قال : (( إنما
أشكو بثي وحزني إلى الله ))
فاجعل هذه الآية شعارك ودثارك ...
2- الرضا بقضاء الله وقدره :
وقد دل على هذا قوله (( ناصيتي بيدك, ماض فيّ حكمك, عدل فيّ قضاؤك))
فقد تفقد قريبا أو صديقا أو أبا أو أما فارض بما بقضاء الله وقدره
وقد تصاب بمرض أو تخسر في صفقة تجارية فكل مسلما لأمر الله
وتأمل في حال الأنبياء والرسل فإن كنت فقدت ولدا فالنبي عليه السلام وعلى
ال بيته السلام فقد كل أبناءه في حياته إلا فاطمة سلام الله عليها وإن كنت
أصبت بمرض فتذكر نبي الله أيوب عليه الصلاة والسلام فقد نزل به بلاء عظيم
جدا فقد قال (( إن نبي الله أيوب لبث به بلاؤه ثماني عشرة سنة فرفضه القريب
والبعيد ))- صححه الألباني في الصحيحة - .
سبحان الله ... ثماني عشرة سنة وهو صابر محتسب ...
فاصبر على قضاء الله وقدره فإن عظم الجزاء مع عظم البلاء وإن الله إذا أحب
قوما ابتلاهم
3- دعاء الله عزوجل ومعرفة أسماءه وصفاته :
ودليل هذا قوله (( أسألك بكل اسم هو لك سمّيت به نفسك, أو أنزلته في كتابك
أو علّمته أحدا من خلقك))
فالدعاء هو العبادة فأكثر من الدعاء وتضرع إلى الله تعالى
وتذكر أن الله عزوجل قال : ((وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة
الداعي إذا دعان فليستجيبوا لي وليؤمنوا بي لعلهم يرشدون ))
وقال تعالى (( أمن يجيب المضطر إذا دعاه ويكشف السوء ويجعلكم خلفاء الأرض
))
فإذا أردت أن يذهب الله همك ويكشف غمك توجه إلى الله وعليك بالدعاء خاصة
الدعاء بأسماء الله الحسنى فقد قال تعالى (( ولله الأسماء الحسنى فادعوه
بها ))
قال بعض المؤمنين :
لبست ثوب الرجى والناس قد رقدوا = وقمت أشكو إلى مولاي ما أجدُ
وقلت يا عدتي في كل نائبة = ومن عليه لكشف الضر أعتمدُ
أشكو إليك أمورا أن تعلمها = مالي على حملها صبرٌ ولا جلدُ
وقد مددت يدي بالذل معترفا = إليك يا خير من مُدت إليه يدُ
فلا تردنها يا رب خائبة = فبحر جودك يروي كل من يردُ
4- قراءة القرآن :
فقد قال : (( أن تجعل القرآن ربيع قلبي, ونور صدري, وجلاء حزني, وذهاب همّي
وغمّي))
فقد شبه القرآن بالربيع والمطر الذي فيه حياة للأرض فكذلك القرآن فيه حياة
للقلوب فكم من حزين لما أقبل على القرآن أذهب الله عنه حزنه
وفي نهاية الحديث وعد نبوي بأن من قال هذا الدعاء – مع يقين بالله وصدق في
الدعاء – بأن الله عزوجل سيذهب همه وغمه
فهلا تعلمنا هذا الدعاء
وعملنا به
مع التفكر في معانيه
لعل الله أن يذهب همومنا
ويرزقنا السعادة والفلاح في الدنيا والاخرة آآآآآآآمين ...[/size]