أحمد شاب في أوائل العشرينيات من عمره ، كان دائم الشكوى من والده و كيف أنه يعامله كطفل ، و لا يدعه
يفعل أي شيء يحبه ، بل ينتقده و يسبب له احباطا تاما ، لذلك كان يفشل في دراسته .
قابلته –كما طلب والده- فوجدته شارد الذهن كما لو كان في عالم آخر .
سألته : ماهي المشكلة بالتحديد ؟
فقال : مشكلتي هي والدي ، فهو يمنعني من الخروج مع أصدقائي ، و يحرمني من المصروف ، و لم يشتري لي
سيارة كما فعل مع أخي الكبير .
فسألته : كيف حالك في الدراسة ؟
فقال : سيء جدا غأنا لا احب الدراسة .
فسألته : هل تدخن ؟
فقال : نعم أدخن حوالي خمسين سيجارة يوميا .
سألته : كيف حالك مع العائلة ؟
قال : دائما في شجار مع أخي و أبي ، لذلك أترك البيت و لا أعود الا في ساعات متأخرة ، فيعاقبني أبي بدلا من
أن يعرف الأسباب .
سألته : هل انت سعيد بهذا الوضع ؟
قال : طبعا لا ، و لكن السبب في ذلك يرجع الى أبي الذي يعاملني بقسوة كما لو كنت طفلا صغيرا .
فسألته : هل تريد الحل فعلا لهذه التحديات ؟
فقال : طبعا أريد الحل ، فلا يوجد أحد يحب أن يعيش في شجار و تعاسة .
فقلت له : سأجرب معك استراتيجية بسيطة ، و كل ما أطلبه منك هو أن تتبع الخطوات بأمانة و صدق .
فوافق أحمد .
فقلت له : أريدك أن تتخيل أن أمامك شاشة عرض كبيرة و ترى نفسك انت فيها .
ففعل و قال : أرى الشاشة ، و أرى نفسي هناك .
قلت له : انظر إليك هناك و أنت تتصرف مع أخيك و والدك و المدرسة .
ففعل و قال : أرى أحمد هناك... مسكين هو مما يحدث له من هذا الأب القاسي .
قلت له : الآن تخيل والدك امامك في الشاشة ، و تصرف كأنك تأخذ مكانه ، بمعنى أنك
أصبحت أنت والدك وانظر اليك تتصرف .
ففعل و قال : أرى أني والد حزين لما يحدث مع أحمد ، أرى أنني أحاول بكل الطرق لكي أساعده
سواء بالمال أو المدرسين و لكنه يدخن و يتشاجر مع اخيه ، و يخرج من المنزل ولا يعود إلا في ساعة
متأخرة ، أرى نفسي أفكر بحزن شديد و لا أعرف ماذا افعل مع ولدي حتى يصبح ناجحا في حياته .
توقف أحمد و بدأ يبكي .
فقلت له : لماذا تبكي ؟
قال : لأني لم أتصور الآلام التي اسببها لأبي .
فقلت : الآن عد الى أحمد في الشاشة وقل لي ماذا ترى ؟
فقال : أرى احمد يحاول ان ينجح في دراسته ، لأن النجاح له في النهاية ، و أنه أقلع تماما عن التدخين
و نظم حياته و وقته فأصبح لا يتأخر خارج المنزل مما جعل الجميع يدعمونه فأصبح سعيدا .
قلت له : كيف تشعر الآن ؟
فقال : شعور رائع ، ولكن مالذي يحدث لو لم يتقبل الجميع أسلوبي الجديد و يستمر الحال كما كان من قبل ؟
فقلت : إذا أردت ان تحدث تغييرا إيجابيا في حياتك فكر في الأفكار التي تقربك من هدفك ، ثم تصرف على اساسها
مهما كانت التحديات ، وستجد بنفسك التغيير الذي ستراه في حياتك .
منقول-د.إبراهيم الفقي-