هذه قصيدة للاقصي
اعجبتني
إني أصوغ من الأسى كلماتي —————– فمدامعي فاضت بها حدقاتي
وجوانـحي مخنوقةٌ مكبوتةٌ ———————- مُلِئَتْ بألوانٍ من الحسراتِ
قد كان لي أرضٌ وبيتٌ عامرٌ ——————— بالصِّيدِ والزُّوّار والبسماتِ
قد كان لي أهلٌ يصونون الْحِمى ————— يحمونني من أعظمِ الصدماتِ
يَفْدونَني بنُفُوسهمٍ ونَفِيسِهِمْ ——————- بدمائِهمْ يسقونني لِحَيَاتي
قد كان لي سهلٌ بديعٌ حافلٌ ——————- بالرَّوْضِ والأزهارِ والجناتِ
رُسِمَتْ على وجهي ابتساماتُ الهَنَا ————- بَقِيَتْ قروناً زَيَّنَتْ قَسَمَاتي
والمسلمون توجهوا لي بالصَّلا ————– ةِ بأمرِ ربي واهبِ الرَّحماتِ
قد كان ذكرُ الله يملأ أَضْلُعي —————– بالنورِ والرحماتِ والبركاتِ
ولكم ضَمَمْتُ القاصدين زيارتي ————– كي يَنْهلوا من أروع النفحاتِ
قد جاءني الفاروق يمشي فاتحاً —————— بملابسٍ مرقوعةٍ رَثَّاتِ
لكنما الدنيا أتَتْه صغيرةً ————————- فأشاح عنها معرضاً بثباتِ
وتسلَّم الفاروق مفتاحي وكِدْ —————— تُ أطير من فرحي إلى الغيماتِ
رُفِعَ الأذانُ على رؤوس مآذني —————— فترى الجبالَ تلين في إخباتِ
صوتٌ نديٌّ خاشع ومؤثرٌ ———————– في القلب والأعضاء والخلجاتِ
وهنا صلاحُ الدين أَلْهَبَ منبري —————– بقذائفِ الكلماتِ والكَّرَّاتِ
كَسَرَ الصليبَ وشرَّد المُحْتَلَّ عَـنّـ —————– ـي بعدما قد دنَّسوا جَنباتي
ضربوا عَلَيَّ قيودَهم، جَثَمُوا على —————— صدري بجيشٍ أسْوَدِ الراياتِ
فأتى صلاحُ الدين ليْثاً زائراً ———————— وأذاقهم كأسَ الرَّدى بِمَوَاتِ
وَحَكَى العظيمُ فَرَدَّدَتْ أصداءَه ———————- أذُنُ الزمان بعزةٍ وثباتِ
والآنَ منبرُه يُحَرَّقُ جَهْرَةً ————————— والمسلمون بسكرةٍ وسُباتِ
والآن تَنْهشُني مخالبُ ثعلبٍ ——————— مُسْتَنْسِرٍ في الصبح والعشواتِ
حفروا هنا تحتي لأهْدَمَ خُلسةً ——————— والمسلمون بفرقةٍ وشتاتِ
هذا – وربي- لم يَكنْ في شرعةِ الْ —————— ـقرآن والإنجيل والتوراةِ
وحُرِمْتُ من أهلي ومن صلواتهم ——————– وسجودِهم والذِكرِ والدعواتِ
يا مسجدَ المختارِ أنتَ لِيَ الشقيـ ——————- ـقُ فَهَلْ تُطيقُ تَجَرُّعي حسراتي
يا كعبةَ الأبرارِ تِيهي وافرحي ————————- بالزائرين على مدى الأوقاتِ
فطوافُهم وركوعُهم وسجودُهم ————————- يُجْلي ويَطرُد كلَّ ضيقٍ آتي
وأرى ملايين الحجيجِ قلوبُهم ————————– تهفو لحجكِ ثمَّ للعُمراتِ
يا كعبةَ الأبرارِ هبّي شَجِّعي ———————– رَكْبَ الحجيج على رُبى عرفاتِ
بل وجِّهيهم نحو أولى القبلتَيْـ ——————- ـنِ وثالثِ الحرمَيْنِ في البركاتِ
بل ذكريهم أنني مسرى النبيّ ——————— ومأرزٌ للبِشْر والخيراتِ
وخُصِصْتُ دونكِ أنني وبساحتي ———————- أمَّ النبيُّ الأنبيا بصلاةِ
قولي لمن حجوا يشدوا رحْلهم ——————- نحوي بكل عزيمةٍ وثباتِ
لِيُكسِّروا قيدي يُعيدوا عزتي ———————- ويزلزلوا جيشَ اليهودِ العاتي
والله لو جاؤوا فلن تَقِفَ اليهو ——————- دُ أمامَ مليونِ الحجيجِ الآتي
فالله أخبر عن تناهي جُبْنِهِمْ ———————- في مُحْكَم التنزيلِ والآياتِ
لم يجْرُؤوا إلا لِوَهْنٍ بيْنَنا ————————- لمَّا كرهْنا الموتَ بعدَ حياةِ
إني وإنْ طال الزمانُ لصابرٌ ———————- والله عوني دائماً وغناتي
ولئن تخاذلتم فإن الله يُبْـ ————————- ـدِلني بجندٍ غيرِكمْ أثْباتِ
إني أنا الأقصى وإني صامدٌ ——————– ما زحزحتني أسْيُفُ السنواتِ
إني إمامي أحْمَدٌ، والله ربّـ ——————— ـي، والملائكة الكرامُ بُناتي