بسم الله الرحمن الرحيم
اخوتي في الله ::..
الكثير منّا يُصلي ويصوم ويقرأ كلام ربّه وربما أكثَرَ من الذكر
ومع ذلك يشعر أن حاله لا يتغيّر كثيراً وهمّه إن أبعد عنه شبراً عاد أخرى وألتصق ..!
وأنه كما هو لا أثر لذلك كله ...
******
هل تعرفون السبب أخواني في الله ..؟
******
ويعود كله إلى أننا تعبّدنا الله بجوارحنا وعطّلنا (عبادة القلوب)..!
وهي الغاية وعليها المدار , والأعمال القلبية لها منزلة وقدر ، وهي في الجملة أعظم من أعمال الجوارح
إننا حين نُصلي صعود وقيام تتحرك جوارحنا لكن . . قلوبنا لا تصلي ..!
فهي لاهية لا مُتدبِّرة ولا خاشعة
فلا يكون لصلاتنا أثر ولا معنى ..!
فلا هي تنهانا عن المنكر ولا هي تجلو عن قلوبنا الهم ولا على المشاق تعين .!
وكذلك في تلاوتنا للقرآن الكريم فكيف هي أوضاعنا ..؟؟؟
ألسْنَا نفتح المصحف وتتحرّك شفاهنا وتعلوا أصواتنا وقلوبنا تجول في الدنيا وتصول فهي لم تقرأ معنا ..!!
وكذلك في صيامنا فلا استشعار واحتساب وكفّ للنفس عن اللغو والصخب وتدبُّر أمر الله واستشعار الخضوع له ..!
إخوتي في الله ::..
المسألة كبيرة جداً فمن أراد السعادة والثمار الحقيقية من طاعة الله جل جلاله فليتعبّد بالقلب مع الجوارح
(فإن صلح صلح سائر الجسد)
وقد نُحسن الصلاة والصدقة والعمرة وغيره بجوارحنا لكن لانُحسن عبادة القلب ..!
..
إن عبادات الجوارح صلاحها في إتصال القلب وقيامه معها
كذلك له عبادات مستقلِّة كالتوكُّل , و الحب , وحسن الظن , والصبر , والرضى عن الله , وتعظيمه جل جلاله و و وغيره
::
إن قلوبنا تـــــــغ ــــــرق..... [ في الدنيا ] فقط
::
هل تعلّمنا مايجب لربنا في قلوبنا ..!
أم أننا عطّلنا القلب فلا توكُّل ولا تفويض ولا صبر ولا حسن ظن ..!
..
إن أصابنا ضُرّ هلعنا وجزعنا وأكثرنا الشكوى والأنين ولربما والعياذ بالله تسلّل للقلب القنوط ..!
أحبتي ::..
الله لا ينظر إلى أجسادنا ولكن ينظر إلى قلوبنا التي في الصدور ..!
فاسألوا أنفسكم كيف هي [ عبادة قلبي ]
هل قلبي قائماً بعباداته ..؟
..
هل أنا توكّلت على الله حق توكُّل وصدقت في الإعتماد عليه وتفويض الأمر إليه , أم أنّي أثِق في كفاية الخلق أكثر ..؟
هل أنا أمتلىء حُبّاً لله وخشيةً منه ورجاء له وحده
..؟؟
نحتاج للمجاهدة فالقلب سريع التقلُّب ومن ظفر بعبادات القلب سعَدَ بالحياة الحقيقية ..
فأنصحكم إخوتي ...
بالعلم في أعمال القلوب , ها نحن نُدير محرّكات البحث (قوقل) وغيره فيما نهوى من الدنيا ..!
فهلاّ استخدمناها لمعرفة أعمال القلوب وكيف نتوكّل وكيف نصبر وكيف نرضى وكيف نحبه جل جلاله ..!
ليقوم القلب بالعبادات التي أرادها وخلقه المولى جل جلاله لها ..؟
اللهم لا تجعل الدنيا أكبر همنا..