عندما تتفجر الدموع
. دمعٌ ترقرق في الجفنين منتقلُ *** فضَّاحُ حالٍ شهيدٌ خطبُه جلــــلُ
حاولت أكتم دمعي في محاجره *** فأصـبح الدمع في الجفنين يشتعلُ
. مات الحبيب؛ أحقاً ما سمعتُ به *** أم أن عقليَ من همٍّ ؛به كلــــلُ
. بل مات هذا قضاء الله نحمدُه *** في اللوح أقداره قد ضمَّـها الأزلُ
. العين تدمع والقلب الجريح له *** أنينُه غير أن الحــــمدَ متصلُ
. وبشِّر الصابرين الغرَّ إذ نطقوا *** بحمد ربهم التوابِ وابتـــهلوا
إليه سبحانه .. رحماك خالقنا *** بمن فقدنا ؛ إليكم تقطع الســبلُ
يا شمعة القلب يانور الصباح لكم *** في خاطري فيضُ حُبٍّ ما به خللُ
يا أبعد الناس عن غيٍ وعن سفهٍ *** وأطيب الناس لم تعبأ بما فعلـوا
. فارقتنا ودموع العين ساجمة *** وفي قلوب الألى فارقتهم جــللُ
أين ابتسامـــتك الغرَّاء أعهدها *** كأنها الشمس ما أزرت بها ظُلَلُ
أين الترانيم بـــالقرآن نسمعها *** يُحيِي بها اللهُ مَن عن هديه غفلوا
أنت ابن عشرين عاماً كنت سيدنا *** ونحن بعدك قد أودى بنا الكــسلُ
أنت الحبيب وأنت السمع والبصرُ *** يا سيداً عجزت عن وصفه الجُمَلُ
. أيا (محمد) كم في القلب من شجنٍ *** وكم أحبك كم أغراني الأمـــلُ
كم كنتُ أحسب أيامي وأقطعُهــا *** شوقاً لرؤياك حتى جاءك الأجـلُ
صدقتَ في عهدك الرحمنَ فُزتَ به *** قضيتَ نحبك لمَّا غرَّد الأمـــلُ
رحلت عن ذا الزمان السوءِ مبتهجاً *** تركتنا في لظى الآلآم نشتـــعلُ
أتممتَ صومك عن دنيا زهدتَ بها *** وغيركم بالدنايا صار ينشـــغلُ
ما كنتَ تحملُ لا حقداً ولا حســداً *** للناس بل كنتَ سمحاً حينما جـهِلوا
وكنت تحتمل الآلآم محتســباً… *** وكنت تدعوا لمن آذوك إذ فعلوا
وكان همُّك قرآناً ترتِّـــــلُه *** حفظاً وعلماً فطاب العلم والعــملُ
عزاؤنا أنَّ قرآناً عملتَ بــه .. *** لازال يُتلى ؛ وفي محرابكم زجــلُ
. عزاؤنا أنَّ محراباً وقفــتَ به *** لازال يصدح فيه الذكر يعتَمِـــلُ
. عزاؤنا أدمعٌ فاضت لموتكـــمُ *** من أعين الناس حتى احمرت المُقَلُ
. طوباك جناتُ عدنٍ تستقر بــها *** -إن شاء ربُّك- لاحُزْنٌ ولا وَجـلُ
. يُقالُ إقرأ ورتِّل وارقْ مرتفعــاً *** في جنة الخلد. .طاب الحِلُ والنُّـزُلُ
. يا ربَّنا أنت مولانا وخالقنــــا *** إليك مفزعنا إن ضاقت الحيـــَلُ
. أحسِنْ خواتِمنا يا ربَّــــنا فَلَنَا *** في عصرنا أنْفُسٌ تذوي بها العِللُ
. في عام أحزاننا تترى مصائبنــا *** ذابت جوانحنا شوقاً لمن رحلـوا..
. تخَطَّف الموت في ذا العام كوكبةً *** هم صفوة الناس إن قالوا وإن فعلوا
. أَبَعْدَهُمْ نستلذُّ العيشَ في رغَدٍ... *** ونحن أسرى معاصينا ولا وَجَــلُ
. فاغفرْ لنا يا إلــهي سوء ماقترفتِ *** قلوبُنا وعليه النفسُ تشتمـــِلُ
. ومن سواك إلــهي يستجيب لـنا *** رغم الذنوب ؛ ففي ألفاظنا الخجلُ
. وأنت أكرمُ يا ســــؤلي ويا أملي *** من أن تَرُدَّ دعاءً ملؤُه الأمـــلُ