مفدي زكريا والتغزل بالوطن
ومن روائع تغزله بالوطن قوله في المقاطع الأولى من الإلياذة: جزائر يا لحكاية حبي ويا من حملت السلام لقلبي
ويا من سكبت الجمال بروحي ويا من أشعت الضياء بدربي
فلولا جمالك ما صح ديني وما إن عرفت الطريق لربي
ولولا العقيدة تغمر قلبي لما كنت أومن إلا بشعبي
وإما ذكرتك شع كياني وإما سمعت نداك ألبي
ومهما بعدت، ومهما قربت غرامك فوق ظنوني ولبي
ويضيف
بلادي أحبك فوق الظنون وأشدو بحبك في كل نادي
عشقت لأجلك كل جميل وهمت لأجلك في كل واد
ومن هام فيك أحب الجمال وإن لامه الغشم قال: بلادي
لأجل بلادي عصرت النجوم وأترعت كأسي وصغت الشوادي
وأرسلت شعري يسوق الخطى بساح الفدا يوم نادى المنادي
وما أجمل هذه الأبيات في التغزل بالوطن
الحب أرقني واليأس أضناني والبين ضاعف آلامي وأحزاني
والروح في حب "ليلايَ" استحال إلى دمعٍ فأمطره شعري ووجداني
أساهر النجم والأكوان هامدة تصغي أنيني بأشواق وتحنان
كأنما وغراب الليل منحدر روحي وقلبي بجنبيه جناحان
نطوي معًا صهوات الليل في شغف ونرقب الطيف من آن إلى آن
لكِ الحياة وما في الجسم من رمق ومن دماء ومن روح وجثمان
لك الحياة فجودي بالوصال فما أحلى وصالك في قلبي ووجداني
مفدي زكريا والوفاء للوطن
رغم
نجومية مفدي زكريا وشهرته في المشرق والمغرب وتجواله في المشارق والمغارب
, فقد ظل مفدي زكريا وفيا لوطنه الأم و الأرض التي تربى فيها ويتجلى هذا
في قصيدته التي يتغنى فيها بالصحراء : ألا ما لهذا الحساب ومالي؟ وصحراؤنا نبع هذا الجمال
هنا مهبط الوحي للكائنات حيال النخيل وبين الرمال
ومهد الرسالات للعالمين ونور الهدى ومصب الكمال
هنا العبقريات والمعجزات وصرح الشموخ، وعرش الجلال
تبادلنا الشمس إشعاعها ويلهمنا الصفو نور الهلال
ونعدو فنسبق أحلامنا ونهزأ من وثبات الغزال
وجنّبنا الغدر ماء الغدير وحذرنا الظلُّ نهج الضلال
وعوَّدنا الصدق راعي المواشي وعلمنا الصبر صبرُ الجمال
وأخرجت الأرض أثقالها فطار بها العلم فوق الخيال
يوفر للشعب أقداره ويكفي الجزائر ذل السؤال
مفدي زكريا يتغنى بفلسطين
فمن القسم الأول وعدد أبياته 20 بيتا قوله: فلسطين يا مهبط الأنبياء ويا قبلة العرب الثانيه
ويا حجة الله في أرضه ويا هبة الزل الساميه
ويا قدسا باعه آدم كما باع جنته العاليه
ويا لك من حرم آمن جياع ابن آوى بها عاويه
ومن القسم الثاني وهو على لسان فلسطين ويقع في 30 بيتاً قوله: أيا شاعر العرب ذكرتني وهجت جراحاتي الداميه
لقد كان لي سبب للبقا فقطع قوميَ أسبابيه
ورحت أباع وأشرى كما تباع لجزارها الماشيه
فلو كان لي أمر تدبيرها لما احترتُ في أمرها ثانيه
وأهويت بالفأس أذرو الجذوع واسحق بالنعل ثعبانيه
وغسلت عارا على جبهتي وأعليت بالهامة الحانيه
فأقصف من لم يصن حرمتي وأخسف بالأرض أصناميه
ومن كان دلال أعجوبتي ومن قد تسبب في عاريه
ومن قد اعان على نكبتي ومن كان عينا لأعدائيه
هو الشعب لا السادة المترفون يحقق في النصر أحلاميه
نشيد قسما
كتبه مفدي زكرياء داخل السجون الفرنسية في سنة 1956، وقام بتلحين النشيد الملحّن المصري محمد فوزي خير مااختم به هذا الموضوع هذه الابيات الثلاث واترك لكم التعليق عليها وأوقفت ركب الزمان طويلا أسائله عن ثمود وعاد
وعن قصة المجد من عهد نوح وهل ارم هي ذات العماد
فاقسم هذا الزمان يمينا وقال الجزائر دون عناد