ما معنى أن تكون في
القمة ، ألانك أبيت أن تعيش ابد الدهر بين الحفر ، أن تكون أو لا تكون ، أن تكون
صاحب قرار بينك وبين نفسك أفضل من أن تتنكر بقناع في وسط العالمين ، أن تسعى لأجل الريادية
في شيء أفضل من تبقى مكتوف اليدين . وان تتعلم
وتعلم حب العمل والعمل عبادة وحب الإتقان والإتقان أمانة فماذا تنتظر!! .
إذا أردت أن
تقف على تحدى نحو الرايادة يجب أن ترتب أفكارك وتجعل نصب عينيك الهدف الأول لتجسد
ذلك عبر مراحل إن ألزمك هدفك ذلك ، قبل أن تبدأ في صعود السلم يجب أن تأخذ بالأسباب
"فعقلها وتوكل على الله" صدق رسول الله (ص) ستبدأ مشروعك من الصفر أو
اقل من ذلك أو أكثر ، لكن لكل حصان كبوة ،ولكل عالم هفوة فلا تقف عند أول منعرج .ورضا
بأنك بوصولك للقمة يجب أن تحافظ عليها فليس من المعقول أن تصعد القمة وتخاف النظر إلى
الأفق ، ا تصعد وترمي بنفسك من عليها ، فهناك رياح قوية ،وجو غير الجو الذي في أماكن
أخرى ففكر وتريث و لا تنتظر لأنك لن تنظر فبدا بسم الله نحوا لقمــــــــــــة
.....
سنستعرض بعض
الشخصيات العربية التي كان لرياديتها تأثير قوية في الفكر العربي ، وأصبحت مثال يتقدى
به في شتى المجلات ،وهذا لأجل أن نوسع أفق طموحنا ، نسطر خطوط مشاريعنا، ونبرهن
للعالم بأسره إننا لم نكن نسترد معرفتنا أو نقتات فتات علومنا.
فقد كان لنا فضل في علوم الطب الحديث عن طريق أسماء
ريادية ، فقد كان
ابن سينا الذي يقر له الغرب بأنه أول من
عرف أن الجنين يأخذ بواسطة المشيمة شريانين اثنين ويرد وريداً واحداً. و موفق الدين عبد اللطيف
البغدادي : أرشد إلى مواطن الضعف في وصف جالينوس لبعض أجزاء الهيكل العظمي ،وأكد على سبيل المثال أن
الفك الأسفل قطعة واحدة وليس قطعتين بعد أن فحص أكثر من ألفي جمجمة بشرية في أحد
المقابر حيث يقول (( والذي شاهدناه من حال هذا العضو أنه عظم واحد وليس فيه مفصل ولا
درز أصلاً )) . و قد سبق ابن النفيس هارفي الإنكليزي في
اكتشاف الدورة الدموية الصغرى)الدورة الرئوية ) بمئات السنين ، كما سبق سرفيتوس بثلاثة قرون في
اكتشاف وإثبات أن الدم ينقى في الرئتين جاء في وصفه تشريح الشريان الوريدي في كتابه
شرح تشريح القانون من جملة ما ذكر (( ولا بد في قلب الإنسان ونحوه ،
مما له رئة من تجويف آخر يتلطف فيه الدم ليصلح مخالطة الهواء إلى غيرها من أمثلت النبوغ الفكري
والسبق و الريادية في أيام عز الحضارة الإسلامية)).
ونحاول أن نقترب قليل نحو الوقت المعاصر ،
الذي ما يفتأ يوم يمضي حتى نسمع عن إشعاع من أشعت الريادة سطع شعاعه في أرجاء
المعمورة .ومما نذكر في تاريخ أن هناك احد الأشخاص الريادية والفذه ، فهذا الاسم محمد إبراهيم بوخروبة المولود بـ 23 أوت من سنة 1932في احد المساكن
المبعثرة في الريف غرب مدينة قالمة بالجزائر ابن فلاح ومن عائلة متواضعة ماديا
وكبيرة العدد ، دخل الكتاب ككل صبية بني دوره ، وكان عمره آنذاك 04 سنوات ثم مدرسة
في السادسة من عمره بمدينة قالمة ،وكان يدرس بالمدرسة الفرنسية ويلازم الكتاب في
نفس الوقت .حتى تمكنت هته الشعلة أن تختم القران وأصبح يدرس أبناء قريته القران
الكريم ، واللغة العربية التي باتت في خطر اثر الاستعمار الفرنسي الذي أضحى يمحو
كل شيء يذكر الجزائريين بأنهم عرب مسلمون فكان التفكير جديا هذه المرة وأصبح يتنفس
طموحا وريادة وأصبح يفكر بعقل ناضج بعد الزخم الكبير من المعلومات والقواعد
المعرفية التي حملها وكانت نتاج عمل إرادي منذ الصغر ، ثم يتجه نحو معلم من معالم
النبوغ الإسلامي بالجزائر وهي مدينة قسنطينة التي كانت تنشط بها جمعية العلماء
المسلمين ،ليدرس على يد مشايخها ويشرب من منابعها ويوسع أفق معرفته أكثر .
رحلته إلى الأزهر كانت نتاج مضايقة القوات
الفرنسية التي فرضت الخدمة الوطنية على الشباب الذي بلغ 18 سنة ، بعد أن فر إلى
تونس سنة 1949 ليلتحق بجامع الزيتونة ومن جامع الزيتونة انتقل إلى القاهرة سنة
1950 ،
حيث
درس بالأزهر وتفوق في دراسته .
بعد اندلاع الثورة الجزائرية 01 نوفمبر 1954 كان الحس والشعور الطموح العالي
ولمسة من الإرادة الفذة قد تفجر في هذا الرجل فكيف يعقل لبلد محتل قرابة 130 سنة
أن يستقل عن بلد يعد من اعتى الدول تكنولوجيا وحربيا واقتصاديا ، كيف لمعجزة أن
تحدث وكيف لثورة أن تندلع وكيف لأشخاص امتلكوا
إرادة الخلاص من البأس والحرمان ومن غسيل الأدمغة التي كانت تسلطه فرنسا
الاستعمارية على بني جلده من اجل طمس أدنى المقومات الهوية الوطنية الجزائرية .
التحق بالثورة الجزائرية مباشرة وبالجهة الغربية
للبلاد ليبدأ مشواره نحو القمة .اشرف على التدريب بعد ان تدرب في مصر واخذ تريب
عسكري مكثف هناك مكنه من العمل على تكوين عناصر قادرة على حمل السلاح في وجه
المستعمر الفرنسي ، ومنذ سنة 1957 أصبح يلقب باسم بقي في التاريخ ولا يزال صداه
ممتد عبر الأراضي المحررة من الاستعمار الفرنسي إلى يومنا هذا وأصبح يلقب
باسم " هواري بومدين " وتولى
حينها مسؤولية الولاية الخامسة ليتدرج ويصبح قائد الأركان الغربية ، واشرف على
جبهة التحرير عسكريا ليصبح قائد الأركان الأول سنة 1960 .
وفي 05 جويلية 1962 استقلت الجزائر بتوفيق من
الله لرجال ذوي إرادة صلبة ، وأناس كما رفعوا راية الجهاد ضد الظالم أعلنوا راية البناء والتشيد بعد لاستقلال. ليشغل هواري
بومدين وزارة الدفاع في حكومة الاستقلال ونائب المجلس الثوري سنة 1963 ، إلا أن
طموحه لم يتوقف هنا
الرئيس هواري بومدين
كيف لابن فلاح أن يعتلي كرسي الرئاسة
الجمهورية الجزائرية ، كيف لإنسان من أخر الصف كما يخيل إلينا أن يتقدم لأوله ،
فهل يمكن أن نقول انه أصبح رمزا من رموز الريادية القومية العربية ، فيجب إلا نحقر
من المعروف شيء.
فهذا معنى الريادة الصحيح أن تقاتل لأجل هدفك
وأفكارك لأخر جولة إما تكون أو لا تكون .
بقلم . خـــــالد