أمر احد الملوك في زمان بعيد رجال السحر في مملكته بصنع مرأة سحرية
كل من يقف امامها لا يظهر شكله ولكن تظهر فقط عيوبه حتي يستطيع ان يري
عيوب الناس وداب السحرة في صنع هذه المراه العملاقة وتم وضعها في بهو الملك
وكل من جاء للملك يقف امامها ليري الملك عيوبه
لكن في احد الايام مر الملك امام المراه فراي الملك عيوبه ففزع من مما راي
فامر حراسه بكسر هذه المراه وتدميرها نهائيا
وبالفعل دمرت المراه وتحولت الي قطع زرات صغيرة سكنت عيون الناس فاصبح كل منا لا يري عيوبه ويري فقط عيوب الناس
انتقل رجل مع زوجته إلى منزل جديد
وفي صباح اليوم الأول
وبينما يتناولان وجبة الإفطار
قالت الزوجة مشيرة من خلف زجاج
النافذة المطلة على الحديقة المشتركة
بينهما وبين جيرانهما
انظر يا عزيزي
ان غسيل جارتنا ليس نظيفا ..
لا بد أنها تشتري مسحوقا رخيصا
ودأبت الزوجة على إلقاء نفس التعليق
في كل مرة ترى جارتها تنشر الغسيل
وبعد شهر اندهشت الزوجة
عندما رأت الغسيل نظيفا على حبال جارتها
وقالت لزوجها انظر ..
لقد تعلمت أخيرا كيف تغسل
فأجاب الزوج
عزيزتي لقد نهضت مبكرا هذا الصباح
ونظفت زجاج النافذة التي تنظرين منها ..!
قد تكون أخطائك هي التي تريك أعمال الناس خطأ.
فأصلح عيوبك قبل أن تنتقد عيوب الآخرين.
تخيل انك تضع شمعة امام مراه قد تتصور ان المراه هي مصدر الضوء رغم ان مصدره
هو الشمعة كذلك البشر
هناك من يقف مثل الشمعة وهناك من يقف مثل المراه
فالانعكاس اعتراف لا شعوري علي النفس البشرية اكثر منها اتهاما للغير
انظر الي اصابع يدك عندما تتهم الغير فان اصبع واحد يشير اليه وباقي اصابعك
تشير اليك انت
فعندما يحمل الانسان صفة سيئة فانه يتصور ان كل من حوله مثله فهو دائما يشير اليهم ويتهمهم
فمثلا نرى شخص خائن للامانه عندما يتقلد منصبا فانه يرى ان كل من يعمل
تحت امرته وللأسف خائن !!!
ولا يمكنه الوثوق به فتجده يحرص دوما و بشكل مبالغ فيه
على ان لايتقلد اي احد من الذين يعملون لديه أي سلطه حتى ولو كانت بسيطه
وكذلك نرى ان من يغش الناس يحسب ان كل الناس غشاشين مثله!!
ومن يكذب عليهم ايضا لايصدقهم مهما كانو صادقين معه !!
ما أحسب أحدا تفرغ لعيب الناس إلا من غفلة غفلها عن نفسه
وكما قال الامام الشافعي
فلا ينطـلـــق منــك اللسان بسوءة فكلك سوءات و للناس ألسن
و عينــك إن أبـدت إليــك معـايبــا فصنها وقل ياعين للناس أعين
منقول