موضوع: تنديد دولي وحرج عربي.. الجمعة 12 مارس - 13:18:23
تنديد دولي وحرج عربي.. 50 الف وحدة استيطانية جديدة تحاصر القدس
القدس المحتلة: كشفت تقارير صحفية ومنظمة حقوقية الخميس عن مخطط إسرائيلي لبناء 50 ألف وحدة استيطانية جديدة في القدس المحتلة ، ضمن مشروع أوسع لتطويق البلدة القديمة ومحاصرة القرى الفلسطينية ضمن حدود المدينة المقدسة. ويأتي هذا التصعيد بالتزامن مع إخفاق الإدارة الأميركية مجدداً في انتزاع تراجع إسرائيلي عن قرار بناء 1600 وحدة استيطانية في القدس. فقد "ثمن" نائب الرئيس الأمريكي جو بايدن خلال زيارته الأربعاء الماضي "اعتذار" رئيس الحكومة الإحتلال بنيامين نتانياهو عن "التوقيت غير المناسب" لإعلان البناء ، في حين "هددت" لجنة المتابعة العربية إسرائيل بسحب دعمها للمفاوضات غير المباشرة التي التي أعلنته قبل ايام، فيما اكتفت السلطة الفلسطينية بالتعبير عن "عدم قبولها" للمخطط الاستيطاني. فإسرائيل استقبلت زيارتي بايدن وقبله مبعوث ادارته جورج ميتشل بالإعلان عن بناء 112 وحدة استيطانية في مستعمرة "بيتار عليت" و1600 وحدة في مستوطنة "رامات شلومو"، ما عد اهانة واستخفافا من قبل إسرائيل وحكومتها بالمسؤولين الأميركيين الرفيعين، وكما الاستقبال كان وداع بايدن الذي انتقل من إسرائيل الى الأردن بأنباء عن مشاريع استيطانية في سباق مع الزمن لتهويد فلسطين وفي المقدمة منها القدس المهددة بمخطط استيطاني مقداره 50 ألف وحدة استيطانية سيشكل ضربة قاضية لهويتها العربية والإسلامية. وأكد تقرير منظمة "اير عميم" الإسرائيلية المناهضة للاستيطان أن 20 ألف وحدة باتت عملية التراخيص لها في مرحلة متقدمة فيما الـ 30 ألفاً الأخرى ما زالت بمثابة مشروع . وأوضحت المنظمة أن غالبية مشاريع البناء في القسم الشرقي من المدينة تقع في الأحياء الاستيطانية الكبرى القائمة . وذكرت صحيفة "هاآرتس" على موقعها الالكتروني "أن هذه الوحدات ستقام على أراضي 1967 "، موضحة "أن خطط البناء أصبحت في مراحل متقدمة من التخطيط وبعضها ينتظر الموافقة النهائية" ، مشيرة إلى" إن خطط البناء ستركز على نحو خاص على شرق مدينة القدس". وقالت الصحيفة ان هذا المخطط يشمل بناء 3000 وحدة سكنية في مستوطنة جيلو 1500و وحدة سكنية في مستوطنة جبل ابوغنيم 1500و وحدة في مستوطنة بزجات زئييف 3000و وحدة سكنية في جفعات متوسيم 1200و وحدة في راموت 600و وحدة في ارمونا نتسيف وفي مستوطنة النبي يعقوب 450 وحدة سكنية. وتشمل كذلك توسيع مستوطنة جبل الزيتون لتصل الى 200 وحدة سكنية حيث يوجد فيها الان 66 وحدة سكنية فقط ، واقامة حي جديد بالقرب من قرية الولجة في محافظة بيت لحم يتالف من 13 الف وحدة سكنية. ومن بين هذه الخطط اقامة 1600 وحدة سكنية لليهود الارثوذكس في ضاحية "رمات شلومو" في شرق القدس والتي حصلت على موافقة وزارة الداخلية الإسرائيلية الثلاثاء الماضي. وقال زفي هاوزر امين مجلس الوزراء الاسرائيلي "القدس عاصمة اسرائيل والبناء هناك سيجري مثلما يجري في تل ابيب او اي مدينة أخرى في كل جزء من القدس وفقا للخطط". ردود فعل منددة
بايدن ونتنياهو
توالت ردود الفعل احتجاجا على قرارات الاستيطان المتلاحقة التي يعلنها الاحتلال الإسرائيلي في القدس وباقي الضفة الغربية المحتلة، في الوقت الذي يشهد كلاماً كثيراً وتصريحات عن جهود لاستئناف ما تسمى عملية السلام.
فقد أدان الامين العام للامم المتحدة بان كي مون خطط اسرائيل لبناء 1600 وحدة سكنية جديدة في القدس الشرقية . وأشار بان كي مون الى ان "المستوطنات غير مشروعة بموجب القانون الدولي"، مؤكدا ان "النشاط الاستيطاني يخالف التزامات اسرائيل بموجب خريطة الطريق للسلام ويقوض اي تحرك نحو تحريك عملية السلام" . وأعلن كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات أن الرئيس الفلسطيني محمود عباس ابلغ جامعة الدول العربية قراره بعدم استئناف المفاوضات غير المباشرة قبل وقف الاستيطان. وقال عريقات ان "الرئيس عباس اتصل بعمرو موسى وابلغه انه قال خلال لقائه مع نائب الرئيس الامريكي جو بايدن "يجب الغاء قرار الاستيطان في القدس الشرقية لانه من الصعب الذهاب الى مفاوضات غير مباشرة في ظل استمرار هذا القرار". واعلن حنا عميرة ، عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير أن عباس قرر"تأجيل البدء في المفاوضات غير المباشرة حتى يتم الاتفاق على حل لتصاعد الاستيطان ، خاصة في مدينة القدس وإلغاء خطط البناء الأخيرة". كما كشف عميرة عن وجود تعهد أمريكي بحسم استمرار تصاعد الاستيطان لتهيئة الأجواء أمام إطلاق المفاوضات غير المباشرة. وأعلنت الجامعة العربية عقب اجتماعها في القاهرة انه في حالة عدم وقف الإجراءات الإسرائيلية فوريا وعدم سحب الإعلانات الخاصة ببناء مئات المستوطنات في القدس المحتلة ، تخلص اللجنة الى أن المباحثات المقترحة تعتبر غير ذات موضوع". وأكد موسى أن "الموقف السياسي واضح ، انه لا يمكن استئناف المفاوضات سواء المباشرة أو غير المباشرة إذا لم تلغ القرارات الإسرائيلية بشان الاستيطان".
وقال المتحدث باسم الخارجية المصرية حسام زكي اليوم الأربعاء ان قرار إسرائيل توسيع مستوطناتها في القدس الشرقية يسعى لضرب جهود تحقيق السلام.
وتابع زكي أن تلك الأنباء، بالإضافة إلى ما تم إعلانه من خطط لتشييد112 وحدة في مستوطنة إسرائيلية قرب مدينة بيت لحم الفلسطينية، إنما تعني أن الأطراف التي تعمل ضد السلام وضد إقامة الدولة الفلسطينية إنما أصبحت تشكل المعوق الرئيسي في سبيل تحقيق السلام في الشرق الأوسط.
وأوضح ان إسرائيل تعطل عملية السلام" من جراء تشبثها باستمرار الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية تحت أي دعاوى ورفضها التجاوب مع أحكام القانون الدولي ومساعي الوسيط الأمريكي لتحقيق السلام القائم على العدل". فيما اعتبرت موسكو أن القرار الإسرائيلي ببناء 1600 وحدة سكنية في القدس الشرقية غير مقبول، بحسب ما جاء في بيان لوزارة الخارجية الروسية يوم الخميس. وقال البيان: "نعتبر هذه الإجراءات من الجانب الإسرائيلي غير مقبولة وتخالف أسس القواعد الدولية التي يعترف بها الجميع، وتستبق نتائج عملية المفاوضات التي من شأنها إيجاد حل لمسألة الوضع النهائي، لاسيما القدس". كما دعت الخارجية الروسية السلطات الإسرائيلية إلى تجنب اتخاذ خطوات سلبية أحادية الجانب كهذه.
بدورها، أدانت أنقرة القرار الإسرائيلي، وجاء في بيان لوزارة الخارجية التركية أن "اتخاذ هذا القرار في هذا السياق يفتح المجال أمام شكوك جدية حول موقف “إسرائيل” ونواياها” . وطالب البيان "إسرائيل بإعادة النظر في موقفها وتجنب الإجراءات التي من شأنها تغيير وضع القدس وتقويض عملية السلام” . وفي بكين، قال وزير الخارجية الصيني كين غانغ للصحافيين إن بلاده "تعارض بشدة مشروع الحكومة “الإسرائيلية” . . . في هذا الوقت الدقيق لانطلاق المفاوضات غير المباشرة” . واعتبر أن "هذا التصرف يضر بأسس المفاوضات بين الفلسطينيين و”الإسرائيليين” ويضعف جهود الوساطة الدولية" . وأدانت استراليا الإعلان الإسرائيلي بتوسيع الاستيطان في القدس الشرقية، معتبرة أنه "قرار سيئ في الوقت الخاطئ" . وشدد وزير الخارجية الأسترالي ستيفن سميث أن بلاده تدعم تجميد الاستيطان . نقلت شبكة "سكاي نيوز" عن سميث قوله "أشارك في وجهة النظر (القائلة) بأن هذا قرار سيئ في وقت خاطئ، وهذه ليست مساهمة مساعدة في عملية السلام" .
وانتقد توني بلير، المبعوث الخاص للجنة الرباعية الدولية في الشرق الأوسط، استمرار التوسع الاستيطاني، مؤكداً أنه يهدد المفاوضات . وقال بلير في مقابلة مع صحيفة "الأيام" الصادرة في رام الله إن استمرار الإجراءات الاستيطانية في الأراضي الفلسطينية لا يساعد على الإطلاق في إعادة إحياء "عملية السلام" . كما عبرت اسبانيا التي تمثل رئاسة الاتحاد الأوروبي عن "قلقها".