السلام عليكم ورحمة الله وباركاته
هناك الكثير من الناس يبدون اصغر من عمرهم الحقيقي فما السر في ذلك؟
يؤثر في هذا صحة الخلايا بانتظام تفاعلاتها وخلوها من الشوائب
والعمر الحقيقي 'بيولوجي' وليس زمنيا
كم من كبير مسن انشط واكثر حيوية من شاب في الثلاثينات او الاربعينات او حتى في العشرينات، فيثير التساؤل والدهشة بلياقته وقدرته على الحركة من دون تعب او ارهاق، حتى انه لا يتمتع بهذا فقط، بل انه يتمتع بشكل ومظهر وملامح اصغر من سنه الحقيقي، ويتساءل البعض كيف هذا، ولماذا؟
والاجابة ببساطة في طبيعة الحياة ونوعية الغذاء وأمور اخرى كثيرة، اذا ما اتبعناها حافظنا على سر هذه الصحة وهذا المظهر الأصغر سنا.
اذا كانت الخلايا صحيحة وسليمة وتفاعلاتها منتظمة كان عمر الانسان الحقيقي (البيولوجي) اصغر من عمره الزمني..
اي ان الانسان في الاربعين حسب شهادة الميلاد لكن خلاياه الصحيحة النقية تجعله يبدو في الثلاثين او دونها.. وهذا هو عمره الحقيقي.
معنى ذلك اننا اذا لم نسئ معاملة اجسامنا بالعمل المرهق والاكل المتدني الفائدة، والتدخين والهواء الفاسد، فاننا نحيا حياة افضل لا تشوبها المعاناة من الامراض، ولا يعرقلها نقص القدرة البدنية.
فنحن لا نستطيع ان نوقف مرور الايام ولا ان ندفع الشيخوخة، لكننا نستطيع ان نحمي انفسنا من ضعف العظام والمفاصل الذي يقعدنا عن الحركة، ومن ضعف البصر ومن ضعف جهاز المناعة الذي يجعلنا عرضة للجراثيم، ومن السمنة التي تسبب لنا السكر، ومن ضعف الذاكرة الذي يجعلنا نفقد سجل حياتنا وذكرياتنا.. باختصار اننا نستطيع ان نكبر بنوعية صحة وحياة افضل، وباستمتاع بدلا من الالم والاكتئاب.
فيما يلي توضيح ما يحدث في كل عضو وجزء من الجسم بمرور الايام، وكيف يمكن ان نمنع الخراب ونقلل الخطر.
وسوف نكتشف ان الاهتمام باجزاء تبدو غير مبهمة كالاسنان يساعد في الحقيقة على حمايتنا من امراض خطيرة.
القلب
مع التقدم في مشوار الحياة تفقد الشرايين ليونتها ويصيبها نوع من التصلب، وهذا يؤدي الى ابطاء سرعة مرور الدم ويعرض القلب لخطر الاصابة بالسكتة.
كذلك فان اهمال تنظيف الاسنان يضر بالقلب، حيث ان ترك الفضلات على الاسنان يؤدي الى نمو الجراثيم والاصابة بأمراض اللثة، ومن ثم تنتقل هذه الجراثيم الى شرايين القلب مسببة تورمها، ولمنع هذه الاخطار يجب تنظيف الاسنان بعد كل وجبة طعام خصوصا اذا كانت وجبة سكرية، واذا لم تتوافر ادوات التنظيف فعلى الاقل بالمضمضة والفرك بالاصابع لازالة العوالق. ويحمي الشرايين الابتعاد عن الدهون الحيوانية والتدخين والضغط العصبي وممارسة الرياضة.
ملاحظة:
وجدت الابحاث ان تناول الثوم يحمي الشرايين من التصلب.
الرئتان
تصاب انسجة الرئة بالتليف مع تعاقب استخدامنا لها خلال حياتنا بالاضافة الى الدخان والملوثات التي تلعب دورا خطيرا في حدوث ذلك، وتكون النتيجة ضعف الطاقة التنفسية، وتبين الابحاث ان الطاقة التنفسية تنقص بمقدار 27% خلال كل عقد من حياتنا وان الاشخاص ذوي الطاقة التنفسية العالية هم الافضل صحة ونشاطا لان خلاياهم تحصل على حاجاتها من الاوكسجين لتقوم بنشاطاتها الحيوية.
لذا فالتعرض للهواء الطلق والابتعاد عن الاجواء المغلقة، وممارسة تمارين التنفس العميق وتمارين الايروبكس الخاصة بالقلب والرئتين تساعد على منع التناقص المحتوم في الطاقة التنفسية.
الدماغ
تصاب الياف الدماغ بالاضمحلال والموت كلما تقدم بنا العمر، وهي كأي نسيج آخر تحتاج الى التنشيط والحركة والا فان الانسان يصاب بتدهور الذاكرة. والاشخاص الكسولون ذهنيا اسرع وصولا الى هذه المرحلة من غيرهم، وقد اثبتت الابحاث ان ممارسة الالعاب الذهنية بدلا من مشاهدة التلفزيون تنشط آليات الدماغ وتحفظ الذاكرة، بل ان محاولة الكتابة باليد اليسرى لغير اليسراويين تساعد على نمو الالياف الدماغية لذا علينا ان نهتم بتنشيط تفكيرنا مثلما نهتم بتنشيط عضلاتنا.
العظام والمفاصل
يستمر الجسم في بناء العظام خلال مرحلة الطفولة والمراهقة ليبدأ بعد ذلك في مرحلة الاربعينات او قبلها بفقدان ما بناه من كثافة عظمية، الامر الذي يسبب في النهاية هشاشة العظام المصحوبة بالالام وسهولة التعرض للكسور، خصوصا بعد انتهاء الدورة الشهرية وانخفاض هرمون الاستروجين عند المرأة وبعد انخفاض التسترون بعد الخمسين عند الرجل... ولذلك علينا ان نؤمن للعظام ما تحتاجه من الكالسيوم، اي حوالي الف ملليغرام سواء من الغذاء كالحليب الرز الاسمر او من الحبوب الكاملة.
ملاحظة:
بينت الابحاث ان عظام المدخنين تعد اكبر سنا من عظام غير المدخنين بمعدل ست سنوات، وبينت الدراسات الرياضية ان المشي السريع يساعد على الحفاظ على متانة العظام.
العضلات
بلوغنا فوق الثلاثين يفقد عضلاتنا قوتها وتصبح رخوة، مما يسبب اختلالا في توازن الجسم بالاضافة الى المظهر المترهل ومن ناحية اخرى فان نقص الكتلة العضلية يساهم في زيادة الوزن، لان العضلات تلعب دورا في حرق الشحوم، لذا فان تقوية العضلات بالتمارين الخاصة لذلك ومنها تمارين الاثقال الخفيفة تصبح ضرورية بالنسبة لنا في هذه المرحلة.
ملاحظة:
بينت دراسة ان فاكهة العناب الزرقاء اللون Bluberru والمحتوية على مادة البوليفينولات Polyphenolics تساعد على اعادة بناء انسجة العضلات.
السمنة
تسبب السمنة امراضا كثيرة كامراض القلب والسكر والعقم، ويتعرض الجسم لزيادة الوزن عندما يزداد المأخوذ من الطاقة 'الغذاء' عن المصروف منها. اي ان الاكل الكثير من دون ما يعادله من حركة او تفكير يؤدي الى ارتفاع الوزن.
واذا اخذنا في الاعتبار ان عملية الحرق الغذائي تتباطأ بعد الخامسة والثلاثين بمعدل 6%، مسببة اضافة 150 سعرة حرارية زائدة يوميا، فان عدم تعديل غذائنا بصورة ملائمة لهذا التغير الذي يطرأ على نظام الحرق يعني اننا سيزداد وزنا بمقدار 3-4 كيلو غرامات في السنة.
لذا.. يجب اما تقليل وتعديل الغذاء او رفع مستوى الحركة والرياضة وكذلك فان بناء العضلات في هذه المرحلة من خلال التمارين الخاصة بذلك يساعد على الاسراع في حرق الطاقة.. حيث ان العضلات كما اسلفنا تحرق السعرات الحرارية بمعدل اعلى من الشحوم.
ويجبا ن نتذكر دائما ان الوقاية من السمنة ليست مطلبا جماليا فحسب، بل مطلب صحي اساسي للوقاية من الامراض الخطيرة.
العيون
تضعف قدرتنا على الابصار مع تقدم السن بنا، كما اننا قد نتعرض لامراض العيون المرتبطة بالعمر مثل مرض 'تلاشي البقعة البصرية' Macular Degeneration او الماء الابيض Cataract.
واشارت اكثر من دراسة الى ان مضادات الاكسدة ومنها فيتامينات A,C,E وكذلك مادة اللوتين 'Lutein' تحمي العيون من هذه الامراض، لذا فالتركيز على تناول الخضر الطازجة في العمر المتقدم يخلص خلايا العيون من المواد الضارة بالبصر.