الســـــــــــــــلام عليكم ورحمة الله
في قلب القاهره الفاطميه وعلى مقربة من المشهد الحسيني يقع واحد من أهم أسواق القاهره وأشهرها علي مستوى العالم.
وهو مقصد للسياح و الاجانب انه
(خان الخليلي).عبق الماضي وفنونه الفطرية التي لا يضاهيها فنا في جمالها وذوقها ودقه تفاصيلها، فما أن تعبر إلى الخان وكأنك عبرت بوابة الزمن إلى ذلك العهد البعيد عندما انشأ الأمير
(جهاركس الخليل) أحد أمراء السلطان
(برقوق) هذا الخان، وقد كان الأمير الخليلي يشغل وظيفة
(أمير أخور)، أي أمير الخيل، و قد كان موضع الخان هو ضريح القبور الفاطمية وهو شارع
(المعز لدين الله) الآن، ولما كان الأمير
(جهاركس) متعصبا ضد الشيعة-مذهب الفاطميين-فقد اخرج عظام الموتى من تلك المنطقة وأقام مكان الضريح خان يعرف باسمه.
وفي عام 917 هجريا هدم السلطان الغوري خان الخليلي بكل حوانيته، وأنشأ مكانه محال ووكالات يتوصل اليها من ثلاث بوابات. ثم أعيد تجديد الخان في العصر الحديث، ومنذ ذلك الحين والمكان قابع في قلب هذه المنطقه يتزين يوما بعد يوم بالمنتجات المصريه الاصيله مثل المعادن كالنحاس المنقوش والمدقوق، والمشغولات الفضيه والذهب، الاخشاب المطعمه بالعاج والصدف وأقمشه الوشي والدباجه، والزجاج المموه بالمينا و صناعه الجلود والسجاد المعقود المتعدد الالوان. ورغم صغر الحوانيت و المحال الا أنها تضج ببضائع من كل شكل و لون، فما ان تدخل الى الخان لا ترى سوى بريق النحاس والزخارف فى القناديل النحاسية المطعمة بالزجاج المعشق والزجاج الملون فى
(الشيشة) النرجيلة بمختلف أحجامها وأشكالها.. الطرابيش والتى لم يعد لها وجود الا فى محال خان الخليلى، الأخفاق
(المراكيب) ، والحقائب الجلدية.
خان الخليلي هو في الأصل ذاك البناء الذي أسّسه جهاركس الخليلي لأداء وظيفة الخان. وكان هذا المبنى على غايةٍ من الجمال والإبداع، إضافةً إلى اتّساعه وفخامته. فبعد المداخل المتعدّدة للخان، يوجد الصّحن الفسيح الذي يتوسّط كتلة بناء الخان، وتحيط به الأروقة على طبقتين، تطلاّن على الخارج نحو الشّوارع والأزقّة والأسواق المحيطة من خلال مشربياتٍ بديعة الطّراز. وكان جهاركس الخليلي، مؤسّس الخان، قد جعله وقفًا إسلاميًا عامًا، يُوزّعُ كلّ يومٍ رغيفين على كلّ فقيرٍ، من المردود الذّي يأتي به الخان من خلال تخزين البضائع واستراحة التّجار واتخاذهم منه مكانًا لمبادلاتٍ ومفاوضاتٍ تجاريّةٍ.
ترتبط بخان الخليلي شبكة الأسواق المحيطة به التّي تتخصّص كلّ منها بسلعةٍ أو صناعةٍ أو حرفةٍ مُعيّنةٍ. وما يزال خان الخليلي نموذجًا وعنوانًا للخانات الإسلاميّة.
تعتبر منطقة خان الخليجي بحوانيتها المختلفة متحفا عملاقا يفتح أبوابه للسائحين على مدار الساعة ليلا في القاهرة القديمة ليشكل في مجمله مركزا للجذب السياحي لرؤية ما ابدعه الفنان المصري من مصنوعات وصياغات.
وما زال هذا المكان يحتفظ باصالته مثل صناعات الحفر على الخشب واشغال الارابيسك اليدوي وتطعيم الخشب بالصدف والنقش على النحاس والفضة والتماثيل والتمائم الفرعونية وأخرى خاصة بمشغولات الرسم على أوراق البردي والزجاج الملون والمشغولات اليدوية من الحلي والعقود وكذلك المطرزات. ويلقى هذا المكان رواجا هائلا لدى السائحين الاجانب والعرب من جميع الجنسيات على مدار العام حيث مقام رأس الحسين (عليه السلام) له مذاق خاص في الزيارات لاسيما في شهر رمضان حيث يكون السهر في رحابه حتى الفجر وله بريق خاص في كل الايام والليالي.
ومن اهم الصناعات صناعة الالات الموسيية الشرقية الاصيلة ومنها العود وما اكثر انواعه واشكاله ومنه المشغول والمطعم بالاصداف.